الملك رمزية عشائرية ووجه المملكة الأردنية الهاشمية


ليس سراً ما تجريه بعض الأجهزة الأمنية الغربية مع معارضين أردنيين ، لزعزعة امن واستقرار الأردن ، وجميعنا أطلع على مقالة الكاتب الإسرائيلي اليساري جدعون عوفر والذي يلخص فيه ما انتهى إليه التقرير الذي أصدره معهد ترومان لأبحاث تقدم السلام التابع للجامعة العبرية في القدس تحت عنوان الثورة السورية وانعكاساتها على المنطقة العربية وعملية السلام برمتها ، حيث يرى الكاتب أن اخطر ما جاء في التقرير على الإطلاق هو الفصل الثالث منه الذي جاء أيضا تحت عنوان فرعي الأردن إلى أين في
المعادلة المستقبلية ؟ و تسأل الكاتب جدعون عن مصلحة إسرائيل وعن كيفية الخلاص من الملك عبد الله الثاني الذي سكت عنه تقرير المركز ، وذهب بنا من أجل الإجابة على هذا السؤال إلى ما نشرته الواشنطن بوست من كتابته مقاله تحت عنوان ماذا لو تم اغتيال الملك عبد الله الثاني بأيدي أردنية ؟ أورد ذلك من أجل معرفة ما الأسباب الحقيقية وراء نشر خبر معززا بالوثائق والوقائع والأرقام بينت كافة المواقع والمساحات لأراضي الدولة التي سجلت باسم جلالة الملك عبد الله الثاني لأغراض تنموية بحته بحسب المصدر، أي
الديوان الملكي ، والسؤال على الطاولة الإصلاحية : من اقنع الملك بهذا التوجه ؟ ولماذا لم يتم اتخاذ إجراءات تعيد الأمور إلى وضعها الصحيح دون هذه الضجة الإعلامية ؟ وهل حقيقة نشر مثل هذه الحقائق تفيد النظام في هذه الظروف الغاية في الحساسية ؟ أنتم تورطون الملك ، وأقولها كلمة لوجه الله تعالى : هنالك من يعمل على الخلاص من الملك عبد الله الثاني في الداخل
والخارج ، ولكن أود أن أهمس بأذن الغبية إسرائيل ، إذا ذهب عبد الله الهاشمي لا بقاء لإسرائيل أبداً لأننا وبكل بساطة سنصبح جميعنا حزب الله ، وسنهتف لإيران بأعلى الأصوات لكي تأتي وترابط على جبال عجلون والسلط والكرك ، تتحدثون عن جلالة الملك عبد الله الثاني في الداخل والخارج وأنتم في غيبوبة سياسية ، وقد تناسيتم عن قصد أو بدون قصد أنه الرمزية العشائرية الراشدة القائمة على أسس الثورة العربية الكبرى ، أسس الوحدة والتوحد العربي ، وبخاصة في دولة مثل الأردن أساس الحكم فيها ملكي عشائري ، وفي تقديري أنه كلما أغفل هذا الحق كلما زادت تبعاً لذلك القلاقل ، وإن كان ثمة ما يعوق تفعيل هذا الدور الملكي العشائري المجمع عليه من خلال عقد عشائري منذ العشرينات من القرن الماضي، لهذا فإن المسألة وبالتحديد الأردنية تختلف في تركيباتها عن كافة الدول العربية ، ومهما كانت التأويلات ، فإن الفقه السياسي العشائري شوهته تراكمات التهميش المتأثرة بالبيئة والتي يقال إنها استثمارية ، والتي وعبر قنواتها تم تسجيل تلك الأراضي باسم الملك لتشويه الصورة الملكية محلياً وإقليمياً وعالمياً
ولكن لصالح من ؟ وإن كان الملك شخصياً لا يجد فيها إساءة فإننا كعشائر أردنية نجد فيها الكثير من الإساءة التي تمس قدسية البيعة ، لقد ظلمت العشائر باسم الاستثمار الذي عمل على إخراجهم من مراكز السلطة وباع أراضيهم والشواهد على ذلك كثيرة في القطاعين الحكومي والعسكري ، وباستقراء التاريخ العشائري الأردني نجد أن العشائر وفي صدر تأسيس الدولة كان لهم الدور الأكبر ، الدور الذي سلب من قبل مرتزقة جاءوا إلى الأردن تحت عدة ذرائع ومسميات لكي يغتالوا الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية الأردنية ، ويجعلوها مجردة من أي مرجعيه ، وفي السنوات الأخيرة وصل الأمر إلى حد حرمان العشائر من المشاركة السياسية والتمكين السياسي بمعنى حرمانهم من المناصب القيادية والسياسية في الأولى ، وفي الثانية استثنائهم من الحكم نهائياً وكأنهم مغتربين في أرضهم وديارهم ، وحسبي الله ونعم الوكيل !! ويأتوا أولئك المنكسين للرؤوس بذكرهم ليس من خلال خيانتهم لكل القيم والمبادئ الوطنية وإنما من خلال تلك السلوكيات التي لا تمت للسلوك البشري بشيء والمصاب ليسوا أردنيين فقط وبحسب القوانين وإنما
مسئولين !! ويأتي من هو محسوب على الدولة الأردنية لكي يقول لك أن أبناء العشائر لا يصلحون للولاية والرئاسة، وحين تسأل لماذا ؟ يقال لك يا أخي ألا ترى العنجهية ، وهذه النفسيات التي لا يعجبها العجب ، هذا عدا عن التخلف والتحجر ، هل هؤلاء الرعيان يصلحون لإدارة الحكم ! لقد نسوا أو تناسوا وعلى غفلة من وعيهم أن الجيش كله من أبناء العشائر وكافة الأجهزة الأمنية ، وحتى تلك التي يوضع على رأسها أشخاص لو سألتهم عن العلم الأردني لا يعرفون أي شيء عنه لأنهم بلا أي معلومات ، غير أن الضباط
والعسكر من أبناء العشائر يعرفون كل شيء ، فكيف تحرم العشائر من إدارة الحكم وهذا ميراثها ونستدل على منطقنا بالقرآن الكريم تماماً كما فعلت فاطمة الزهراء ونأتي بذات الآية ''وورث سليمان داوود'' إن من يسلب أو يصادر أو يهمش الدور الوطني للعشائر إنما يهدم أركان الحكم الأردني ، فليس من مصلحة النظام تهميش العشائر ، والذين بالمناسبة أضحوا شحاذين بعد أن صودرت أراضيهم ، وأبعدوا عن مناصبهم ، وأصبح أبنائهم بين حدي الفقر والبطالة ، ونحن نرى الأوضاع في كامل المنطقة ، والعمليات التي تفتت المسلمين شيعة وسنة ، لا أعرف إلى ماذا يدفعون في الأردن إلى مصائب ومحن لا يعلم فيها إلا الله ، والسؤال ليس لأولئك العملاء وإنما لأسيادهم في واشنطن وإسرائيل وأوروبا عموماً : هل في الفوضى الأردنية مصلحة غربية أو إسرائيلية ؟ إذا قلتم نعم ، فأنتم تحكمون على نسائكم بأن يصبحن مما ملكت أيماننا ، أما إذا قلتم لا فإن لكم بقية من أمل في هذه المنطقة التي ستنفلت منكم كما ينفلت الماء من اليد ، وهنا قد يأتي أحد المتشدقين ويقول ما دخل الأمريكان وإسرائيل والأوروبيين بهذا ،فأقول : من يبرئ إسرائيل
والأميركيين من الوقوف وراء هذه الأعمال ، فهو ليس خارج النص السياسي وإنما خارج العهد الآدمي ، لكونه يبلس على الدولة والنظام وأن كل من يحرض لهذه الأعمال أو يدفع في اتجاه التأزم إنما يقدم أكبر خدمة لأعداء الأمة ، نحن الآن أمام أكبر خطر يواجهنا ، والأساطيل الغربية تريد أن تعيد الاستعمار من جديد ، ولكن ليأتوا وليروا بأم أعينهم ما لم يصدقوه من الأمريكان الذين أدخلوا المصحات العقلية ، نحن أمة نعشق الموت كما تعشقون الحياة ، لأن حياتنا في موتنا ، هكذا أخبرنا الله ، فمرحباً بكم على
موائد عزرائيل ، من هنا سنصدركم إلى جهنم وبئس المصير ، أما انتم في الداخل نقول لكم ورقة العشائر وعلى رأسها العشيرة الهاشمية تصل إلى حد القداسة الدينية والوطنية ، وكل من يرى غير ذلك فمن الأفضل أن يغادر الأردن قبل أن يغادر من الحياة ككل ، لقد وصلنا إلى مرحلة لا يعلمها إلا الله ، مستأجرين في وطننا لا نملك سقف بيت يأوي أطفالنا ، فقر وبطالة وجوع ، وديون لا يمكن بأي حال من الأحوال سدادها ، فما الحل يا ساده ما الحل ؟ إلى ماذا تدفعون بنا وقد بلغنا حد الانفجار ، ويأتي من يقول تم تسجيل أراضي باسم الملك ! ما هذا ؟ ولما في هذا الوقت بالذات يتم الإعلان عن ذلك إعلامياً ، تريدون أن تضربوا عصفورين بحجر واحدة ولكن لصالح من ؟ لا بد لجلالة الملك من مشاركتنا التفكير حتى نصل لصالح من يعمل أولئك داخل وخارج القصر ! ويبقى رغم أنوف الحاقدين الملك رمزية عشائرية ووجه المملكة الأردنية الهاشمية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات