اللعبة الكبرى !!


تقترب منا الذكري السنوية الاولى لانطلاقة الحراك السياسي في الاردن ، الذي خرج للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد ، ونجح الى حد ما في " تجميد" مشاريع نهب وبيع ثروات البلاد ، والدفع بإتجاه ملاحقات شكلية لبعض رموز الفساد ممن يمكن وصفهم" بأسماك الزينة الصغيرة " التي اصطادت الحكومة الحالية بعضا منها لأياما معدودة سرعان ما أُفرج عنهم كي تُزين بهم نهجها وتستمر بخداع العامة في موضوع ملاحقة الفساد ، فيما لم تستطيع الاقتراب من الاسماك الكبيرة وحيتان الفساد والنهب الذين لا يختلف عليهما اثنان في الاردن أنهم وراء كل مصيبة !
استطاعت تلك الحكومات مستغلة حالة الحراك وحالة الفوضى الجارية في البلاد وبجرة قلم واحدة من إطلاق صافرة " اللعبة الكبرى " والتي تبدأ أولا تبجنيس اكثر من 500 الف مواطن فلسطيني باتوا مواطنين اردنيين ، فقدوا حقهم التاريخي في العودة الى فلسطين ، وسيتبعهم كذلك 700 الف أخرين سيجري تجنيسهم تبعا للروشيتة الامريكية التي وجدت في الفوضى الاردنية وإنشغال الناس بالمطالب الاصلاحية فرصتها في تجنيس ابناء فلسطين من حملة البطاقات الخضراء وكذلك المقيمين في الاردن لإستكمال توطينهم في البلاد تمهيدا لخلق الوطن البديل ، ، ووجدت وبكل أسف داخل الأردن و فلسطين انصار كُثر لهذه " اللعبة الكبرى " وتحديدا من قبل البرجوازية الفلسطينية ورموز السلطة وحتى لدى جماعات الضغط من المنادين بالحقوق المنقوصة وبعض التيارات الاسلامية التي انكرت ولا زالت على الاردن حقه في قوننة قرار فك الارتباط مع الضفة الذي طالب الناس به منذ عام 1988 .
عام واحد لم تضاء فيه شمعة إصلاح واحدة ، ولم تُزهر فيه زهرة في عهد أي حكومة منذ انطلاقة الحراك ، وكل قرارات لجنة الحوار والتعديلات الدستورية والتصريحات والتطمينات الرسمية كانت ملهاة مدروسة بعناية كسبا للوقت ، عام واحد كشف مدى ضعف الأداء الحكومي وتخبط قراراتها وميوعة أفكارها تجاه عملية الاصلاح المزعومة في البلاد ، فلا قوانين عصرية وإصلاحية أعدت ، ولا هيكلة أو تحسين حياة الناس حققت ، ف" الثورات" وحالة الأستياء التي اندلعت بعد الهيكلة والزيادات كانت اقوى صوتا من الحراك نفسه ، وتلك كانت لُعبة خبيثة أرادت فيها الحكومة إشغال الناس في البحث عن لقمة خبزهم وتحسين ظروفهم فيما تتفرغ هي لمشروع تصفية الوطن ، لا نقول ذلك بهتا وزورا، بل أن التصريحات الرسمية هي من كشف بعض خيوط اللعبه، والتي ارتفعت فيها ارقام عدد سكان البلاد خلال شهرين الى زيادة قدرت ب 600 الف مواطن !! من أين جاءوا ! ومن اين تسربوا ! ومن منحهم تلك الارقام الوطنية والجنسية في ليلة وضحاها ! مؤسسات الدولة كانت تعمل دون كلل او ملل لتمرير مشروع التجنيس والناس لازالت في الشارع تصرخ ومنذ عام بنفس الموال وبنفس اللحن بفساد عوض الله والياسين والكازينو والاراضي الموزعة على المقربين !! ولا يُستبعد أن تكون الحكومة هي من ُيغذي تلك الحراكات بدواع إستمرارها وإشغالها لتتمكن هي من مواصلة اللعبه !
الحراك السياسي الاردني لم يتطور منذ عام ، ولم تتطور ادواته وشعاراته قيد انملة ، ولم يلتفت قادة الحراك الى اللعبة الأخطر التي تجري حولهم ، فيما تطورت أدوات المناهضين للإصلاح و "المخربين " للوطن وسماسرة الأوطان من عملاء السفارات الغربية وعملاء الأجندة الامريكية والصهيونية ، الذين أعدوا خطتهم لتمرير مشاريع التوطين في ظروف ضعف وفوضى عاشتها البلاد ومهدت لها ، فكان أن نجحت بتمرير مشاريعها بالتوافق والانسجام مع هذه الحكومة التي وجدت في صمت الحركة الأسلامية نفسها مدا يدعم توجهاتها ، واستطاعت تلك القوى خلق فوضى شعبية تزيد من ضعف البلاد من خلال إستغلال قرارات الحكومة " العبثية " والمنفرة لتحسين أحوال الناس والاستجابة لمطالبهم ، فنجح مشروع التجنيس ونجح مشروع حماية كبار الفاسدين ، وبتنا نتحدث عن حراك سياسي، فكر به الشرفاء وقاده الشجعان وجنى ثماره الجبناء والخونة واصحاب الحق المنقوص والداعين للوطن البديل !
الحراك السياسي منح المواطن شعورا بضعف الدولة و" قلة هيبتها " فأنتشرت مظاهر التمرد ، وقالوا بسقوط محافظات بأكملها أمنيا بيد البلطجية واصحاب السوابق دون ان يحرك النظام ساكن ، ومنحت حتى الطلبة فرصة ممارسة الغش والتزوير في امتحانات الدولة ، فأضعنا سمعة التعليم ووضعناها في مهب الرياح ، وأظهرت الحكومة العداء للمعلم والجندي وجعلتهم كبش فداء لكل موظفي الدولة حين وجهت لهم إهانة الزيادة الاخيرة ، فُحرم منها قطاع كبير واستفاد منها الكبار فقط ، وفي ظل الحراك وفساد الحكومات خرج المتقاعدون العسكريون للشارع وهتفوأ باسماء " رموز " لم تكن ذات قيمة ليكونوا مدافعين عن حقوقهم ، فالقيادة الحقة بنظرهم هي الاحساس يألم ووجع الناس والدفاع عن مصالح الشعب !!
حكومة الخصاونه ليست إلا لعنة على الوطن ، والأسوأ من كل ذلك أن نواب الأمة متفقين ومنحازين لكل سياسة الرجل شريطة بقائهم في المجلس ، فالوطن بنظر الكثير منهم كرسي أو منحة أو وظيفة مرموقه ، وإلا ما دواع صمتهم على ما يجري من تجنيس وفوضى وتخبط الحكومة في مجمل قراراتها التي توجتها بهيكل دفعت الحكومة كما يشاع مبلغ 80 مليون دولار لأحدى الشركات الامريكية للإعداد لمشروع الهيكلة سيء الصيت ! كان يمكن ان ُتنفق تلك ألأموال في مشاريع تنموية لكافة محافظات الوطن !
لا بد من تطوير أدوات الحراك السياسي، ولا بد من إجهاض مشروع التوطين " اللعبة الكبرى " ، ولابد لكل البرامج والشعارات والادوات ان تتطور الى الحد الذي لم يعد يكفي أن نخرج ساعة واحدة بعد كل صلاة نندد بقضايا فساد واراض موزعه ، فيما تستمر عصابات الوطن بممارسة " اللعبة الكبرى " طوال ساعات الاسبوع كله ، فنحن نتحدث عن وطن وشعب باتوا في مهب الريح ، وليس بضع دونمات من الأراضي وزعت هنا وهناك .



تعليقات القراء

فنيخر
الكاتب الكريم

الاستاذ علي الحراسيس

ممتاز

و شكرا على هذا الوعي و الحس الوطني

طيب وين حصه و حق ابناء الاردنيات المتزوجات من عرب (غير اردنيين)

ما زال حكومه القاظي(باالظاء)مجنسه كل هالعالم,ليش ما تجنس ولادنا,لعاد

وانتا دافع عنهم كمان

مع عظيم مودتي
26-01-2012 01:16 PM
عبدالله كريشان
المعروف ان حركة فتح بدأت تنشط في الاردن للمساعدة في تكريس الوطن البديل بعد أن التزمت سنوات طويله ولم تعمل في البلاد ، الاخوان لا يمانعون بالوطن البديل والتجنيس ، والتيارات الفاسدة المقربه من البرجوازية الفلسطينية تلعب على نفس الموال وتنشط هي الاخرى ،.... في عمان قريبا للاستقرار .. عيدت ..
26-01-2012 01:58 PM
ماجد المعايطه
...يعرض صلاحيات الملك على استفتاء ... شو اللي بصير ، شكلوا الجماعه صدقوا انه في وطن بديل ولشوا يتوزعوا الكعكه ويوزعوا الصلاحيات بين حكومة اكثرية وملك دستوري .. بس والله لو على رقاب كل الاردنيين لن ينجح المشروع
26-01-2012 03:47 PM
فتحاوي
الاخ الكاتب المحترم ، منذ عام 1988 وحركة فتح اتخذت قرارا مركزيا بعدم التدخل بالشأن الأردني سواء على مستوى المجالس النيابية او النقابات او الهيئات الاجتماعية خلا الموجودة داخل المخيمات باعتبارها شان فلسطيني داخلي ، ويخوض بعض رموزها الانتخابات باعتبارهم مواطنين اردنيين ولا علاقة للحركة بذلك ، واما الحديث عن ما اسميته بدور الحركة في اللعبة الكبرى ، فحركة فتح كانت ولا زالت ترفض كل الصيغ التي تمنح الفلسطيميين مواطنة اردنية بهدف تفريغ الضفة من اهلها او ايجاد وطن بديل للفلسطينيين ، ومسألة قوننة قرار فك الارتباط شان اردني لا علاقة لفتح بتأجيله او إقراره او العمل به ، وان ما ذكر عن بيان نواب المخيمات انهم تحركوا بدفع من الحركة كما قال البعض فهذا ليس صحيح ، وهم مواطنين اردنيين منتخبين من قواعد شعبية اردنية يأخذون بعين الاعتبار مصالح ناخبيهم ومن حقهم كنواب الامة ان يدلوا بدلوهم في اي شأن اردني ، ولا شان لهم بموضوع التجنيس او اثارة الفتن كما اوردتها في مقالة سابقة ، فلا يجوز زج اسم الحركة في اية تفاعلات اردنية او حراك ، والدليل أن حركة فتح حالت وقررت عدم المشاركة باية فعاليات اردنية تتعلق بالاصلاح ، فتح لن تكون إلا رديفا وداعما لأية مشاريع اصلاحية تؤسس لاستقرار الاردن ، ولا تبحث عن اية مكاسب سياسية او اجتماعية ، ولذلك اختارت القيادة من خلال لجنة تطوير منظمة التحرير من استثناء الاردن من انتخابات المجلس التشريعي بمنع ازدواجية المواطنه من جهة وللظروف التي تعيشها البلاد هنا . شاكرا لكم وللموقع جراسا حسن الاداء .
26-01-2012 04:31 PM
حازم خزاعله
حتى لو اعلنوا الاردن وطن بديل ، فمجلس النواب لن يتحرك حفاظا على مراكزهم ، بالامس قال لهم مدير دائرة مكافحة الفساد أن ملفات الخصخصة فقدت واحرقت ملفاتها في تحد وسخرية لعقل الشعب ونوابه ، فهل سمعت من أحد منهم تنديد او رفض او تعليق . لا تعجب من النواب فطالما أن ...وعدهم بالبقاء فهم موافقون حتى على كل قرار لو استهدف الاردن او شعبه ، وعلى طريقة :" انا ومن بعدي الطوفان ..
26-01-2012 05:16 PM
رأفت السعودي
بعد سنه .. الحراك الشعبي فشل ولم يحقق اهدافه ، والحكومات فشلت ولم تحقق الاصلاح ولم تحارب فساد ، والنواب حريصون على مقاعدهم والاذكياء او من جنو ثمار الحراك حققوا اهدافهم في الوطن البديل ، يعني العودة الى المربع الاول والأخطر مع بعض التعديلات
26-01-2012 07:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات