الشعوب في المنطقة العربية ما بين الفساد والإفساد


لإعادة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت !
تضمّن التقرير الذي وضعته "منظمة الشفافية العالمية" حول انتشار الفساد في دول العالم، بعد إجراء مسح حقوقي لـ180 دولة، عدة دول عربية على قائمة أكثر الدول فسادا على مستوى العالم ،ولعل الأسباب تختلف في الدول التي تسيطر عليها الجيوش الأمريكية والغربية عن تلك المستقرة ، والتي تتمثل أسبابه في غياب الشفافية وعدم الاستقرار السياسي، وانتشار الرشوة والمحسوبية، ووجود خلل في المنظومة القانونية ، ومعروف لدى الجميع أن هنالك علاقة بين تفشي الفساد وانعدام تحقيق معدلات معقولة في التنمية ، وإذا كان هذا التقرير يؤكد لنا ظواهر الفساد الرسمي في الدول العربية فإن المصيبة في دولنا لا تتوقف عند الفساد ، بل تتعاظم لتصل إلى حدود الإفساد إلى أن أصبح لسان الشارع العربي العام يردد شعار (نطالب النائب العام بالتحقيق في قضايا فساد الإخوان المسلمين ومصدر تمويلهم ) ، وهنا وبحكم الحيادية التي أنتهجها مسلكا وسلوكا أدبياً تقتضيه بحوثنا العلمية السياسية الاقتصادية والاجتماعية أتساءل : لما يرفع هذا الشعار ضد حركة من المفترض أنها تطالب بحرية العباد وتحرير البلاد ؟! وبالطبع لا نريد في هذا المقام أن نطرح ما يتردد هنا وهناك مثل : هل دعوة حسن البنا و جماعة الإخوان على منهج السلف الصالح ؟ حتى لا نخرج عن موضوع المقالة ، ولكننا بذات الوقت نكتفي بما قاله رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، الذي ينتمي إلى (جماعة الإخوان المسلمين) التي وصفها بأنها “غير صافية العقيدة معتبراً أن المظاهرات “من الإفساد في الأرض ، وشهد شاهد من أهلها ،ولا يكتفي البعض بذلك ،حيث أن هنالك إصرار نخبوي مثقف على وجود جرائم فساد أخلاقي برداء ديني، هذا عدا عن شهادة أبن باز رحمة الله عليه والذي قال : إن من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفا والتلون والتقرب إلى مَن يظنون أنه سينفعهم، وعدم إظهار حقيقة أمرهم، يعني أنهم باطنية بنوعٍ من أنواعها، وحقيقة الأمر يخفى؛ مِنهم من خالط بعض العلماء والمشايخ زماناً طويلاً، وهو لا يعرف حقيقة أمرهم، يُظهر كلاماً ويُبطن غيره، لا يقول كلَّ ما عنده. ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يُغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم، ولهم في هذا الإغلاق طرقٌ شتى متنوعة، وقد ذكرها رحمة الله بالتفصيل ومن أراد المزيد عليها العودة إلى ما قاله الشيخ أبن باز رحمه الله، نعود إلى موضوعنا ، نذكر جميعاً كيف مثل أمام محكمة جزاء عمان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ همام سعيد مع ستة أعضاء آخرين في الجماعة بتهم (الفساد) في قضية جمعية المركز الإسلامي ، وإذا تركنا الأردن وعدنا إلى الأساس الذي كون الجماعة نعود إلى مصر ولكن كمحايدين ،و لندخل إلى قواعد اللعبة السياسية في مصر ، وننبش بالأرض السياسية لنعرف من كان يقوم بما كان يسمى (بالتخريب السياسي ) والذين كان لهم حصة الأسد في المشاركة الفاعلة وبقوة في إفساد الحياة السياسية بل والاقتصادية والاجتماعية والثقافية‮.،‬ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية بأثرها وللأسباب الآتية‮:‬ ‮١- ‬الإخوان المسلمين أول من اخترع نظام الميلشيات العسكرية‮ .‬
‮٢- ‬صراع الإخوان علي السلطة مع عبد الناصر ورفاقه ودعمهم للرئيس محمد نجيب ، ‮‬والذي انتهي نهاية مأساوية للرئيس نجيب وامتلاء السجون المصرية بأعضاء التنظيم علي ارض مصر بعد شهر عسل دام سنتين فقط‮.‬
‮٣- ‬الدور الخطير الذي لعبه الإخوان مجاملة للرئيس السادات بعد أن أخرجهم من السجون وأعاد لهم الاعتبار في التخلص من التيار اليساري والناصري ‮٤- ‬دورهم الفاعل في دعم الجماعات الإسلامية الطلابية وغير الطلابية المعتدل منها والمتطرف.
‬نستخلص مما سبق أن الإخوان المسلمين علي مدى‮60 ‬عاما شاركوا سواء بالطريق المباشر أو‮ ‬غير المباشر في إفساد الحياة السياسية في مصر‮.
وبالطبع نحن لا نتمنى ومن كافة الجهات إلا معرفة حجمها الحقيقي ضمن رؤية لا تنفصم عن التاريخ السياسي ، والملفات السياسية والاقتصادية في عصر الشفافية ، والذي لا يمكن فيه أن تخفي أي معلومة وهنالك قدرات عالية جداً ونوعية على بيان تفاصيل التفاصيل عن أي شخص وبأي حزب كان ، لهذا علينا أن نبتعد عن الاستعلاء السياسي المغلف بالزى الديني والذي لم يعد ينطلي على أحد ، وقد قلنا لجماعة الإخوان في الأردن ، إن من يعمل على استمراركم فوق الأراضي الأردنية هو : استمرارية النظام الهاشمي ، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فما عليه إلا دراسة أبناء العشائر والشارع والقوى السياسية في الأردن ، وقد يأتي أحد الذين يعانون من غيبوبة سياسية ويقول نحن أبناء عشائر في حزب جماعة الإخوان المسلمين ، وللإجابة نقول له يا أخي : إن من يقدم مصلحة الحزب على العشيرة هو في الحقيقة أبن الحزب لا العشيرة ، وهذا ليس عيباً ولكن بشرط أن لا تركب على ظهر العشيرة أو تقدم أبناء العشيرة قرابين من أجل الحزب والذي يعاني ما يعانيه في الداخل الحزبي ،والناتج : ليس من أصلاح لا من الحكومة ولا من النظام ، غير أن الذهنية الأردنية المسالمة في طبيعتها تذهب إلى المثل الذي يقول : ( ألي بتعرفه أحسن من ألي ما بتعرفه ) ، هنالك الكثير من الملفات بيننا وبين النظام ، والتي تبدأ بموضوع الأراضي ومروراً بالثروات الأردنية ، وصولاً إلى الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والمالية للشعب الأردني ، وما يتبع كل ذلك من إصلاحات دستورية ، وإعادة النظر في مجمل القواعد التي تتحكم في الولاية العامة على الدولة الأردنية والتي تصل إلى الملكية الدستورية التي تناسبنا ، والسؤال الذي أود توجيهه إلى جماعة الإخوان في عموم عالمنا العربي برسم الأمانة الإسلامية : ألا ترون معي أن ما يحدث في الشارع العربي ، وأنتم في صدارته ، يهدف إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت ؟ أياً كانت إجابتكم فإن ما نحن فيه عربياً ما هو إلا الحلقة الثانية من سايكس بيكو والتي جاءت اليوم على أسس مذهبية وطائفية لا جغرافية سياسية كما حدث في الأولى ، وبالطبع الوضع في سوريا غني عن التعريف والكل يشاهد فصوله الدموية التي تتجه نحو الصراعات المذهبية والطائفية ، بهدف تعميم التجربة على كافة أنحاء الوطن المنكوب في الأحزاب والأنظمة والتي تشكل وجهان لعملة واحدة العمالة لأعداء الأمة !!! أتعلمون ماذا ستسفر الأوضاع إذا نجح ولو جزء من المخطط الشيطاني ؟ ستصبح فلسطين بالكامل أرضٌ بلا شعب، لشعب بلا أرض ، وهل يقبل حكم الطوائف والمذاهب والعشائر تجنيس الفلسطينيين الجدد وهو سيعمل على سحب الجنسيات من الفلسطينيين القدامى ، ما مشكلتكم مع فلسطين أرضاً وشعباً ؟ لما تزجون فيهم في الظلمات ؟ لنتقي الله في أنفسنا وفي أطفالنا وليراجع كل محترم النهج الساقط عليه ، ويجلس ولو خمسة دقائق مع نفسه ، وهو متوجه لله في قلبه وضميره وليفكر في ما نقول قبل فوات الأوان ، هنالك أطفال ونساء وشيوخ ، دماء تسألون عنها بين يدي الملك الجبار ، من لا يرى من الغربال أعمى ، هذه هي قرارات الجامعة العربية والتي فرضت على أبناء شعبنا في سوريا عقوبات اقتصادية غير مسبوقة إلى مجلس حقوق الإنسان ثم إلى مجلس الأمن على نحو مثير للشك والريبة في سرعته، نعود للنصح ، نصح الإخوان ومن ورائهم الأمريكان وكل من شاهدناهم من خلال ما كشفته لنا وثائق ويكيليكس، الشعوب العربية تعرف جيداً ما يعد لها وهي مستعدة وقادرة على إسقاطه، ومحاكمة كل من يقف خلفه .
ويبقى السؤال في ذهنية المواطن الأردني لماذا لم يقبل جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في الحياة السياسية ؟ في الحقيقة هنالك أكثر من إجابة ومن ضمن الإجابات أن هذه المرحلة مرحلة محاسبة الفاسدين والمفسدين ولا يريد الإخوان أن يدخل في عداء مع هؤلاء الفاسدين لأسباب مازالت غير معروفه ! هذا عدا عن أن هنالك أسباب انتخابية ، إضافة إلى أن البعض يذهب إلى أن طموح الإخوان أكبر من الحكومات حيث يتجه إلى الكرسي الملكي ! لا حول ولا قوة إلا با لله ، لا أعرف ما الذي يضمره الإخوان لهذا البلد الذي أعطاهم أكثر مما يستحقون وأصبح وعلى رأي زعيم الوطنية الأردنية الشهيد وصفي التل طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه ، حين تم سؤاله عن الأردن ؟ أجاب بأنها ( بقرة حلوب خيرها إلى غيرها ) ! كفى ، كفى ، كفى ، يا إخوان أرحموا أرض الرباط والجهاد ، أرحموا قلعة أهل بيت النبوة عليهم السلام في كل حين، وأنا كخادم للحراك العشائري في الأردن لطالما طالبت بالملكية الدستورية ، ولكن حسب المقاييس الأردنية ، أي التي تتناسب مع مصلحة العشائر الأردنية من كافة الأصول والمنابت ، حتى لا تبقى الشعوب في المنطقة العربية ما بين الفساد والإفساد لإعادة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت !



تعليقات القراء

مدهش
مدهش
12-12-2011 08:56 PM
خالد الحجايا
مقال بعبي الدماغ ، الله محي أصلك يا أبو كرك ، وزبيقولوا ما فيه عنا مخاخ ، لا ...
12-12-2011 09:02 PM
ناصر المجالي
يؤكد بيترز أن الشرق الأوسط سيكون عرضة لتصاعد نشاط الإرهابيين و ندرة إمدادات للطاقة ، حيث توجد أسوأ مظاهر الأنظمة القومية المتربعة على كرسي الحكم منذ عقود. يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها ، وقبل كل شيء ، أن تسحب قواتنا المسلحة حتى لا تغرق في دوامة أزمات بلا نهاية.كما يجب أن تعدل حدود الشرق الأوسط الكبير لتعكس الروابط الطبيعية من الدم والدين رغم اعتبارنا أن الدين يعتبر مسؤولاً عن اراقة الدماء في المنطقة حتى عن إراقة دمائنا نحن. وستكون في الشرق الجديد دول رابحة وأخرى خاسرة.[ أنظر : موقع الجيش الأمريكي (forces Armed ) - رالف بيترز مقالة بعنوان: حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الأوسط أفضل؟
12-12-2011 09:09 PM
ماجد الرشدان
هل المتظاهرين الأخطار المحدقة.. فيسددوا رميتهم باتجاه الأنظمة العميلة للغرب والمشروع الأمريكي ويحافظوا على الثورات أن تختطف أو يحول الأعداء مسارها لتنسجم مع مخططاتهم القديمة – الجديدة ؟ فينأوا بثوراتهم عن السير في طريق تنفيذ المشاريع الصهيونية – الأمريكية لاستيراد شرق أوسط جديد يتم فيه تقسيم المقسم أصلاً وتفتيت المفتت على رأي الأستاذ صخر المبيضين . وتغرق فيه الأقليات والاثنيات والأعراق والمذاهب في دوامة عنف ودم لا تنتهي، خافوا الله يا إخوان ! قال إخوان لا إله إلا الله !!!!!
12-12-2011 09:12 PM
علي الضمور
صدقت إنها حرب المائة عام القادمة التي بشر بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في إحدى محاضراته على طلاب جامعة هارفرد بعد انتهاء الحرب الأمريكية على العراق وإسقاط نظام صدام حسين : حرب الدم والدين
12-12-2011 09:17 PM
سعيد الكردي
أستاذي المحترم : أليس من الظلم الصارخ ما يقع في الأراضي بين جبال البلقان وجبال الهملايا والمتمثل في : غياب دولة كردية مستقلة. هناك ما بين 27 مليون و 36 مليون كردي يعيشون في مناطق متجاورة في الشرق الأوسط (الأرقام غير دقيقة لأنه لا يوجد دولة سمحت أي وقت مضى بإحصاء نزيه). أكبر من عدد سكان العراق في الوقت الحاضر ، وحتى الرقم الأدنى يجعل الأكراد أكبر مجموعة عرقية في العالم بدون دولة خاصة بها.
12-12-2011 09:22 PM
حاتم عبيدات
أشكر الكاتب المبدع وأؤكد على تعليق الأخ ناصر المجالي وأعقب بما يلي : التقسيم الجديد يقوم أساسا على القومية والمذهبية وعلى حد زعم الموقع.. فإن الشرق الأوسط الجديد سيحتوي على الدول التالية :

دولة للشيعة جنوب العراق ، شرق السعودية ، غرب إيران

دولة إسلامية مقدسة الحجاز

دولة للأكراد شمال العراق ، تركيا جنوب ، اجزاء من ايران وسوريا

دولة سنية وسط العراق واجزاء من سوريا

دولة وسط السعودية

الاردن الكبير الاردن الحالي مع شمال شرق السعودية وجزء من الضفة الغربية وستكون موطن فلسطينيي الشتات

اليمن ستتوسع لتأخذ جنوب السعودية

كما تمتد يد التقسيم لتشمل باكستان وافغانستان لخلق دول جديدة مثل بلوشستانووغيرها

12-12-2011 09:29 PM
ناديا المصري


السؤال الذي لا أجد له إجابة هل جماعة الإخوان المسلمين لا يعلمون بالمخطط الأمريكي والذي يقضي بان علي الأردن أن يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية، وبهذا ينشأ كيان فلسطيني واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق (بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال) لا إلى الغرب في اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة ؟ ؟؟؟

12-12-2011 09:33 PM
صايل الشعلان
عبقري يا مبيضين وحتى يدرك الجميع عبقريتكم أسوق لكم ما جاء على لسان وليام انغدال وهو محلل أمريكي للتطورات الاقتصادية والسياسية الحالية ، تنشر مقالاته في العديد من الصحف والمجلات والمواقع العالمية المعروفة . له كتب عديدة من ضمنها كتاب " السيطرة كاملة الطيف : الديمقراطية الشمولية في النظام العالمي الجديد " .

برغم رأي الاغلبية الذي يخالفه ، يحتفظ إف وليام انغدال برأيه بأنه ليس هناك شيء عفوي بالنسبة لحركات الاحتجاج الجماهيري في الدول العربية ويراها كإعادة للثورات الملونة التي نسقتها الولايات المتحدة لإحداث تغيير في النظام في ما كان يسمى سابقاً بدول الاتحاد السوفيتي . نفس السيناريوهات وتجميع الرموز : قادة المعارضة المحلية دربهم الصندوق الوطني للديموقراطية (NED) والمنظمات الأخرى التي تمولها الولايات المتحدة على فن تنظيم ثورات عفوية . الخطوط العريضة لاستراتيجية أمريكية سرية للمنطقة واضحة منذ بعض الوقت . لكن السؤال هو هل ستعمل ؟

يرى انغدال في أحدث مقالاته بعد ثورة مصر أنه في أعقاب التغيير السريع للنظام في تونس أتت حركة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت يوم 25 يناير ضد نظام حسني مبارك الراسخ في مصر . وخلافاً للانطباع الذي تم رسمه بعناية من أن إدارة اوباما تحاول الإبقاء على نظام مبارك الحالي ، تقوم واشنطن في الحقيقة بالتنسيق لتغيير النظام في مصر بالإضافة إلى تغيير أنظمة إقليمية أخرى من سوريا وحتى اليمن إلى الاردن وأبعد من ذلك بكثير في عملية يشير إليها البعض بـ " التدمير الخلاق " .

ويضيف : نموذج التغيير السري للأنظمة هذا تم تطويره بواسطة البنتاغون ووكالات المخابرات الأمريكية والعديد من مؤسسات الفكر مثل مؤسسة راند على مدى عقود بدءاً بزعزعة رئاسة ديغول في مايو 1968 في فرنسا . وهذه هي المرة الأولى منذ تغييرات الأنظمة التي دعمتها الولايات المتحدة في أوروبا الشرقية قبل نحو عقدين تبدأ واشنطن بعمليات متزامنة في العديد من البلدان في المنطقة . إنها استراتيجية ولدت من يأس معين ولا تخلو من مخاطر كبيرة بالنسبة للبنتاغون وبالنسبة لأجندة وول ستريت طويلة المدى . ما ستكون عليه النتائج بالنسبة لشعوب المنطقة وللعالم لا يزال غير واضح . ومع ذلك ففي حين أن النتيجة النهائية للاحتجاجات الجريئة في القاهرة وفي أنحاء مصر والعالم الإسلامي لا تزال غير واضحة إلا أن الخطوط العريضة للاستراتيجية الأمريكية السرية واضحة بالفعل .

ويوضح انغدال أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في أن المظالم الحقيقية هي التي حركت الملايين للخروج إلى الشوارع مخاطرة بحياتها . ولا يمكن لأحد أن يدافع عن الفظائع التي ارتكبها نظام مبارك وتعذيبه وقمعه للمعارضة . ولا يستطيع أحد أن يشكك في الارتفاع الغير عادي لأسعار المواد الغذائية بسبب المضاربات في أسواق السلع في شيكاغو ووول ستريت والتحول المجنون نحو زراعة الذرة من أجل الوقود في الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الحبوب إلى أعلى مستوى لها . ومصر هي أكبر مستورد للقمح وكثير منه يأتي من الولايات المتحدة . عقود القمح الآجلة في شيكاغو ارتفعت بنسبة مذهلة (74%) فيما بين يونيو ونوفمبر 2010 ما أدى إلى تضخم في أسعار الغذاء في مصر بنحو 30% برغم الدعم الذي تقدمه الدولة .

ومثلما هو حقيقي أن هناك عوامل دفعت الملايين للخروج إلى الشوارع في أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلا أن ما لا يمكن تجاهله هو حقيقة أن واشنطن هي التي تقرر التوقيت وفق ما تراه ، في محاولة لصياغة النتيجة النهائية لتغيير شامل في النظام واضطرابات في أنحاء العالم الإسلامي .

ويشدد انغدال على أن الاستراتيجية كانت موجودة في العديد من ملفات وزارة الخارجية والبنتاغون على الأقل منذ عقد أو أكثر . بعد إعلان جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب عام 2001 كان يطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير . وفي أيامنا هذه يعرف باسم أقل تهديداً ، مشروع " الشرق الأوسط الجديد " . إنها استراتيجية تحطيم دول المنطقة من المغرب وحتى أفغانستان ، المنطقة التي عرَفها صديق ديفيد روكفلر ، صامويل هنتنتغون ، في مقاله الشهير صراع الحضارات في مجلة فورين افيرز .

12-12-2011 09:46 PM
غالب الصمادي
على ضوء هذا المقال نستطيع أن نقرأ ما يجري من حولنا في هذا العالم العربي من محيطه إلى خليجه. صحيح أن الشعوب استبشرت بتيار الثورات المتنقلة من تونس إلى مصر بعد أن استطاع شعبيهما اقتلاع الرئيسين بن علي ومبارك سلمياً.. لكن امتداد حمى الثورات سريعاً إلى بلدان أخرى كاليمن التي تقف على شفير الحرب القبلية..والبحرين التي اختنقت ثورتها بفعل التدخل العسكري لقوات درع الجزيرة. وما استتبع ذلك من اندلاع الحرب بين الثوار الليبييين المدعومين بالتدخل الأجنبي وبين النظام المتشبث بالسلطة ..ومحاولة دفع سوريا للانزلاق باتجاه الفتنة والتخريب. وما سبق من انفصال جنوب السودان بالاستفتاء وتوقع الانفصال القريب في دارفور.. كل هذا دفع المراقبين إلى محاولة استعادة المشاريع الأمريكية القديمة – الجديدة للاستيلاء على شرق أوسط جديد تكون فيه "إسرائيل الكبرى" الدولة الأم ومحور الارتكاز. بحيث أصبحت هناك مخاوف حقيقية تستدعي قراءة أعمق وإطلالة جديدة على واقع ما بعد الثورات العربية.
12-12-2011 09:51 PM
رامي رحال
إن إعادة إنتاج عالم عربي مقسم إلى دويلات أثنية ودينية وتفتيت المنطقة أكثر بشكل يعيدها إلى أيام الغزو الصليبي حين هُزم العرب لتفتتهم وتشرذمهم قبل أن يأتي صلاح الدين ويوحد العراق وسوريا ومصر في وجه الصليبيين ويهمزهم. مازال أملاً يراود أحلام دهاقنة السياسة الأمريكية ويسعون إلى تنفيذه بأساليب عسكرية واستخباراتية وسياسية واقتصادية شتى
12-12-2011 10:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات