لم اكن اتوقع ان الصور التي نشرت في الصحف والمواقع الالكترونية والمحطات الفضائية وتظهر استعراضا للقوة ، انها صورمن الاردن فقد اعتقدتها للوهلة الاولى انها لمقاتلي حزب الله او لجماعة مقتدى الصدر في العراق ,لقد صدمت عندما قرأت انها لمقاتلي جماعة الاخوان المسلمين.. هذا شيء غريب علينا في الاردن خاصة ان الشارع الاردني كان يقف مع الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية والبلدية والطلابية والنقابية ، كما ان مناصري الاخوان المسلمين من ابناء الشعب الاردني الذين لم ينضووا تحت اي مظلة حزبية كانوا يقفون وراء نجاح مرشحي حزب جبهة العمل الاسلامي ، وهم السد المنيع ضد اي حرب او استهداف تقوم بها الحكومات الاردنية ضدهم . فهل يعقل ان يكافأ الشعب الاردني بهذا التهديد المعلن من قبل الاخوان المسلمين غير المسبوق عبراستعراض القوة, والتهديد باستخدام العنف؟
ترى من هو المجنون الذي فكر بذلك ؟ الم يعلم ان مردوده ،هو انهم سيفقدون حليفا مؤيدا لهم ، الا وهم ابناء الشعب الاردني ؟ان الذي لا يفكر بغير ذلك فهو مغرور ومصاب بالعمى .. وليعلم الذين قرروا اعلان حالة الحرب ، ان هناك مواطنيين اردنيين شرفاء يحبون وطنهم الاردن وقيادته الهاشمية الحكيمة ، ويفدون تراب الاردن بكل ما يملكون ، لكي يبقى الاردن امنا مستقرا مزدهرا ، لانهم يرون ماذا يحدث في الدول التي دمرها الخريف العربي .
وهنا احذر ان هذا الاستعراض سيقود جهات اخرى بالرد عليكم ، لبيان انكم لستم الوحيدين في الميدان ، وانما هناك اناس"امنوا بالله ربا وبالاردن وطنا والهاشميين قادة فرسانا يحملون الرايات عالية خفاقة" .
كما ان ظهور هذه القوات الاخوانية ،سيجعل من كل حزب اردني ان يسارع الى تشكيل قوات ضاربة للتصدي لكم، وهذا سيؤدي الى تقسيم الاردن الى مناطق معزولة عن بعضها بعضا تحميها فرق الاحزاب .
ايها الاخوان المسلمين لقد تجاوزتم الخطوط الحمراء بقيامكم بالعرض العسكري . المعنون بـ "طفح الكيل" التي كتبت على اشارات خضراء طوق مقاتلو"كتائب أبو عبيدة"فيها رؤوسهم . المقاتلون الذين تدربوا على " الكلشن كوف" و" الار, بي ,جي" و"صناعة المتفجرات اليدويه" والشرطه التي تحمي أمنهم " على غرار ميليشيا " حزب الله المشكل والممول والمدرب إيرانيا .
وهم بهذا الاستعراض يطلون علينا برأسهم المعصوب باشارات النصر على ابناء الشعب الاردني بكل مكوناته تيمنا بقدوتهم مقاتلي حزب الله . فاذا كان انشاء الفرق العسكرية المدربة على كل وسائل التدريب ومنها حمل وصنع المتفجرات. هو الحل فان الحل لدينا " ان امن الاردن والنظام هو الاهم لانه صمام الحلول كافة. ان الخاسر الاكبر من هذا العمل هم الاخوان المسلمين
والسؤال الذي يطرح نفسة هل لـ "حزب الله " دور في تدريب قوات الحركة الاسلامية؟ . وهل هناك تغلغل إيراني في الحركة الإسلامية من خلال حركة حماس وعلاقتها الوثيقة بحزب الله؟.
ان الاستعراض تجاوز المالوف من حركة كانت صمام الامان ، واعتقد ان العقلاء فيها يعرفون ذلك ،فالاخوان المسلمون في الدول العربية يحاربون بكل الوسائل ، منها القتل والاعتقال والمطاردة ،ومنعهم من ممارسة العمل الحزبي وتسلم اي منصب سياسي ، او فوز في الانتخابات او المشاركة فيها . وفي الاردن كانت الاحزاب تعمل في القرن الماضي تحت الارض ، والاخوان المسلمون يعملون في وضح النهار، ونشرواعبرها اهدافهم اذ احتلوا منابرالمساجد والقيام باعمال الخير.
اليس لهذا الانفتاح والدعم اللامحدود للاخوان المسلمين من نظام الحكم ، قيمة ومقدار؟ خاصة وان خير دليل على ذلك ما حصل في الجزائر وفلسطين وتونس ومصروسورية .
اما التصريحات الاخوانية التي تنطلق من بعض الصقور، بين الفينة والاخرى فهي تدل على اتساع الازمة الداخلية الاخوانية . وهنا يتبادر الى الذهن سؤال هل تريدون نقل خلافاتكم وصرعاتكم الى الشارع بقصد استعراض عضلاتكم ؟. انها لعبة مكشوفة يقوم بها اشخاص مصابون بمرض" السلطة" وحب "الظهورالاعلامي" وارسال " رسائل تهديد ووعيد داخلية لصاحب القرار اننا هنا " اياك ان تتجاوزنا". وللخارج ها نحن "نقوم بالواجب" الذي كلفنا به خير قيام بعدما سلكت اقدامهم ... نحو مصدر الاوامر وولي النعمة ، اي "يكاكي" عندي و" يبيض " عند غيري .
اننا نعلم جيدا انكم بهذا الاستعراض العسكري المهيب،انما تريدون من خلاله "اقامة دولة على انقاض دولة" عبر " زعزعة الامن والاستقرار، وتغيير نظام الحكم او تجريده من صلاحياته. واقامة الوطن البديل لتحكموا البلاد والعباد "لاسمح الله" . عندها سنفقد نعمة الامن والامان والحياة الكريمة ونعيش تجارب "العراقيين والسوريين والمصريين والليبيين والتونسيين وسودنة الاردن .
فاذا كنتم اخوانا مسلمين، فنحن مسلمون ، وحزبنا " الله،الوطن،الملك ". وان تعاطف الشارع ووقوفه الى جانبكم ، قد انقلب عليكم، فليس التصعيد في تأجيج الشارع ، وانما بالحكمة والعقل ،ووضع مصلحة الاردن، فوق اي اعتبار .
هكذا تربينا وترعرعنا واصبحنا رجالا ذا بأس شديد . وانتم علمتمونا على التربية والدعوة، فهل استعراض القوة ضد ابناء الوطن والنظام هو من نتاج دعوتكم الينا؟ الا وهي "اطاعة ولي الامر".