عذر اقبح من ذنب


ان ما صدر من توضيحات من الديوان يشأن الاراضي المقنطعة باسم الملك يبين حرص الملك على الاصلاح وان يكون قدوة لغيره فالقائد عليه ان يكون قدوة ومثلا يحتذى والا لا خير فيه ولا في قيادته وهذا ما اكده عمر بن الخطاب في قوله ( لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها ) ونذكر ابا بكر حين قال ( اني قد وليت عليكم ولست بخيركم فاطيعوني ما اطعت الله فيكم... وان رايتم في اعوجاجا فقوموني فقام واحد من الرعية ليقول لو راينا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا ) فهذا هو مبدأ الشفافية بين الراعي والرعية ومبدأ المسالة التي تمشي عليه الدول الغربية الان قبل الاسلامية والتي اخذته من روح ديننا الحنيف الذي هجرناه وتغاضينا عن احكامه وحضارته واصبح لدى علمانيي امتنا بعبعا وعند الحكام فزاعة يخيفون الغرب والشرق ويحجبون عنهم الحق والحقيقة واصبح لدى الغرب مبدأ حياتهم فنجحوا وسادوا واصبحوا من اعاظم الامم .


ان ما اظهره الدبوان يعد ظاهرة خطيرة وتغول على مؤسسات الدولة وقوانينها ويعد عذرا اقبح من ذنب فكيف لو توفي الملك -اطال الله عمره في عمل الخير والاصلاح والعدل- اين تذهب هذه الاراضي ؟ اتذهب للورثة يتبغددون من بعده في الدنيا وهم انما اقتطعوا له قطعة من نار فلو كان هناك دولة قانون ومؤسسات لما حدث هذا على الاطلاق تخيلوا معي لو ان اوباما او اي رئيس غربي اقتطع مثل هذا هل يترك ولا يسال ؟ اذا كان الغرب يحاسبون الرئيس على سفراته في الطائرة ويحاسبون زوجته في امور الحلاقة والتجميل ونحن لا زلنا لا نعرف الشروق من الاصيل هم من اشرقت عليهم حضارتنا فاخذوا الدليل ونحن في الظلمات نسير بلا دليل .

اعلم ان الشعب الاردني طيب وكريم وفي غالب الاحيان مغلوب على امره وهو يعطي ثقته في هذه القيادة لعلمه انها من عترة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن كان اجداده الرسول صلى الله عليه وسلم هل يظلم ان كان صالحا مصلحا وقويا امينا عادلا ؟ ولو استفتي الشعب الاردني في الاقتطاع مسبقا لسمح وتكرم بذلك اما ان يقتطع الديوان ويستخدم اسم الملك لهذه الغايات غير المبررة والتي جعلت من الديوان مؤسسة تجارية واستثمارية تبدد اموال الخزينة كيفما شأت وهذا الظاهر لنا اما المخفي فاعظم في ظل غياب القانون والمؤسسات وفي ظل مجلس التزوير المزور وفي ظل حكومات المصالح والمنافع والاقارب والعقارب وفي ظل غياب الضمير والتي انحدرت في الاردن انحدارا لاتحمد عواقبه فوالله ان هذا الاقتطاع ما هو الا الباطل وما هو الا اقتطاع من النار لان الشعب وان غفر ذلك فالله لن يغفره ابدا والتاريخ سيكتب هذا ويؤرخه للاجيال القادمة فماذا ستقولون لله يوم الحساب ؟ ولقد مرت على احد مديري دوائر الاراضي مصيبة وهو الان يلقى الله وحيدا لن ينفعه ديوان ولا ملك الا الله مالك الملك فعلى الديوان ارجاع هذه الاراضي للخزينة العامة وعلى الذين اقتطعوا من اموال الخزينة ونهبوها في العقبة و الاسمنت والفوسفات و البوتاس والاتصالات وغيرها من قطاعات اردنية اخرى ومن المسؤلين الكبار والنواب والامناء ومن في الاجهزة الامنية والعسكرية وسواها ومن الاقارب والعقارب والاتباع عليهم ان يردوها للخزبنة لانهم انما اقتطعوا لانفسهم نارا وعلى الملك حسابهم فهو عنهم يوم القيامة مسؤول فاليوم لن يغفر الشعب مافعلوه الا اذا ردوه وغدا هم بين يدي الله رب الارباب ملاقوه .

abdallahalhreishat.blogspot.com
ahraraltafilah.blogspot.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات