محاربة الفساد


ينشغل الشارع الاردني برمته وكافة الاوساط بالحديث عن الفساد الذي كان سببا رئيسيا في تردي الاوضاع الاقتصادية واستنزاف جزء كبير من مقدرات الوطن وثرواته والتهاون في بيع بعض شركات ومؤسسات القطاع العام تحت ما سمي بـ»الخصخصة» اضافة الى الهدر الزائف في الانفاق على مشاريع تنموية لم تجد نفعا.

توجيهات جلالة الملك لكافة السلطات كانت واضحة تماما بضرورة العمل على محاربة الفساد وألا احد فوق القانون اضافة الى تفعيل دور الجهات المعنية بمحاربة الفساد ورفدها بالكوادر والخبرات اللازمة لتأدية عملها دون اية معوقات.

لسنوات طويلة اعتدنا ان يحول موظف درجة ثالثة « رابعة سابقا « او دون الفئات الوظيفية العليا الى القضاء بتهمة الفساد والاخلال بواجبات الوظيفة العامة والتطاول على المال العام وفي كثير من الاحيان يكون المبلغ سبب الاتهام متواضعا جدا وتكلف اجراءات المحاكمة اضعافه بعدة مرات في الوقت الذي كانت تدور أحاديث في الخفاء عن حالات اختلاس بالملايين واستغلال بعض المسؤولين لوظائفهم لتحقيق صفقات كبرى وتوجيه مخصصات الانفاق على مشاريع تنموية ورأس مالية بحسب ما يخدم مصالحهم الخاصة.

هذا الوضع أوجد حالة من انعدام الثقة لدى المواطن وولد احتقانا لدى المواطنين ولذلك ارتفعت أصواتهم المطالبة بوضع حد للفساد الذي لم يعد يطاق وفي كل كتب التكليف السامي يطالب جلالة الملك الحكومات المتعاقبة بالتصدي للفساد بكافة اشكاله ومحاسبة الفاسدين والمعتدين على المال العام.

اليوم ووفق كافة المعطيات والمؤشرات فإن المرحلة المقبلة ستشهد تعاملا غير مسبوق مع ملفات الفساد المختلفة سواء المنظورة امام القضاء حاليا أو التي تدرسها هيئة مكافحة الفساد والاخرى التي يحقق فيها مجلس النواب وملفات ستخضع لأول مرة للتحقيق والمراجعة من قبل الجهات المختصة بغض النظر عن مكانة الاشخاص ومناصبهم.

التعامل مع الفساد كقضية خطيرة بغض النظر عن أبطالها ونفوذهم يؤسس لحالة وطنية مهمة جدا وتستجيب لمطالب الشارع الذي يشهد حراكا نشطا حيث تخرج اسبوعيا المسيرات المطالبة بمحاسبة الفاسدين الى جانب المساهمة وبقوة بإعادة بناء الثقة بين المواطن والمسؤول .

عدم التهاون أو التردد بإحالة قضايا أو شبهات الفساد الى القضاء والنظر بعدالة الى كافة الأشخاص عاديين أكانوا أو مسؤولين كبار سيوجد جوا من الراحة لدى المواطنين وسيتأكد لهم فعلا ان الجميع تحت القانون .



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم:

1.( واستنزاف جزء كبير من مقدرات الوطن وثرواته )انا محتار ,انت تقول ما بداخل القوسين ,و غيرك يقول انن بلد شحيح الموارد و يعتمد على المساعدات العربيه و الاجنبيه,

ارجو منك التوضيح.

2.(بمحاسبة الفاسدين) هل صحيح ان باب التوبه مفتوح للذين نهبوا اموال الوطن؟وان بامكانهم بعد توبتهم الاحتفاظ بالمال و التفرغ للعباده و التكفير عن خطاياهم ؟ و بذلك (في حال رضى الله عليهم)

يكونوا قد فازوا بخيري الدنيا و الاخره؟و راحت على الفقرا المسخمطين اللي ما سرقوا؟

مع عظيم الاحترام

و الامتنان لجراسا
19-12-2011 03:51 PM
lموسى الحمايده
والله انا اقول انه لازم الفساد هو يحاربنا مش احنا نحاربه
19-12-2011 09:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات