عاشق وطن


الفراق الأبدي محزن ومؤلم وفظيع, ذاك الذي يأتي ليقتلع الحياة والنبض, ولا يترك وراءه ثمة غير الصمت القاسي الرهيب, غير أن الموت يظل الحقيقة القاسية في حياتنا, تماماً مثلما الحياة الحقيقية, ربما الأشد قسوة.... قبل أيام رحل وفارقنا شيخ الشباب المناضل... رحل الأستاذ لأجيال وأجيال كان يعلمهم معنى حُب الوطن ومفهوم المواطنة, والوحدة, غرس في نفوسهم معنى النضال والجهاد, مدافعاً عن قضايا العروبة, هو الموسوعة التاريخية الفلسطينية, عرفته مناضلاً قومياً لسنوات خلت, التقيته منذ كنت طفلة عند زيارتنا الأسبوعية لمدينتي القدس, فهو الأستاذ الموجه لأشقائي الأكبر سناً, في المدرسة الإبراهيمية, والذي يميز الأستاذ دماثة خلقه ولطفه فهو دائم السؤال عن كل مقدسي يعرفه أو يعرف أباه.
تعرفت اليه أكثر من خلال مؤلفاته ودراساته المتعددة وآخرها مذكراته التي تسرد حياته وكفاحه وأفكاره القومية, فهو الرافض لأية مفاوضات أو معاهدات أو تطبيع مع العدو الصهيوني.. مؤمن دوماً بأن الطريق لفلسطين يأتي من خلال العمل العربي الموحد, فهذا المقدسي الهوى الخليلي الأصل, التحق بالثوار منذ صباه في عام ,1936 ,1948 لم يأبه بالاعتقال بل استمر في تثبيت مبادئه والدفاع عنها... كم فقدت فلسطين من أبنائها الغر الميامين.
ولأن المناضلين دوماً يلتقون في ذات يوم وفاة شيخ الشباب المناضل القومي بهجت أبو غربية كانت ذكرى مرور خمس سنوات على رحيل الحكيم مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش, وتمر الذكرى في ظل عدوان متصاعد ضد الشعب الفسطيني وانقسام قائم رغم اتفاق المصالحة, وفي ظل مفاوضات فلسطينية اسرائيلية (استكشافية) بعد مرور عشرين عاماً على مسار تفاوضي فاشل, بينما الاحتلال يمضي قدماً في خلق واقع جديد, بمصادرة الأراضي وتكثيف الاستيطان وتهويد ما تبقى من القدس المحتلة, وهدم المباني وطرد السكان ونزع هوياتهم وزج المناضلين في السجون و شن الغارات فوق غزة وارتكاب القتل والتدمير...
وما زال الربيع العربي في ثوراته غير المكتملة مستمراً.
أتساءل... كل من قضوا وناضلوا في سبيل هذا الوطن العربي الغالي... وكل عشاق فلسطين الذين قدموا التضحيات تلو بعضها... أين الحقوق الفلسطينية وحق العودة وتقرير المصير وإزالة المستوطنات والانسحاب الإسرائيلي عن كامل التراب الفلسطيني ??
ألا يحق للفلسطيني صانع ومفجر الثورات والانتفاضات المتتالية وطناً تسوده الحرية والعدالة والمساواة ? وتصان فيه كرامة المواطن المهدورة وتطبق فيه الديمقراطية ويبزغ فجر التحرير للشعب قبل الأرض... أحلام وأماني أبو غربية والحكيم لم تتحقق بالعودة إلى فلسطين العربية أتمنى أن يتحقق حلمي وأقبل أسوارك وأمشي في شوارعك العتيقة مرفوعة الرأس, وأطرق باب بيتنا لأرى أقارب طال فراقهم, فهل ما زال بالعمر بقية لتحقيق المراد ?? يا قدس يا حبيبتي.0




تعليقات القراء

فنيخر
الكاتبه الكريمه

محاسن الامام

اسأل الله العلي القدير

ان يرد لنا قدسنا الطهور و المأسور و كافة اراضي امتينا العربيه و الاسلاميه المسلوبه.

وأن

يحقق لك

ادعيتك و امانيك

انه سميع ,مجيب الدعاء
01-02-2012 02:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات