مصلحة الاردن ودول مجلس التعاون


تسعى كل دوله وعبر جميع مؤسساتها بالنظر إلى مصلحة الوطن والمواطن عند عملها، وتقيم التحالفات مع جهات وتنهيها مع جهات سواء داخل تلك الدولة أو خارجها، ونحن الآن أمام حكومة الدكتور عون الخصاونة، والذي أسعدنا بتصريحاته حول الحصار المفروض والمقاطعة إلى سوريا الجارة للأردن، بقوله إن أي قرار يتخذ يتعارض مع مصلحة الوطن والمواطن لن يتم تنفيذه، لان مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وعندما وقعت اتفاقية وادي عربة نظر إليها على أنها في مصلحة الوطن والمواطن، وأصبحنا نتعامل مع الإسرائيليين، كشر لا بد منه، أخذنا بقول الشاعر.. ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد..، وعندما اقر رئيس الوزراء بان ما حصل مع قادة حركة حماس أثناء حكومة عبد الروؤف الروابدة من إبعاد وسحب الجنسيات منهم، هو خطأ دستوري، وبدأ يقول انه على مسافة واحده من كافة الفصائل الفلسطينية وتجري تحضيرات على أكثر من صعيد لاستقبال خالد مشعل في الأردن ومقابلة جلالة الملك ، كل هذا من مصلحة الوطن والمواطن.

عندما صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برغبة شخصية أن تنضم كل من الأردن والمغرب إلى دول مجلس التعاون الخليجي، أثلجت هذه الدعوة صدور الأردنيين لما يمكن أن ينتجه هذا القرار من مصلحة عامه للوطن والمواطن وإنعاش للاقتصاد الأردني، وبدأ جولات من المفاوضات والاجتماعات يقودها وزير الخارجية الأردني، ورغم أن المغرب قال بأنه سيفكر في ذلك وغير مستعجل عليه قد يكون ذلك لبعده جغرافيا عن المنطقة، إلا أننا في الأردن أخذناه على محمل الجد وبدأنا نعد ألعده كيف سيكون وضعنا المالي والاقتصادي إذا ما تم انضمام الأردن إلى المجلس، وبعد مد وجزر فاجأتا تصريح عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات وتصريحات سعود الفيصل وزير خارجية السعودية ووزير خارجية سلطنة عمان، بان كثيرا من دول المجلس لا ترغب في ذلك، واخذ يقارن بانضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي وحدوث انشقاق بين دول الاتحاد حول اليونان، طبعا هذا مع الفرق الكبير ولا مجال لتشبيه حالة مجلس التعاون الخليجي بالاتحاد الأوروبي، فالاتحاد الأوروبي أقام كيانا اقتصاديا قويا توّجه بعملة موحدة وتنسيق سياسي كمقدمة لوحدة شاملة، بينما ما زالت دول مجلس التعاون مختلفة في مواضيع التنسيق الأمني والاندماج الاقتصادي، والعملة الموحدة، وانتقال العمالة والتملك وغيرها.

لا نبالغ أن نقول انه في الأعوام الماضية حصلت خلافات بين الإمارات والسعودية حول خور العديد، وما ترتب عليه من إغلاق الحدود في وجه الشاحنات والمواطنين، ووقف السماح للمواطنين الإماراتيين بدخول الأراضي السعودية بالبطاقة الشخصية، وتضم خريطة للإمارات توضح أن هذا الخور داخل حدودها، ولم يلتقوا حتى الآن في أي شيء ولم يتفقوا على عمله موحده أو إقامة بنك مركزي موحد وأشياء كثيرة يمكن مراجعتها من خلال جرد حسابات ثلاثة عقود من مجلس التعاون الخليجي. وكما هو مصلحة أردنية في انضمام الأردن من الناحية الاقتصادية، فهو أيضا مصلحه خليجية، وبدأت المحللون بتفسير رغبة دول المجلس في ذلك وذكروا فضل القوات الأردنية في فض اشتباك دوار اللؤلؤة في البحرين وهذا ما نفاه الأردن، وذكر أنباء مختلفة بان الأردن سيشكل جيشا كبيرا من العاطلين عن العمل وانتشاره لدى دول المجلس التعاون للدفاع عن المجلس في حالة حدوث نزاع عسكري مع إيران، وان مصلحة دول الخليج هو العيش والبقاء بأمان أمام تهديدات إيران خصوصا بموضوعها النووي والذي ما فتأت إسرائيل تهدد يوميا بمهاجمة إيران ورد إيران المتوقع على إسرائيل وعلى دول المنطقة.
هنا نجد انه حتى دول المجلس التعاون وأي دولة أخرى تنظر إلى مصلحة دولها ولا يهمها موضوع الأردن أصلا، رغم أن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون سيفيده كثيرا، حيث يوجد مخزون ضخم من العقول والأيدي العاملة، يمكن أن يسد عجزا كبيرا تعاني منه الدول الخليجية في هذا المضمار، ووجود الأردن على الخارطة كبلد مستقر وآمن ورغم ما قدمه بعض الأشقاء من مساعدات للأردن، فإنها لا ترقى إلى الحد المطلوب أمام ضعف الاقتصاد الأردني وزيادة الدين العام، بينما هناك دول في المجلس لديها فائض مالي لا تعرف كيف تصرفه، مما حدا برئيس الوزراء في جلسة خاصة بالقول نحن ندلهم على كيفية إنفاقه بالطريقة الصحيحة والفائدة للجميع.
مما سبق ورغبة في مصلحة الأردن كدوله مستقلة وحرة ذات سيادة، وأمام التحالفات التي أقامها مع جهات مختلفة رغبة في المصلحة العليا، فلماذا ننتظر من مجلس التعاون أن يمنوا علينا بما هو مفروض عليهم كإخوة وجوار للأردن، وهذا ما لم يفعلوه، بل لجأت بعض الدول إلى الحد من دخول الأيدي العاملة الأردنية المؤهلة للعمل لديها واكتفت بإحضار جنسيات أجنبية غير عربية وغير مسلمه للعمل لديها وأبقت البطالة في الأردن دون مساعدة في توظيفها.
لماذا لا يدرس الأردن البحث عن بديل في تحالفاته، لمصلحة الأردن الوطن والشعب، تحالف من نوع جديد يجعل إسرائيل تغلي على نار ألغيره والقهر ولن تفكر بالتصريح حول الوطن البديل في الأردن، وتجعل دول مجلس التعاون تندب حظها على اليوم الذي رفضت فيه دخول الأردن لمجلس التعاون، هو إقامة حلف عربي- فارسي ، يضم كل من الأردن وسوريا والعراق وإيران مدعوما بحزب الله وحماس، كوننا نبحث عن تحالفات لمصلحة الوطن، وان يتفاهم مع إيران كدعم لهذه الفكرة من التحالفات والتي لا نستبعد قيامها بدعم الأردن اقتصاديا والانفتاح عليها وتشكيل درع حديدي أمام الطموحات الإسرائيلية في المنطقة ، وعمل طوق متحد حول دول مجلس التعاون بشكل الكماشة فيه من القوى البشرية المدربة عسكريا ومدنيا واقتصاديا وقيام الاردن بفتح السياحة الدينية إلى بعض المواقع والمزارات الأردنية ذات الطابع الديني والتي تهم الطائفة الشيعية في العراق وإيران وازدهار السياحة الدينية والعلاجية والتعامل مع هذا التحالف من باب المصلحة، وخصوصا ما قرأته أن دولة رئيس الوزراء عون الخصاونة كان قد زار النجف في عام 2004، وانه لديه ميول لتقوية العلاقات مع إيران.
إن كنا نريد الوطن والمواطن، فهناك كثير من المصالح ممكن الاستفادة منها ولم لا، بعيدا عن التعالي والفوقية في التعامل من قبل أعضاء مجلس التعاون الذين يصرحون بين الفينة والفينة عن عدم رغبتهم في انضمام الأردن إليهم . أن مجرد التصريح بهذه الرغبة تجعل كثير من دول المنطقة تراجع حساباتها مع الأردن ، وتعلم أن الأردن لا يستجدي أحدا وإنما يتعامل مع الجميع بروح معنوية عالية وبثقة بالله ثم الملك ثم الوطن والكوادر والمؤهلات لدى شعبه التي لا تتوفر في أي من دول المنطقة وأننا نستحق من دول الخليج أكثر بكثير مما وعدونا به ثم تراجعوا .



تعليقات القراء

باكس اول
الى كريم كاتب:

(تسعى كل دوله وعبر جميع مؤسساتها بالنظر إلى مصلحة الوطن والمواطن عند عملها، )هازا ليس دائما هقيقه,و الا لما كان هنالكا ربيع عرب
04-12-2011 11:00 AM
AZ
التحالف مع اسرائيل ارحم من التحالف مع ايران الشعب الاردني لايرغب باي تحالف اين كان
الفظل للة عايشين ومكيفين ولويش وجع الراس
ومن حق دول الخليج الغالية على قلوبنا ان ترفظ او توافق
والشعب الاردني سيدافع عن اي دولة خليجية لا قدر اللة اذا اصابها اي مكروة
يا حظرة الكاتب نسيت ان الاردنين اهل نخوةلكل فنجان قهوة عربية
04-12-2011 06:54 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات