لا شك ان الفرق كبير جدا بين الذين يقدمون مصلحتهم من خلال خدمتهم لقضية بلادهم وهم جزء منها .. وبين الذين يخدمون قضية بلادهم من خلال خدمتهم لمصلحتهم وهي جزء منهم ..
لعلنا نعترف بالتزامنا بالمسؤولية حيال وطننا والواقع اننا دوما كنا وما نزال وسنبقى على موعد مع رجال يكتبهم التاريخ وليس رجال يكتبون التاريخ ..يخافون على ما هو حب وولاء ويحرصون كل الحرص على امن الوطن وسيادته وهيبته ..
احداث تعدو عدوا من هنا وتمر مر الرياح واحداث تزحف زحفا تحتم على رجالات الوطن الاخلاص والحنكة والمهارة حتى تسير الامور بالشكل المطلوب .
فهم رجال شغلوا انفسهم بوضع لمسات الوفاء على كل ذرة من ثرى الوطن وادهشوا الجميع وبكل تواضع منهم قدموا للوطن أرقى الصور المشرفة والعظيمة .. رجال عرفناهم من احاديث ابائنا ونعرفهم في لقاءاتنا او نسمع عنهم .. ورجال وقفوا وراء الكواليس وخطوا سطورا جبارة على خارطة الوطن .
وبكل صراحة وصدق فقد لـُجم قلمي وما عاد يقوى حراكا وخانتني الكلمات لوصف اولئك الكواكب .. كواكب الوطن واعترف ان الاسماء كثيرة لا تحصى .. بعدد قطرات المطر هم كثر ، وكم نفخر بانهم رجال صدقوا ما عاهدوا .... رجال حملوا على كاهلهم رسالة الشرف والولاء والتضحية ، ورجال جسدوا الرجولة قولا وفعلا ووضعوا الاردن على الطريق الصحيح ونقلوا الوطن حيث الصفاء والنقاء بعيدا عن الضبابية .
وهنا الفرق بين رجال يرتفعون بالمناصب الى مستوى الاحداث ورجال ترفعهم المناصب حتى يصبحوا احيانا مصدر قلق وتخوف بل نجد انفسنا احيانا امام شخصيات معقدة التركيب ولكنها ليست صعبة التحليل فهم المكشوفون دوما ، فلم تذد نفوسهم يوما من اجل الوطن بل عشقوا المال فارتشوا وسرقوا ونهبوا وتسلقوا وأُغدقت عليهم الاموال ليغيروا مواقفهم ...
رجال لم يكونوا كأمثال السنابل الملأى بحبات القمح فمالت وانحنت تواضعا وخيرا وبركة بل كانوا كالسنابل الفارغة الفارعة في السماء هباءا منثورا .
نعلم جميعا ان الصالح موجود منذ الازل وكذلك الطالح موجود ايضا ولكن المشكلة ان هناك اشخاص يظنون كل الظن انهم يقدمون للوطن ولكنهم اصيبوا بعمى الوان حيث انهم ما قدموا إلا لأنفسهم وما بذلوا الا لمصالحهم على حساب الوطن .
نعترف اننا نزدري كل من نقصت رجولتهم فأصبحوا رجال ذو ميول اجرامية تتجسد في النهب والتخريب والصعود على حساب مصالح الاخرين ..والاقامة على انقاض المساكين فعمروا القصور الفخمة والمزارع والاستراحات الخاصة .. شلل فاسدة تنصل الوطن منهم .. رجال ابتدعوا المناسبات لسلب جيوب الاردنيين الاخيار وتفننوا في اساليب مرفوضة وحقيرة ليظهروا انهم رجال خير يتبرعون من هنا ليصار فيما بعد كل ما انفقوا اليهم اضعافا مضاعفة وعلى مبدا منكم واليكم .
رجال لبسوا جلود الخفافيش واصبحوا يعتاشون على دماء وخيرات الوطن ..ارتدوا ثوب الصلاح لكنهم لم ينظروا اليها فهي بالية قذرة وفاضحة لعيوبهم فقد حاولت وبنظرة مجردة ان اقوم في عقول وفكر هذه الفئة من الرجال فوجدت ان عقولهم قد تبول فيها الفساد وحب الذات والمصلحة الشخصية رجال اعتقدوا انهم سيرتفعون في نظر الناس لكنهم حقروا انفسهم والوطن بريء منهم .
الكل يعترف بفضل الرجال الشرفاء والكل مدين لهم وصفحاتنا لن تكفي لوصف كل من بذل جهودا محمودة وبذل النفيس من اجل رفعة الوطن .. رجال سطرتهم سماوات التاريخ الرحبة .. رجال رفيعوا المستوى باخلاقهم وانجازاتهم لهم تقديرا داخل كا نفس شريفة نعتز بهم ونقدم لهم كل الحب والتقدير فهم من شق لنا طريقا فضلى لوطن مزهر مزدهر وجميل ..
وليذهب كل الفاسدين الى مزبلة التاريخ وليذهب كل الشرفاء الى سماء التاريخ نجوما مضيئة لامعة بهية نستدل ونسترشد بهم دوما ..طوبى لهم .. لكل شريف مناضل بحب الاردن .. وطوبى لكل من مات وكانت حياته للوطن وطوبى لمن يقدم الان للوطن وطوبى لكل شريف آت.
حمى الله وطننا الغالي وزاده الله رجالا شرفاء يستلهمون من المعلم والقائد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى بذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن .