الموظف الفاسد في الحكومة والقطاع الخاص والحل


إن الموظف الفاسد ليس فقط الذي يأخذ الرشوة أو الإكرامية أو المكافئة أو الهدية أو ما يسمى بالعامية البغشيش ومسمياتها العصرية فقط بل له مواصفات أخرى وقبل ذكرها أذكر أن أخذ الموظف هذه المسميات حرام وفي الحديث الصحيح عن أبى حميد أن موظف سلَّم عهدته المالية أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاسبه ليعلم ما قبضه، وما صرفه، فقال هذا الموظف: ( هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا "ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ" ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي ).
أن من المواصفات الهامة للموظف الفاسد :
أولاً- الذي يأخذ راتبه كاملاً ولا يقوم بعمله كاملاً ؛ وذلك أن الموظف اياً كان عمله يعلم عند الوظيفة صعوبات العمل والواجبات المترتبة على هذا العمل ، وأوقات العمل التي استحق الراتب بناءا على دوامه فيها كما يعلم تفصيلات راتبه، وعندما لا يقوم الموظف بدوام ساعات الدوام كاملة أدخل في راتبه الحرام ، ومثاله : موظف ساعات الدوام من الثامنة إلى الثالثة أي سبع ساعات يومياً، وفي الشهر x 23يوم =161 ساعة في الشهر ، وراتبه الشهري 300 دينار أي: له من راتبه (1.86) دينار وستة وثمانون قرشاً على كل ساعة عمل ، وكل دقيقة له عليه من راتبه ثلاثة قروش.
اذن هذا الموظف إذا تهرب من العمل في كل يوم ساعة فقط بأن ذهب إلى بيته أو إلى السوق وغيره من الأماكن فإنه يدخل في راتبه شهرياً في راتبه (42.78 دينار ) حرام ، وأطعم أبنائه حرام ، وحرم وأهل بيته إجابة الدعاء. مصداقاً للحديث الصحيح في الذي يدخل بيته لقمة حرام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك".فيدخل لبيته الحرام ، وتصبح معيشته ضنك ، ولا يبارك الله له في راتبه ، بل ولا يكفيه.
ثانياً-الموظف الأرشيف: هو الموظف الذي يقوم بإعاقة المعاملة :
أ- إما لإرضاء عقد نفسية عنده مثل دفعهم إلى اللجوء إلى الواسطة أو التوسل له أو حتى الرشوة وغيرها. ب- إما لإرضاء نفسه التي تشعر بالسعادة عند رؤية الألم على وجوه الآخرين خاصَّة إن كانوا من حملت الشهادات التي يفتقر لها أو بسبب حسده أو بسبب الرغبة بالنظر إليهم بنظرة المسئول الذي بنظره من يعيق المعاملة وهذه علامة مرض وفشل ولكنه يعتبرها علامة تميز ونجاح. وقد عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه بدعوة منه ، فقال:" اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ". قال تعالى:" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى". [طه/124، 126]. والضنك النكد الشاق من العيش أو المنازل أو مواطن الحرب ونحو هذا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره،وإن تَنَعَّم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه، ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد؛ فهذا من ضنك المعيشة وما يتبعها من الشقاء.
فالموظف الذي نريد هو أن من أخذ الأجر(الراتب)حاسبه الله تعالى على إتقانه لعمله ، وأسأل الله أن لا يكون في بلدنا موظف فاسد. آمين آمين آمين




تعليقات القراء

الغويري
هناك يا اخي موظفيين يصرفون في العمل اكثر من رواتبهم كهرباء ومياة واستهلاك قرطاسية 000الخ لذلك من باب التوفير على الدولة لو تقاعدو وفتخو مجال لشباب افضل بكثير 0
16-01-2012 05:42 PM
وليد زكي القدومي
مع كل الاحترام والتقدير لكاتب المقال ومع كل أسف وإحراج وحرقة قلب أقول له بأنه لا يوجد حل إطلاقا !! لإن الكثيرين قد عشقوا المال الحرام !! .
16-01-2012 06:05 PM
أبوأنس
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
16-02-2012 11:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات