المرأة ليست رِجِــلْ طاولة مكسورة !!


يشكوا كثير من الرّجال بعد مرور فترة على زواجهم بأن زوجاتهم قد تغيّرن نحوهم ؛ وأنهنّ لم يعدن قادرات على اسعادهم ، ولم يعدن كما كنّ عليه سابقا في بداية الزواج من الرمانسية والنعومة ، ولم يعدن كما كنّ عليه سابقاً من ناحية الإهتمام والرعاية بهم أو حتى من ناحية الإعتناء بانفسهن وبجمالهن ، ويستغربون سبب انخفاض درجة الحب في قلوبهن نحوهم ، و يتعجّبون من ضعف شوقهن وإشتياقهن لهم وبعدم اظهارهن لهفتهن عليهم. وأصبح كل منهم يسأل نفسه : لماذا تغيّرت زوجتي نحوي ؛ متجاهلاً أنه قد يكون هو نفسه سبب هذا التغيير الذي حدث في تصرفات زوجته معه ، و قد هو السبب في تغير نظرتها له .

وإجابة على كل هذه التسؤلات وجميع هذه الإستغرابات أقول : إنه من الطبيعي جداً أن تتغير المرأة بعد الزواج ، ومن الطبيعي جداً أن تتغير قبل الزواج أيضا ؛ فالمرأة قبل كل شيء ؛ انسان من لحم ودم ، لها مشاعر وأحاسيس ؛ تتأثر بكل مايدور حولها من أحداث وأحوال ومحدثات ومستجـدّات ؛ لكونها تشعر وتحس وتسمع وترى ، ولهذا فإنه ليس من المعقول منطقيّاً ، وليس من المقبول عقليّاً أن تكون المرأة كالصنم الذي لايتأثر بما يدور حوله حتى وإن قامت القيامة .

عزيزي الرجل : ـ

أرجو أن تعلم أولاً بانني لست متحاملةً عليك ولا كارهةً لك ولا حاقدة عليك لاسمح الله بقدر مايهمني ان تعلم أنني اريد مصلحتك ، وأنني أريد سعادتك في حياتك الزّوجية .

مؤكدة لك ولغيرك من الرجال أن المرأة بشكل عام تبذل قصارى جهدها لأن تكون حبيبة زوجها الأبدية ، وأنها تحاول اسعاد زوجها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة أيضاً حتى لو كانت تلك المحاولات على حساب نفسها وعلى حساب سعادتها و على حساب حياتها!!

ومادمنا في سياق هذا الموضوع فإني أرجو منك أن تجيبني بصراحة عن التساؤلات التالية إن أمكن ذلك :ـ

1ـ ماالذي يمكن أن تفعله أية إمرأة ؛ إذا كان زوجها من النوع الذي لايمكن ارضاؤه ؛ حتى لو جعلت من أصابعها العشرة شموعاً له ووضعتها كلها أمامه على طبق من ذهب.؟

2ـ ماالذي يمكن أن تفعله أية إمرأة ؛ إذا وجدت من زوجها الجحود و النكران وعدم الإمتنان لها على كل ماتقوم به نحوه من خدمة ورعاية واهتمام ؟

3ـ ماالذي يمكن أن تفعله أية إمرأة ؛ إذا وجدت أن الله قد ابتلاها والعياذ بالله بزوج : أناني ، لئيم ، نمّام ، غيور ، حقود ، حسود ، حاد الطبّاع ، عصبي المزاج ، فارغ العقل ، ساذج التفكير ، وحشيّ التّصرّف ، قصير النّظر ، كبير البطن ، قليل الهمّة ، طويل اليد ، بذيء اللسان ، فاحش القول ، سيء الفعل ؟

4 ماالذي يمكن ان تفعله إمرأة إذا اكتشفت أن زوجها انسان ضائع صايع طائش لايقدر المسؤولية ، وليس أهلاً لها.

5ـ ماالذي يمكن أن تفعله المرأة إذا وجدت زوجها يطلب منها الكدّ والعمل في حين أنه يقضي طول وقته نائماً ثملا سكّيراً ؟

6ـ مالذي يمكن ان تفعله إمرأة إذا اكتشفت ان زوجها ليس سوى مجرد ذكر بلا رجولة ؟؟ عديم النخوة عديم الإحساس بالكرامة ، لايغير على عرضه وعلى شرفه وعلى أهل بيته مهما حدث لهم ؟؟ً

7 ـ ماالذي يمكن ان تفعله زوجة إذا اكتشفت ان زوجها ليس إلا مجرد هيكل بشري لايوجد لديه قيم ولا مبادئ ولا أخلاق ، عديم الإحساس وليس عنده في جسمه نقطة دم وبمعنى آخر عدم الإحساس ؟؟.

8ـ ماالذي يمكن أن تفعله امراة عاملة ، اكتشفت أن الرجل الذي تزوجها ماهو إلا انسان ( بلطجي ) يقضي معظم وقته ثملاً سكيراً ؛ لم يتزوجها إلا طمعاً في مالديها من مال ، وأنه لايتورع أبداً عن القيام بتهديدها إن لم تعطه راتبها الذي تتقاضاه مع نهاية كل شهر ، ولايتورّع أيضاً عن وعيدها بالويل والويلات لو فكرت بمساعدة أهلها المحتاجين الذين كان له الفضل الأول عليها بعد الله بما قدموه لها من اهتمام ورعاية في صغرها ، وقيامهم بتدريسها وتعليمها في الكليّات والجامعات ، والذين لولاهم لما كانت قد وصلت الى ماوصلت اليه . ؟؟!!



والآن وبعد كل هذه الأسئلة أعلاه صارحني وأجبني !! هل تعتقد ياعزيزي أن المرأة في هذه الحالة ستظل على نفس درجة الرغبة في التضحية والعطاء ، وهل ستتوقع أنها ستظل تقول له : ( شبيك لبيك ؛ زوجتك الهبـلة بين يديك ) !!؟

طبعا لا . ولهذا فإنه من حقها إذاً ان تتغيّر وتتبدل ؛ وذلك لكي تشعر زوجها بقيمتها وكرامتها ووجودها وانسانيتها وآدميتها .



وبناءً على هذا ؛ واختصاراً لما قلته أعلاه ؛ فإنّي أرجو من كل رجل ( يعتقد في نفسه أنه رجل ) أن يعلم كل العلم أنه إذا كان هو عمود البيت فإن المرأة هي أساسه المتين ، وإن أساس البيت هو أكثر أهمية من العمود !! لأنه من المستحيل أن يكون هناك بيت مبني بلا أساس . وإن كان لابد من وجود العمود ؛ فيجب أن يكون هناك عدد كبير من الأعمدة وليس عمود واحد !! لكن أساس البيت هو واحد فقط . وبهذا تكون أهمية وجود الأساس في البيت أكثر من وجود العمود . أليس كذلك ؟

وفي ختام مقالي هذا أرجو من كل الرجال المتزوجين ، وغير المتزوجين ، ومن المقبلين على الزواج أيضاً مستقبلاً ، أن يفهموا هذه القاعدة جيداً ، وأتامل منهم أن يبرمجوا عقولهم على أساسها ؛ وذلك لكونها هي القاعدة الرئيسية التي تضمن لهم الحصول على السعادة التي يأملونها ، لأنها هي أساس الراحة التي ينشدونها ، وعليهم ألا يغب عن بالهم لحظة واحدة ؛ بأن المرأة في البيت تستحق منهم كل الإحترام والتقدير على ماتقوم به من جهد في سبيل اسعاد زوجها وأبنائها.

والأهم من هذا أرجو العلم بأن المراة في بيتها ليست قطعة أثاث مركونة في إحدى زوايا المنزل ، و أنها ليست ( رِجِــلْ طاولة مكسورة ) ، و أنها ليست ريموت كنترول ؛ حتى يأتي زوجها ويفـرد عضلات لسانه ويديه ورجليه عليها ، ليتحكم بها كيفما يشاء !! لأن هذه المصطلحات والتصّرفات ؛ مصطلحات وتصرفات غير لائقة ولايجوز أخلاقيّاً فعلها إن كان هذا الرّجل يعتقد أنه رجل حقّاً.

فالرجولة الحقة يا زوج يامحترم لايمكن لها أن تكون بمثل هذه السلوكيات الهمجيّـة والدونيّـة والقمعيّـة التي قد تبدر منك بشكل أو بآخر نحو زوجتك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ". صدق رسول الله.

داعية الله لنا جميعا بأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وحبيب ألسنتنا وعيوننا ، لأن رجوعنا الى الله سبحانه وتعالى حقاًّ سيجعلنا نعرف بلا ادنى شك ديننا ودنيانا وكل ما نجهله من أمرنا ، مما سيكون له الأثر الكبير والدّور العظيم في تحقيق السعادة والهناء لنا في الدّارين ؛ الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


دانـا جهـاد ـ طالبة جامعية ـ الأردن

Dana.jehad@hotmail.com



تعليقات القراء

هذلول
من مدونات ارسطو للشعب الاردني الكريم

و في روايه لاحدهم:

كل ما تحتاجه المرأه هو:

ثوب يجر,

و عدل(كواره,تستخدم لتخزين الطحين) يهر,

و يعر

مع احترامي
15-01-2012 01:42 PM
فلاح أديهم المسلم
إن أول مرتكز في طريق النهضة هو " إعادة النظر في المسلمات"؛ وذلك أن كثير من الخرافات ترسخت في الأذهان فأصبحت من المسلمات التي يعتمدها العقل ويجعلها من ركائزه , ومن الخرافات التي ذاعت وشاعت : خرافة استعباد الرجل العربي للمرأة، وأنها عنده من سقط المتاع، ولا رأي لها ولا كيان، فأود لفت النظر للنقاط التالية
1. أن مقولة" النساء شقائق الرجال" والتي فسرها أهل العلم بأنها تعني نظائرهم في الأخلاق والطباع وقسائمهم المساوية لهم _ هي مقولة راسخة في الوجدان العربي تجد برهانها في اللسان العربي الممثل الصادق للعقلية العربية والمعبر عن مكنونها فنجد فيه قسمة أسماء الفضائل وأضدادها قسمة عادلة بين المذكر أنظر صراحة وصدق ، بهجة وجمال، بشاعة وقبح ... وهذا أمر له دلالته التي لا تخفى.
2. تمتعت المرأة العربية ومنذ الجاهلية بسلطة نافذة على الرجل إلا أنها مارستها بمنتهى الحنكة والدهاء إذ ارتضت أن تقوم بدور الموجه والسائق تاركة الرجل يسير أمامها " إيهاما للناس أنه يقودها وهي في الواقع تسوقه"! وليس ذلك من باب الحفاظ على كبريائه وإنما هو من باب الفرار من تحمل مسؤولية الفعل المأمور به ، فإن نجح أفتخرت به افتخار صاحب الحصان بفوز حصانه في السباق وإن أخفق تنصلت من المسؤولية.
3. _ إذا أطلقت كلمة "المرأة" في مقام الذم والتحقير وعدم الأخذ برأيها لضعفه تبادر إلى الذهن الزوجة فقط أما الأم والأخت والبنت فلهما شأن آخر " فدختنوس حبيبة أبيها ومستشارته وكذا بنات ذي الأصبع العدواني والأمثلة كثيرة، والذي رسخ هذه النظرة هي المرأة نفسها في صراعها الأزلي بين الثنائي غير المرح " الحماة والكنة" والكنائن ، فالزوجة هي المرأة في تلك الأدبيات بما تحمله من انتقاص لقدرها وعقلها ورأيها وشؤم طاعتها , أما الأم وسائر النساء فلا ينطبق عليهن هذا الحكم في هذا المنطق النسائي الأعوج ! والخلاصة أن العربي مسير من قبل إمرأة وهذه المرأة قد تكون أمه أو زوجته أو ابنته.
4. إن الذي يخنق ابداع المرأة هو النساء وذلك أن الرجل يطلب في المرأة جمالين: جمال الجسد، وجمال النفس فإن ظفر بأمرأة جميل الجسد جميلة الروح بأدبها وفصاحتها وعلمها أحبها حب عبادة، وهذا يفسر تعلق الرجال بمثقفات الإماء في يوم ما، ونظرا لأن تجميل الجسد مقدور عليه أو متاح للغالبية العظمى من النساء فقد حاربن النوع الثاني من الجمال وأعني به تجميل النفس بالعلم والأدب غيرة وحسدا وأتهمن من حصلن الجمال النفسي بصنوف التهم التي رددها الرجال تقليدا وهم في الواقع مفتونون بهذا الصنف من النساء الذي جمع الجمالين.
5. قد يكون هذا الطرح غريبا، وقد تستنكره النساء حفاظا على سر المهنة، وقد يستنكره الرجال وينكرونه حفاظا على غشاء الهيبة الرقيق، ولكنه الحقيقة التي يعلمها الجميع ويتفق الجميع على إخفائها وإنكارها، وهذا الواقع هو عكس واقع المرأة عند الغرب فهي هناك تلهث وراء الرجل وتطارده وقلما تظفر به
6. لا سبيل لنهضة المجتمع العربي إلا بتثقيف نسائه ثقافة نهضوية ترتفع بهن لمستوى مكانتهن الحقيقية في المجتمع .
7. أعلم أن هذا الموضوع لن أوفيه حقه في هذه العجالة ولكن أعتبروها شمعة في طريق النهوض أو صوتا ناشزا في وسط هذا الضجيج المسؤولية.
8. المقولة المنسوبة لذلك الشيخ " ثوب يجر وعدل تهر ..........الخ لا تتناقض مع ما ورد أعلاه بل تنسجم تماما مع البند رقم (5) .......... مع تحيات لهذلول .
أمّا ما جاء في المقال أعلاه فلا أظن جميع الرجال أو أغلبهم بالصفات التي ذكرتها الكاتبة وإن كانوا كذلك ففتش عن المرأة ورحم الله القائل : لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس ** كما انعكس الخيالُ على المِراة )4 ( وما ضَرَبانُ قلبك غير درس ** لتلقين الخصال الفاضلات )5 ( فأوِّل درس تهذيب السجايا ** يكون عليك يا صدر الفتاة )6 ( فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً ** اذا نشأوا بحضن الجاهلات )7 ( وهل يُرجَى لأطفالِ كمال ** اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات )8 ( فما للأمهات جهلن حتى ** أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة )9 ( حَنوْنَ على الرضيع بغير علم ** فضاع حنوّ تلك المرضعات )0

15-01-2012 05:37 PM
هذلول
الفاضل و المبجل
و المبدع دوما:فلاح أديهم المسلم

انحني اجلالا امام تعليقك وما تعليقي موجه لامثالك ,
فانت غزير الثقافه و واسع الاطلاع,
مع عظيم مودتي
فائق احترامي
و تقديري
15-01-2012 08:04 PM
فلاح أديهم المسلم
العزيز هذلول أتشرف بأن تزورني على صفحة الفيس بوك المسلمي الصخري
15-01-2012 08:31 PM
هذلول
الفاضل و الكريم
فلاح اديهم المسلم
انا من اصدقائك
على الفيس بوك
you already added me thanks
مع عظيم مودتي
15-01-2012 09:56 PM
69
الى الكاتبة : اجيبي عن التساؤلات المذكورة بعكس ماكتبتي ولا تكوني ظالمة للرجال ومتحيزة للنساء .

لسانك لا تذكر به عورة امرى

فكلك عورات وللناس ألسن
16-01-2012 08:03 PM
ثامر الخزون
ارفع القبعة احتراما واجلالا لهذا الرد المهذب الواعي والذي يلم بجميع جوانب هذة المشكلة جملتا وتفصيلا من الكاتب والناقد الفذ فلاح اديهم المسلم...
21-01-2012 12:44 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات