أرجوكم أحذروا انهيار الأمن الأردني !


لم يعرف الأردن على المستويين الرسمي والأهلي ، مثل هذه الانفعالات السياسية أو غيرها عند الجهة التي كان يحاورها أو يتناقش معها ، غير أنه مؤمن وبكل قطاعاتها أن تجاوز صدمة الانهيارات الأمنية التي وقعت في عموم الدول العربية منذ مطلع الربيع العربي ضرورة حتمية ، إذا أرادنا تحقيق الإصلاح الشامل الذي يشكل أسس التقدم الحضاري ، وإلا كيف وفي ظل الفوضى وغياب الطمأنينة تلقح العقول وتشحذ العزائم وتعلي الهمم وتطلق الحريات العامة ؟ ما يحدث عربياً يا إخوان ليس انقلابا فوقياً على الزعامات ، وإنما انقلابا على أمن المجتمعات ، لماذا ؟ لكي نلفظ من سرح الحضارات ، أرجوكم الأردن اليوم يتأرجح فوق بركان على وشك الانفجار ، وجميعنا مدان ومسئول عن هذا الانفجار ، وعلى رئيس الحكومة أن يدون مذكرة شكوى باسم الشعب الأردني إلى الأمم المتحدة وكافة الجهات الدولية المسئولة ويبين فيها ما يتعرض له الأردن نظاماً وشعباً ولصالح من سيكون الانفلات الأمني الأردني ، نريد محاكمة أولئك المارقين ضمن مواد القانون الإنساني العالمي الذي يسمو فوق كل القوانين العالمية ، الذين يحاولون جاهدين استثمار التناقضات الاجتماعية القابلة للانفجار ، من أجل تحقيق مصالحهم التي تتوقف عند الاستيلاء على كراسي الحكم ، على الرغم من أنها جوفاء لا تمتلك برامج ترتقي بالوطن والأمة وتخرجنا من ضيق الأزمات المركبة ، ولعل ذلك يتضح جلياً بعدما تبنى البعض تصريحات تفيد بأن النية تتجه نحو تشكيل مليشيات لتحقيق الحماية الشخصية لهذا الحزب أو تلك القوى السياسية ، والسؤال البريء جداً : ترى حين تشكل مثل هذه المليشيات ، هل سنكتفي في مراقبة المشهد الأمني لهذه المليشيات ؟ ما هذا ؟ أي خرف تعيشون ؟ وفي أي غيبوبة سياسية تغرقون ؟! ستفاجئون بأننا وبلمح البصر سنشكل أيضاً مليشياتنا المدربة تدريبات عسكرياً وأمنياً خاصة ، ومن خيرة الخيرة التي نفتخر ونعتز فيها ، ذات الخبرات الإقليمية والدولية والمشهود لها عالمياً ، والتي نستطيع أن نؤمن لها أسلحة وأجهزة تتفوق كثيراً على الأجهزة والأسلحة التقليدية في المنطقة عموماً وليس على مستوى الأردن ، وأعتقد أن هذا من أبسط حقوقنا العشائرية والاجتماعية والإنسانية ، ولتكن النتائج حسبما تكون ، لأننا لسنا وحدنا في القارب ، أنتم معنا ( إذن المعادلة الجديدة هي إما أن ننعم معاً بالأمن العام الأردني ، أو نشقى جميعنا بتلك المليشيات ) ، مأساتكم يا سادة يا كرام أنكم تتصورون أنفسكم في نتاجنا ، والحقيقة أنكم تلفون أنفسكم بأغلفة هالكة من مجد غابر ، بدليل أنكم تخشون مواجهة الحاضر بالوجه ، وتكتفون بالدوران حول أخطاء الحكومات التي لم نعترف يوماً في وجودها ، ومع ذلك لم ننصب شركاً للنظام وللأمن الأردني ، ولم نعلي الأصوات بالاحتجاجات الفارغة ، لكونها تعني نوعاً من ممارسة الانحدار ، والذي يدفع إلى تحويل الصراع من صراع سلمي ديمقراطي ضد كافة أشكال الظلم والاستبداد ، إلى صراع ضد النظام والأمن والدولة وإنسانية وأمن الإنسان الأردني ! لسنا قاصرين إلى هذا الحد ، ولدينا من النضوج الذي يربك دول عظمى وليس بعض القوى الضالة عن الطريق هنا وهناك ، ونستطيع وبعيداً عن الحكومة الأردنية وبجهود خاصة التقدم بشكوى ضدكم إلى مجلس الأمن ، صدقوني نحن لا نلعب ولن نسمح لأي كان أن يلعب بالشعب والنظام والأمن الأردني أبداً ، أنتم وبهذه التصريحات تصادرون استحقاقات الأمن الإنساني الأردني ، والدفع بكامل المجموع للدخول في نفق الصراع المنغلق على ذاته في جمود شيبه الموت مهما بدا هذا الصراع أنه مقنعاً ، أنا لا أعرف كيف لا تشعر بعض القوى بتأنيب الضمير ، وهي تشاهد هذه الجثث للأطفال والنساء والشيوخ ، بعد أن نجحت الفتنة في اختراق الأمن القطري في كل دولة ، إن بقاء الدولة وبقاء الأمن من ضرورات الشريعة الإسلامية التي يتستر في ثيابها الإرهابيين والإسلام منهم براء ، إما إخواننا العرب فإننا نصحهم وقبل فوات الأوان ونقول لهم نحن صمام أمنكم ، ولن تفيدكم كل هذه الصفقات العسكرية ، ولا تخزين الأسلحة ولا الاستعراض البحري الأمريكي ، ولا أي شيء اللهم إلا الحفاظ علينا كعمق أمني لكم ، والتنبه إلى خطورة الأمن الغذائي الذي يضرب في نخاع الشعوب العربية التي ما زالت خارج توصياتكم البترودولارية ! وكأنكم لم تسمعا بعد أن الأمن الغذائي من شأنه أن يقلل من النزاعات المحلية والإقليمية والعالمية ، تعالوا لنجلس معاً ونؤسس لمشروع صندوق الأمن الغذائي العربي الإقليمي الشامل ، بالله عليكم لا تضيعوا المملكة العربية السعودية والخليج الذي أصبح على شفير الهاوية ، وهنا أتوجه بجزيل الشكر إلى الزميل الأخ الفاضل الدكتور محمد صالح المسفر على مقالته العظيمة ( أرجوكم لا تضيعوا الأردن من أيدينا ) والتي كان لها عظيم الأثر في ولادة هذه المقالة التي بين يدي والتي تأتي تحت عنوان (أرجوكم أحذروا انهيار الأمن الأردني ) ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النضوج المشترك في الوعي الثقافي العربي العام والذي يستشعر الخطر ، أعود إلى بعض القوى السياسية وبخاصة التي ترتدي الزي الإسلامي لأقول لها ، هل تبصرتم بالشريعة التي تحملون أسمها ؟ لستم القيمون ولا القائمون على الشريعة التي لو حذفناه لن نجد ما نضع مكانه من شيء ، صدقوني لو تبصرتم بالشريعة الإسلامية لتحسستم مكانة الأمن في الإسلام ، والرؤية الإسلامية قد تجاوزت بأهمية الأمن الاجتماعي (الحق الإنساني) لتجعله فريضة إلهية، وواجباً شرعياً، وضرورة من ضرورات استقامة العمران الإنساني، كما جعلت هذه الرؤية ـ الإسلامية إقامة مقومات الأمن الإنساني الأساس لإقامة الدين، فرتبت على صلاح الدنيا بالأمن صلاح الدين، وليس العكس ـ كما قد يحسب الكثيرون ، وتأتي شرعية الأمن الإنساني في الإسلام من قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) البقرة:208• وفي قول رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن)، قيل من يا رسول الله؟ قال(الذي لا يأمن جاره بوائقه) ، ودعوة الحق تعالى الناس جميعاً للدخول في السلام والأمن، ورفع الإيمان عن المسلم الذي لا يأمن جاره أذاه وسوءاته، يؤكدان الأمن الإنساني في الإسلام، ويقرران مشروعيته ومنزلته في الشريعة الإسلامية، وما ذلك إلا لخير البشرية وحرص الإسلام على العيش في نعمة الأمن ومتعة الطمأنينة،ولتأكيد ذلك نورد قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) البقرة:126•وكذلك قوله عز وجل:(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) الأنعام:82• وقال جلت قدرته: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) النور:55• إن فرضية الأمن الإنساني في الإسلام منبثقة من النتائج والأهداف التي تتحقق على يد الفرد الآمن والمجتمع الآمن وهي ـ بلا ريب ـ أهداف حضارية تأخذ بيد الفرد والمجتمع إلى التقدم العلمي والسمو الأخلاقي في وقت واحد كما يُعدُّ الأمن العام أحد الأسباب التي تذهب على الأمة كثيراً من عناصر الضعف والسقوط، لأنه من ناحية يغرس فيها حمية الوعي بأهمية توافر كل مصادر القوة المتاحة على ردع أي محاولة لانتهاك أمنها واستقرارها ولأنه من ناحية ثانية حركة دائبة وممارسة فاعلة ونشاط متجدد، لأن تردده بين الابتلاء بالقوة والابتلاء بالضعف يتيح الفرصة لمراجعة الذات وتدارك الخلل وإعادة ترتيب الأوضاع، وما أحوج الأردن إلى كل ذلك ، إذن نحن ننطلق من الفرض الإلهي والحق الإنساني ، لإيماننا أنه لا يوجد مجتمع يمكن أن يحافظ على استقراره مع وجود مثل هذه الأشكال من عدم العدالة ، وتزايد أعداد الفاقدين للأمن الإنساني ، الذين عانون مختلف ومضامين الحرمان المتعدد والمتنوع ، دعونا نعيش كما أراد الله لنا أن نعيش ، صدقوني لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تسلب حقوق المؤمنين بالله الناضجين والواعين إنسانيين ، لهذا تجدنا ننشر التفاؤل الثوري ، حتى لا نتردى ألبته إلى قاع الهزيمة التي توصم وجه الآخرين ، وهنا نقول للجميع يدنا العشائرية الإنسانية الأمنية ممدودة للجميع دون استثناء ـ ومن كان هدفه مثل أهدافنا فهو معنا لتحقيق العدل ، والخلاص من آسر الظالمين ، ولماذا لا نسعى لذلك ونحن القابضين على الجمر في ظل القهر والألم ، واسمحوا لي أن أقول لكم جميعاً : إذا كان بلاء الأولياء سماوياً ، فإن بلاء الأردنيين أرضياً ، ويستدعي التمرد السلمي الديمقراطي ، شرط أن لا نتسبب في أهدار قطرة دم واحدة ، لأن هذا العرين الهاشمي هو وطن جميع العرب والمسلمين والإنسانيين ، وملاذ الأطفال السوريين واليمنيين والبحرينيين والليبيين والمصريين الذي يعيشون فصول صبرا وشاتيلا ، ألا تشاهدون أشلائهم ؟ ألا تسمعون صرخات أرواحهم التي تلعن مع ملائكة السماء موقظين الفتنة ، نحن جميعاً في انتفاضة سماوية ضدكم أيها الفاسدون والمفسدون في الأرض ، والويل لمن يموت وكفنه اللعنة ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، أكل ذلك من أجل عيون أمريكا وإسرائيل ؟! ألهذا الحد مخلصين للصهيونية العالمية ؟!
تعالوا نجلس إلى طاولة الحوار ، ونضع عليها كافة المواضيع ، وليس لدينا في الأردن أي خطوط حمراء إلا الدم الأردني الذي يسمو فوقكم جميعاً ، لهذا فإن قضيتنا الأساسية وقضية كل إنسان عربي في هذا العصر هي في أزمة الانحطاط الحضاري العربي ، والتطلع إلى تحقيق نهضة عربية شاملة ضمن رؤية علمية ديمقراطية إنسانية ، أرحموا هذه الأمة التي لا تستحق السخط بعد هذا السبات العميق منذ قرون ، العرب لا يستحقون هذه الفتنة المرعبة فيما بينهم ، أنظروا كيف أن السيوف العربية تغمد في الصدور العربية ! أهذا ما تسعون إليه يا خراب الدول ويا مفسدة الشعوب ؟ ومن سيسمح لكم بذلك إن من يسمح بذلك متواطأ معكم ن نري أن نخرج لنخرج إخواننا العرب والمسلمين من هذا النفق المظلم ، والمسألة ليست في الخطابات الرنانة ذات الاستهلاك الآني المتخلف والخارجي المستعمر ، سيما وأن من يقرر نحن وليست أمريكا وأوروبا اللتان لا تستطيع الخروج من الهاوية السياسية والعسكرية والاقتصادية والأزمات المالية المتتالية وبخاصة في ظل ظهور التعدد القطبي والذي سيفتح آفاق لواقع سياسي واقتصادي ومالي جديد ، تنميها مصلحة كافة الأطراف لا طرف أوحد على حساب سكان الأرض جميعاً .
تعالوا نتوجه إلى العالم أجمع بهذه العقيدة السمحة التي توجه الفرد والمجتمع إلى الخير وتمنعهم عن الشر، ونصون كرامة كيان المجتمع ونحميه من التفكك والتشرد والضياع تطبيقاً لقوله سبحانه: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) النحل:90 ، أنا لا أعرف كيف نخاطبكم وبأي لغة تفهمون ، ألم تستمعوا لقول الحق جل في علاه حيث يقول : (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون• واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً• وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيِّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون• ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران: 102 ـ 104• لماذا تشوهون صورتنا والإسلام نظام شامل وكامل بلا ريب، فهو يحكم الإنسان وتصرفاته في كل حالاته، في خاصة نفسه، وفي علاقته بالله تعالى، وفي صلته بأسرته وفي علاقاته الكثيرة المختلفة بالمجتمع الذي يعيش فيه، وفي علاقات الدولة الإسلامية بالدول الأخرى، فهو ينظِّم كل هذه الأحوال والعلاقات، وذلك ببيان الأصول والمبادئ العامة التي تقوم عليهم، والقواعد والقوانين والنظم التي تحكمها على اختلاف أنواعها، لهذا وغيره الكثير أرجوكم أحذروا انهيار الأمن الأردني !



تعليقات القراء

مواطن عادي
يسعدلي صورتك..
رد من المحرر:
كل عام وأنتم بخير
01-01-2012 01:00 AM
مدهش
مدهش
02-01-2012 10:53 AM
أسامة
مقال في الصميم
02-01-2012 10:54 AM
ضابط أمن
ما دام أمثالكم بخير فالأردن بألف خير
02-01-2012 10:55 AM
عناد أبو الفيلات
الله يعطيك ألف عافية يا نشمي
03-01-2012 05:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات