شاب في مقتبل العمر, صنع لنفسه شخصية كوميدية راقية لم يقلد أحداً وإنما جسد نبض المواطن البسيط الغلبان الذي لا يناقش ولا يعترض إنما يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب السترة.. بعد عن جمهوره لفترة, أتعبه المرض ولكنه بقي نشيطاً في ذاكرتنا التلفزيونية والمسرحية المحلية, ومن ينسى دوره في مسلسل المناهل الذي دخل كل بيوت العرب في زمن قبل انتشار هبوب الفضائيات.. ليس من الممكن نسيان أو تناسي شخصية إنسانية مثل هذا الفتى الممتلئ حيوية ونشاطا, أو المرور إلى جانبه دون الإشارة إليه, فهو مبدع , أردني بامتياز, والمبدع ومهما كانت صفته الفكرية والفنية هو حلال الحياة وجوهرها وقيمتها, والمعطي الذي لا يفوقه وصف ولا يجاريه حال, ولئن شئنا أن نتذكر هذا المبدع ولو أردنا وصف فرادته في الحياة وفي مجالات تخصصه, أو في انتمائه لعالم شفاف يبعث على الخلق, وعلى مد البشرية بما يؤهل استمرارها.. ولو أردنا أن يقال كلام الحق في هذا المخلوق الذي تهرس أعصابه بواعث الحدة والتجديد وكل ما هو متألق وفاعل... لقلنا ان الصفوة التي تنتمي إلى عالم يهيئ حضارة أو يبعث على ميلادها, أو يشارك في ترتيب مشوارها الطويل, هو الخميرة, الخميرة إذن, عالم المبدعين في بلدنا مليء بالطاقات والحالات المميزة وسط شرائح الحياة التي تكاد أن تشابه إلى حد المطابقة بين جموعها.. فالمبدع تاريخ, وقوة في الاستمرار, ثورة في صنع الخلايا التي تتجدد كي تجدد اللهب الإنساني إلى أقصى ما يطمح إليه الإنسان.
ربيع شهاب سيتم تكريمه الآن... وبعد سنوات وسنوات... وهناك الكثير الكثير من الأسماء المحلية الصادقة أعطت طاقاتها وسخرتها لمسيرة الفن والإبداع في مجالات متعددة, علينا وعلى أصحاب مبادرة تكريم شهاب, العودة إلى أرشيف الفن والثقافة والإبداع الأردني والعودة إلى جيل الثمانينيات لأنها تحكي فواصل مهمة في تاريخ الثقافة وفي النبض الإنساني, وعلينا إخراجها إلى النور وهي ما زالت تتنفس وتعيش بيننا من دون أن نضيع في متاهة النسيان, ونتذكر بعد فوات الآوان... دعوة لكافة الفنانين والمبدعين أن يحتفظوا بأرشيفهم الخاص ليكون لدينا توثيق مكتوب ومترجم, لتكريم رواد الفن والإبداع.