قد لا يختلف اثنان على ان هنالك قاسماً مشتركاً أعظم في خطابات اصحاب السعاده منذ تأسيس الدولة الاردنيه حتى يومنا,, يلتقون فيه في حُزمه من المطالبات المناطقتيه تحتاج الى موازنة دوله خليجيه لتنفيذها, في الوقت ان البعض يدعو في نفس الخطاب الى شد الاحزمه وتقليص النفقات بما يخدم استقرار الدينار وخفض العجز وتقليص المديونيه...في الوقت يطالبون بتخفيض البطاله وزيادة الرواتب والغاء الديون وقهر الفقر..تناقض غير مفهوم.
ان المتتبع لتلك البيانات الناريه اذا كان يجهل المكان الذي فيه تُلقى,فلربما يعتقد اننا في حديقة هايد بارك في لندن لما تحويه من جرأه في القول ,ومطالبات في وقف النزف في المال العام ومحاسبه للفاسدين, في الوقت ان غالبيتهم جيء به الى تحت القبه بالمال السياسي خدمة لبعض الاجندات والشخوص ممن تدور حولهم شبهات فساد,لكن لا استطيع الا ان اقف احتراماً لبعض الشخوص ممن يحملون على عاتقهم هم الوطن ,تستطيع دون الاتيان على اسماءهم ان تستقرىء الانتماء والولاء للتراب الاردني الاصيل,على محياهم ترى لفحة الشمس وفي عيونهم منابع النهر الخالد يدافعون عن الوطن بكل ما اوتوا من قوه ,,نقف احتراماً لهم ونخفض قبعاتنا...
الوطن في هذه المرحلة الصعبه هو اشد حاجة لزنود ابناءه البرره من الحافظين للعهد,هو بحاجة الى ساسه يعيدوا قطاره الذي ظل سكته,واقتصاديون يمتلكون العلم والمعرفه والخبره للعمل على انتشال اقتصاد الوطن الذي غرق في وحل الفساد فازدادت المديونه وارتفعت الاسعار وعم الفقر فانتشر التسول, وضاقت السبل بالكثيرين من الناس حتى اتى على القليل من مدخراتهم ولربما ما هو اسمى,,ومصلحين اجتماعيين ليعملوا على نشر الفضيله وتوعية الشباب الاردني المسلم للعوده الى رشده ونبذ القبليه والابتعاد عن الانزلاق في آتون الفرقى والاقتتال وتخريب منجزات الوطن بالمزيد من العمل البنّاء واستغلال الوقت بما يخدم الوطن وانسانه...
انتهت الجلسات ونال العون الثقه برقم اكبر مما كنا نتوقع,فاليوم ليس كالبارحه لكن بالتأكيد الغد مليء بالاحداث الحُبلى بالكثير من التغييرات كما وعد دولته بزج الفاسدين في غياهب السجون واعادة المال العام المنهوب,اضافة الى قانونين للاحزاب وللانتخابات البرلمانيه سيفضيان الى حل مجلس النواب الحالي واجراء انتخابات برلمانيه مبكره,نضع اقدامنا على الدرجة الاولى في سُلّم الاصلاح,ولربما تشكيل اول حكومه برلمانيه تسعى الى مأسسة الاصلاح بعيداً عن ضغوط من تجرأوا يوماً وعاثوا فساداً خدمة لاجندات البعض,,لكن هنالك سؤال حتمي مفاده هل سنرى الاخوان يشكلون حكومه في الاردن على غرار المغرب وتونس وقريبا في مصر؟؟؟ انا على يقين ان الشعب الاردني المتجذر في تراب الوطن يرفض هذا الطرح لاعتبرات يعرفها القاصي والداني في أن ولاءاتهم لا تخدم الوطن بل يسعون الى تفريغ اهلنا غربي النهر واقامة دوله اردنيه في الاسم ليس الا..بمحتوى يفسر قانون الاحلال والانابيب المستطرقه..
نقبل بالديمقراطيه ونتاجها لكن ان كان نتاجها محو الهويه الاردنيه فيا ما احلى دولة الاحكام العرفيه ,ولو اننا نعيش نتاج الربيع العربي لكن في اردننا الربيع قد يختلط بالخريف وقد لا نرى بعد اليوم السوسنة السوداء,,وقد يغزونا الغربان ,فلا يغرنهم وداعتنا فحمائمنا نسور وصقور اذا ما ادلهمت الليالي,,فليغردوا خارج الوطن فاصواتهم نشاز...
الوطن الاردني الأشم واحد ولا يقبل القسمة ولا الانقسام,,فما على اصحاب السعادة الا ان يعودوا الى رحم الوطن الذي انجبهم وليعملوا على تشريعات تخدم استمرارية وجودنا بعيداً عن فئويه مقيته او اقليميه نتنه لنكون اردنيون بامتياز هاجسنا الوطن وعلياءه..ودمتم