" التوجيهي" والمحظورات والتهديدات ولائحة العقوبات


بداية ؛ وبغض النّظر عما سمعته اليوم عن تلميحات المعلمين وقيامهم بالإضرابات ، وقرارهم بتصعيد لهجة الإحتجاجات ، وتصريحهم بتوقفهم عن تصليح دفاتر الإجابات ، وبالتالي احتمالية تعليق الإمتحانات ، وتهديدات معالي وزير التربية بتقديم الإستقالة من منصبه مالم تلبى مطالبهم بالعلاوات .
إلا أن هذا سوف لن يمنعني أبدا من كتابة مقالي هذا ، وذلك حرصاً مني على ابداء رأيي بالمُحدثات والمُجريات ، وتقديم أفضل المعلومات لجميع أخواني الطلاب والطالبات للحصول على أفضل الدّرجات وأعلى العلامات .
فأنا ونظراً لما أعرفه عمّا يسببه امتحان الثانوية العامة "التوجيهي " عند الكثير من الأسر من تغييرات في السّلوكيات ، ومن تبدّل وتخبط وارباكات في أنماط التّـصرفات ، ومن اختلافات في وجهات النظر والتوجهات ، ومن تلكؤ وعدم حزم في اتخاذ القرارات ، وما يحدثه من صداعات في الرأس ومن تعكّير للمزاجات .
رأيت أن أقوم بتوضيح بعض السّـلبيات بصفتي طالبة من الطالبات اللواتي مررن في هذه التجربة من قبل ثلاث سنوات ، وأقول :ـ
إن إمتحان "التوجيهي" ياأخوة وياأخوات هو امتحان عادي جداً؛ شأنه في ذلك شأن الإمتحانات الأخرى التي تمت تأديتها فيما مضى من السنين السابقات الماضيات ، وما ستكون عليه أيضا في السنوات اللاحقات القادمات ،وهوامتحان إن اختلف عنها في شيء فسيكون ذلك فقط في الإسم والمُسـمّيات ؛أما باقي الأمور فهي واحـدة حتى وإن تبدّلت فيها الأماكن واختلفت الأوقات وتغيّرت التوقيتات ، ولهذا فإنه لايستحق منكم كل هذه التخوفات ولا كل هذه الرهبة من هذه الإجراءات .
حقيقة إني لاأكون مبالغة إذا قلت : إن امتحان "التوجيهي" في رأيي هو أكثر سهولة ويسراً من امتحانات الصفوف الإنتقالية العاديّات !!!!.
ولهذا فإني على ثقة تامة بأنه بإمكان أي طالب عادي اجتيازه ؛ والتفوق فيه أيضا وخاصة إذا أجاد معه فن التعامل والمعاملات .
لكن !! بشرط أن يكون هذا الطالب أو ذاك ؛ ومنذ بداية العام الدراسي كان قد أحسن تنظيم جدول الأوقات ، وكان قد قام بإعطاء كل مادة دراسية حقها من الدّراسات الجدّيات المُثمرات ، وكان يهتم بدراسة كل دروسه وفهمها ومراجعتها عدة مرّات في نفس يومها بدون اهمالات أو تأجيلات ؛ منعاً لتراكمها عليه مع غيرها من المواد الأخريات ، وبدون أن يُعرّض نفسه لأية إنهاكات فكرية أو اجهادات او ارهاقات .
ولهذا فإنه من الخطأ أن يقوم معظم أولياء الأمور بهذه التهديدات وفرض الكثير من التّنبيهات والتحذيرات.
وتأكيداً لما أقول ؛ فإن هذه الأمور نراها واضحة لو قمنا فجأة بالزيارات الى معظم البيوت وشقق العمارات ؛ والتي حتماً سنرى فيها الكثير من الغرائب والتعجبات ؛ الأمر الذي سيصيبنا بكثير من الدهشة وعظيم الإستغرابات .
وخاصة حينما نسمع عن قوائم الممنوعات الصادرات بناءً على أوامر أبوية عُــليا صارمة وحازمة على الأبناء ؛ البنين منهم والبنات ، ؛ والمتمثلة بإبقائهم حبيسي المنازل في الغُـرف والحُجرات ، وتعريفهم بلائحة العقوبات والمحظورات على الكثير من التصرفات والسّلوكيّات ؛ التي تبدر منهم سواء كانوا شباباً أو فتيات ؛ وحتى إن عرّضتهم هذه الطلبات والتّنبيهات للإصابة بالإرباكات والتشنّجات ، أو فقد الوعي والإغماءات.
ولعل من بين أهم هذه التنبيهات والمحظورات ؛ على سبيل المثال لا الحصر مايلي : ـ
1ـ عدم السماح لهم بحمل الخلويات ولا القيام بإجراء الإتصالات والمهاتفات ، وذلك منعاً لتضييع وقتهم في الحكي الفاضي والمعاكسات.
2ـ عدم السّماح لهم بإستعمال الكمبيوترات الثابتة منها والمحمولات ، ولا حتى التفكير بإمكانية حمل الفلاشات.
3ـ عدم السّماح لهم بالزيارات والإجتماعات ولا السهرات ، ولاحتى النزول الى الشوارع و الحارات.
4 ـ عدم السّماح لهم بزيارة أو استقبال الأصدقاء والصديقات.
5ـ عدم السّماح لهم بطق الحنك مع أبناء وبنات الجيران والجارات ، ولا الوقوف على درج العمارات أو الجلوس معهم في السّاحات.
6ـ عدم السماح لهم بالإختلاط مع الصّايعين والصّايعات ، والهاملين والهاملات ، ولا الإقتراب من أبناء الفاسدين والفاسدات ، ولا من بنات المفسدين والمفسدات.
7ـ عدم السّماح لهم بسماع الراديوات ، ولا مشاهدة التلفزيونات ولا التقليب في المحطات ، ولاحتى معرفة نتائج المباريات والمسابقات.
8ـ عدم السّماح لهم بالوقوف على الأسطح أو النّظر من الشّرفات ولا الخروج الى البلْـكونات.
9ـ عدم السماح لهم بالنوم الطويل أوالبقاء في قمصان النوم و البيجامات.
10ـ منعهم من الطّـلعات والنزلات ، ومن قيادة السيارات ، و من التسّكع في الأسواق والمحلاّت والمولات.
11ـ منعهم من المصافحات ورد السّـلامات ، ومنعهم كذلك من الإبتسامات أو تبادل النّـظرات ولا الأشرطة والسّيديّـات .
12ـ منعهم من اللجوء الى تناول المنبّهات التي يحصلون عليها من الصيدليات.
13ـ اتباع سياسة كبت الحريّات والتسبب لهم بالإحراجات مع الكثير من الزّملاء والزّميلات .
14ـ حساب أوقات الخروج والدخول عليهم بالثواني والدقائق والساعات.
15ـ تفتيش غرفهم وإخرج كل ماهو زائد فيها من ملهيّات ومسلّيّات وصُور ومجلاّت وسجاير وولاّعات وأرجيلات ، والإبقاء فقط على الكتب الدراسية والدفاتر والمذكّرات والدّوسـيّات.
16ـ تحذيرهم من محاولة ارتكاب الغش في الإمتحانات ، أو مخالفة القوانين والتعليمات ، أو التفكير بالإعتداء على أيّ من المراقبين في القاعات .
17ـ الطلب منهم التقيّد حرفياً بماهو مكتوب على اشعار ورقة رقم الجلوس من تعليمات وارشادات وتوجيهات .
18ـ الطلب منهم ضرورة إحراز أعلى المعدّلات للتّمكن من الإلتحاق بأفضل الجامعات ، وللقبول في احسن الكليّات ، واختيار أهم التخصصات ؛ حتى وإن كانوا متأكدين أن عقولهم صغيرة لا تستوعب الكلمات ، وكانت مليئة بالفقاعات وليس بها أدنى المعلومات .
19ـ التنبيه على كافة الأقارب والعقارب ، والعمّات والخالات بعدم القيام بالإتصالات أوالمفاجأة بالزيارات مهما كانت الأسباب والمسبّبات.
20ـ التزام الهدوء والإبتعاد عن كل مايسبب لهم الضّيق والنّرفزة والإزعاجات.
علماً أن امتحان التوجيهي ياأخوة وياأخوات لايستحق منكم كل هذه الإحترازات ، ولا يستحق أيضاً كل هذه التّشديدات ، ولا اتّباع أي نوع من هذه السّياسات ، ولا القيام بمعظم هذه الحماقات.
وفي نهاية مقالي هذا؛ وإن كان هناك من نصيحة أخوية أقدمها فهي : ضرورة أن يحرص كل الطلاب وجميع الطالبات على أن يكون أسلوبهم المتّبع في الدراسة قائماً على مبدأ فهم المعلومات وليس الحفظ كما تفعل البغبغاوات !!! لأن فهم المّادة الدّراسيّة يجعلها تبدو ممتعة وشيقة ، وسهلة ؛ مهما كانت معقّدة ومهما كانت مليئة بالصّعوبات .
وقبل الختام ،
كلّي أمل من الأخوة والأخوات من الطلاب والطالبات المداومة على الطّّاعات ، والحرص على أداء الصلوات ، والقيام بالفروض والسنن لمختلف العبادات ، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والتلاوات والتجهدات، والإستماع بشغف الى الواعظين والواعظات ، وأدعوهم الى غض البصر عن المحرّمات ، وحفظ آذانهم عن سماع المغنين والمغنيات والمطربين والمطربات ، والبعد عن المنحلّين والمنحلاّت وعدم الإقتراب من الملاهي والمُلهيّات ،وأدعوهم الى عدم الإفتتان بنساء الشّياطين من السّافرات والمتبرّجات والعاريات ، وعليهم الحذر من السّافلين والسّافلات ، وذلك كله بهدف أن يحفظهم الله ؛ ربّ الكون وربّ العزة والسموات وربّ الكواكب والنجوم والمجرّات .
وختاماً ؛ ؛ أطيب أمنياتي القلبية لجميع الطلاب والطالبات بالتوفيق والنجاح بالحصول على أعلى النسب والمعدّلات ؛ داعية الله أن أراهم قريباً في أرقى الجامعات وفي أهم المعاهد وأحسن الكليّات إن شاء الله .

دانا جهاد ـ طالبة جامعية ـ الأردن

Dana.jehad @hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات