يبدو أن عدوى ومسلسل العنف الجامعي قد انتقل الى مدرجات مجلس النواب في الآونة الاخيرة وأصبحنا نرى هذا المشهد المتكرر بين النواب بفارق أنواع الاسلحة او الادوات المستخدمة فمن قذف السباب والشتائم الى البوكسات واللكمات الطائرة وقد يتعدى الامر الى تراشق باكواب الماء الموضوعة على الطاولات والمستخدمة لتبل ريق النواب خلال جلسات اجتماعهم في المجلس الموقر.
فبعد ما كان الشارع العام يلجأ للنواب لحل مشاكل العنف الجامعي والمجتمعي اصبحوا يحتاجون من يدافع عنهم فباتت تـُدق جرس الانذار وترفع الجلسة لحل اطراف النزاع التي بدات بكلمة من هنا وهناك وقد تكون بين طرفين ويتدخل ثالث ورابع ...وهكذا حتى يصبح الامر بين شبكة عنكبوتية صعبة الحل الا بالتحجيز ومسح اللحى.
انني لا اريد ان انتقد ولكن كلي عتب ولا احتمل رؤية هذا المشهد الصادر من مجلس مرموق ومجلس يمثل صورة الشعب ...فكل نائب يمثل منطقته وعشيرته ومن انتخبوه وأيدوه خلال حملته الانتخابية حتى حصل على مقعده في مجلس النواب ..
وأعتقد ان مثل تلك التصرفات لا ينبغي ان تصدر ايضا من اشخاص على درجة عالية من الثقافة والعلم .
واذ نعلم اجمع ان العالم اصبح قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال والاعلام فلا نحب ان تنتقل مثل تلك المشاهد الى اعلام الدول الاخرى فيصبح هندام مجلسنا غير لائق أو يصبح محط استهجان او استنكار او حتى سخرية .
فمعلوم ان الحوار الهادئ والهادف ينجب نتائجا ناجعة فلماذا لا تغزو الحوارات والنقاشات المشحونة بالافكار البناءة بدلا من الاجواء المملوءة بالعنف والعراك ؟؟
فلنبتعد عن قنابل الشتائم المتساقطة كوابل المطر ولنبتعد عن ردود الفعل الغير لائقة وليكن مجلسنا مجلسا مختصا ً بحل القضايا وليس مجلسا يبحث عن من يحل قضاياه ومشاكله .. ونقول لنوابنا الكرام الأفاضل ما هكذا تورد الإبل فان لدينا اهدافا نحتاج لتحقيقها ولا بد من الرجوع اليها بدلا من ضمر العداء .. ويجب وضع اهمية كبرى لمستقبلنا القريب لأن الاحداث الراهنة حساسة ويجب تسخير كل طاقات عقولنا لها بدلا من استعراض العضلات والدخول في مجابهات تظهر القوى الجسدية وتعمل على مبدا قلب الطاولة بدلا من المجابهات البناءة وتبني اتجاهات واعية ذات قواعد ثابتة لمستقبل الوطن بدلا من النزاعات الفردية . نعتقد بأن ما يحصل من احداث في مجلس النواب هي احداث هامشية وان مجلسنا هو مجلس راق ٍ موجه بالنقاش الواعي الهادف وما حدث ليس من سمات مجلسنا المنتخب الذي يتحلى بالصبر والحلم والذي القي على عاتقهم مهام جسام كما ان عليهم تنمية الحس الوطني وان يكونوا مثال وصورة الوطن المشرف والمشرق .

حمى الله الوطن وحمى الله القيادة الهاشمية الرشيدة