الثورات العربيه الكبرى


في مطلع القرن الماضي خرجت شعلة الثورة العربيه الكبرى ايذاناً بالتحرر من حكم العثمانيين بعدما أُثخنت الأمه وجاع الناس وحُكموا بالحديد بالنار ,,فكانت الثورة بمثابة انعتاق من حكم العثمانيين لكن اُبتلينا بالمستعمرين فكان سايكس بيكو الذي قسّم الكعكه بين فرنسا وبريطانيا العظمى وجاء بلفور ليعطي لابناء القردة والخنازير وعداً باقامة دولة لهم في فلسطين عليهم جميعا لعنة الله الى يوم الدين,وقامت ممالك في سوريا والعراق وشرق الاردن كنتيجه لتلك الثوره بعد عقود من الخضوع للاستعمار البريطاني والفرنسي..مما جعل من شعوب تلك المناطق القبول بانشاء كيانات عربيه منفصله بعدما كان الطموح في اقامة مملكه عربيه موحده في الاردن وسوريا والعراق.
ونشأ عقد تاريخي بين قيادات المجتمع آنذاك والامراء يفضي الى تشاركيه في الحكم ضمن قوانين ناظمه تحترم خيارات الشعب كمصدر للتشريع وناظم لاسلوب الحكم بما لا يجعل انفراد رأس النظام في القرار دون الرجوع الى ممثلي الشعب..فكانت المجالس النيابيه برغم محدودية الامكانات التعليميه في حينه نداً قوياً للابقاء على المسيره على سكّتها واحترام شروط العقد المبرم..واستمر النهج برغم التغيير الذي حصل حتى نُكبت الأمه في عام 67 فعُطلت الحياة البرلمانيه بعدها لعقود في الاردن...
بعد ذلك تغيرت أنظمة الحكم في كل من سوريا والعراق بعد انقلابات دمويه عديده حتى استقرت ولكن في اطار انظمة حكم دكتاتوريه عملت لعقود واغتالت طموح تلك الشعوب في التحرر والعيش في كنف دوله ديمقراطيه اقل ما فيها أن يختار الشعب قيادته وممثليه بنزاهه وشفافيه,,لكننا في هذا الوطن الاردني المبتلى منذ تأسيسه بحدود طويله مع كيان مغتصب يتطلع دائما الى شرق النهر كبعد استراتيجي له او تفريغ الارض الفلسطينيه من سكانها وزجهم قصراً شرقي النهر,وبرغم ضآلة الامكانات وضعف وشح الموارد استطعنا الابقاء على الوطن الاردني عزيزاً كريماً حتى يومنا وبرغم ايضاً جبروت وصلافة من تطاولوا على الوطن من المرتزقة واللصوص فعاثوا فيه فساداً وافساداً فسرقوا مقدراته وأفقروا شعبه..
حتى انتفض الشباب العربي بعدما انتفض البوعزيزي على واقعه المرير وهو يسعى الى حياه حره كريمه,فكان التغيير في تونس ومن بعدها مصر الكنانة وليبيا المختار فحدث التغيير بهمة الشباب المنتمي لوطنه وامته,والرهان صعب في اليمن كما في سوريا,,فالثورات العربيه في مطلع هذا القرن ستفضي الى نشوء أمه عربيه واحده على مبدأ تحكيم الدين وشرع الله بعيدا عن اشتراكيه او رأسماليه فجميعها اثبتت ضحالة الفكر وعدم موائمته لتطلعات الشعوب على اختلاف ثقافاتها..اما ما يحمله ديننا كنظام لدوله فيه الحلول الناجعة لكل مشكلات العصر اقتصاديه كانت ام اجتماعيه, سياسيه ام اخلاقيه فهو نهج من عند الله ارتضاه للبشرية جمعاء فصّله في القرآن وأتى على تفسيره رسولنا الكريم عليه افضل التسليم بعيداً عن التحزب افساداً للدين ..
لكننا قرأنا عن الثورات التي قامت كالثورة الفرنسيه والتي احتاجت لمئات السنين حتى استطاعت ترسيخ المفاهيم التي كان يؤمن بها دعاة الثورة والقائمين عليها فحققت الديمقراطيه بمفهومها الشامل حتى يومنا,, وقامت ايضا الثورة البلشيفيه والتي افضت الى نشوء كيان معادي للرأسماليه على مبادىء الشيوعيه والاشتراكيه لكنها لم تدوم واستطاع الغرب تفكيك الدوله التي كانت تنضوي تحت مظلة الاشتراكيه والاحزاب الشيوعيه على يد كونداليزا رايس ابان حكم الرئيس ريغان بعدما لم تستطع امريكا وحلفها الاطلسي مجارة التقدم العسكري الروسي وبهمة الرئيس الروسي غورباتشوف..
مما اسلفت نستطيع ان نخلص الى ان الثورات تحتاج الى عشرات السنين ليتم ترسيخ مفاهيمها والسير في خطى ثابته باتجاه الاصلاح الحقيقي, فلا ننتظر قيام كيان ديمقراطي حر في مصر بعد سنه او اكثر بل تحتاج العزيزه مصر وشعبها المكافح الى سنوات عديده لاجتثاث الفساد الذي قاده مبارك واتباعه من المرتزقه ممن اغنوا من دم الشعب حينها ستكون القدوه والانموذج لثورات عربيه جامعه تعمل للم شمل الأمه وتأطير هويتها وكذلك في تونس وليبيا وبقية الاقطار التوّاقه الى حكم ديمقراطي حر يستند الى شرع الله لا شريعة الاحزاب الدينيه الساعيه للسلطة فحسب( حتى لو قبلت بكامب ديفيد ووادي عربه والتحالف مع الغرب الحافظ لأمن اسرائيل وديمومتها) ,في سبيل الاستئثار بالسلطه..شعوبنا حيّه وتملك فكراً حر وشبابنا ملتصق بأرضه محافظاً على هويته الوطنيه احادية الانتماء والولاء..ودمتم





تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم
(بعدما انتفض البوعزيزي على واقعه المرير وهو يسعى الى حياه حره كريمه)
البو عزيزي" شاب عربي تونسي تخرج من الجامعة ولكنه ظل عاطلا عن العمل لسنوات وفي رحلة سعيه لكسب الرزق في ظل نسب فقر وبطالة متزايدة ونظام حكم لا يلتفت لمصالح شعبه لم يجد سوى العمل بائعا متجولا للخضروات والفاكهة على عربة تدفع باليد، لكن السلطات التي لا ترحم بل وتحاول جاهدة للحول بين العبد ورحمة ربه في ولاية سيدي بو زيد صادرتها منه يوم 17 من شهر ديسمبر الماضي بدعوى أنه لم يحصل على ترخيص لها، فلم يكن من "بو عزيزي" إلا أن قام بإشعال النار في جسده!
اي حياه كريمه تتكلم عنه يا دكتور؟
المسخمط كان همه يبيع الخضروات ولم يملك ثمن الترخيص.
الله يرحمك يا لبوعزيزي ويسكنك في فسيح جناته و يتجاوز عن سيئاتك.
اللهم امين
08-01-2012 02:21 PM
الى السيد هذلول
الهدف من العمل هو العيش الكريم بغض النظر عن مواصفات ذلك العيش,البوعزيزي عندما عمل بائعا للخضار كان يهدف ان يذود بنفسه عن ان يمد يده للناس وهنا تكمن معاني الحياه الحره الكريمه,فلم يسرق ولم ولم...وعندما اشعل بنفسه النار لانه كان يرفض عبودية الآخر وجبروت النظام وادواته..كل الشكر
08-01-2012 04:10 PM
ابنة بني حميده
الى الكاتب الدكتور المحترم مقال رائع وجميل ولكن هل لك ان تجيب على هذا السؤال هل هي صدفه ام مؤامره ان يخرج العثمانيين ثم يدخل مباشرة الفرنسيين والبريطانيين ؟؟
08-01-2012 08:23 PM
هذلول
الى الفاضل و الكريم

صاحب التعليق 2

شكرا على التعليق

(هذا يثلج صدري ويدل على اننا ,على الاقل بعضنا لا يزال يقرأ)

انا لم اقصد التقليل من كرامة او مستوى مهنة بيع الخضار ,

الف كلا

وحاشا لله

ما قصدته

(سمعته مره وانا ادرس في سبعينات القرن الفائت)و للمصادفه كان سائق الباص يحصل على راتب يكاد يزيد على راتب دكتور الجامعه وكذلك كان راتب عامل النفايات(هنا يسمونه عامل وطن وانا احب ان اسمي الاشياء بمسيماتها)

المهم

الحياه الكريمه

هي التي لا ينتقص (بضم الياء)فيها كرامه الانسان ولا حقوقه المنصوص عليها في الدستور(نقطه ولا داعي للتفصيل).

وهنا الان مربط الفرس:

القدره الماليه:

1. على شراء سياره خلال 3 سنوات.

2.للذهاب هو و اسرته في اجازه سياحيه مره على الاقل في السنه.

3.شراء منزل خلال 15 سنه.

مع عظيم مودتي و احترامي
09-01-2012 08:14 AM
هذلول
الفاضله و الكريمه

ابنه بني حميده

تعليق 3

انا مثلك اقرأ المقال و اسأل الكاتب

ومع انني من المعجبين بالدكتور نصر

الا ان قليل من الكتاب من يتواصل مع قارئيه

لذا نيابه عن الكاتب

اكتفي بصدر البيت التالي

لا تسلني فلن اطيق جوابا

مع عظيم احترامي

والشكر لجراسا
09-01-2012 08:22 AM
كاتب المقال
الى الاخت ابنة بني حميده والمحترم العزيز هذلول
بداية تعليق رقم 2 انا من كتبته رداً على هذلول اما فيما يخص دخول الاستعمار بعد خروج العثمانين لم يكن مصادفة بل بالاتفاق في حينه,وما جرى ويجري في ايامنا هو امتداد لما حدث سابقاً..وهنالك بقيه
09-01-2012 04:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات