لأول مرة على الإطلاق يتأهل منتخب الأردن رسمياً إلى الدور الرابع من تصفيات كأس العالم - قارة اسيا، حيث سيقارع الكبار أمثال اليابان، السعوديه، كورية الجنوبيه، أستراليا وغيرها في مجموعة من 5 فرق يتأهل فريقين منها مباشرة إلى كأس العالم 2014 في البرازيل، والثالث يلعب في مرحلة أخرى من الملحق الأسيوي. على صعوبة الدور المقبل إلا أن مستوى منتخبنا الأردني أصبح أكثر تطوراً وثباتاً من ذي قبل مما يبشر ببصيص أمل أن نستطيع أن نكون رقماً صعباً أو أن يتحقق حلم التأهل إلى كأس العالم. منتخبنا الأردني - النشامى - بات يشرّف الأردن أكثر وأكثر بعد مراحل ماراثونيه قُطعت واُنجزت في العقد الماضي ليصلو إلى ما وصلو إليه اليوم، وانشاالله أن يواظبو على التطور أكثر على سلم الإحتراف الكروي وأن يفتقدو أخطاء الماضي الهاوية من نادوية وعشوائية وعاطفيه في الأداء والنتيجة.

على النقيض تماماً يقع التلفزيون الأردني و يتهاوى في غياهب القرن الماضي، الذي يفترض به أن يكون الصورة الرسميه للأردن التي ينظر إليها العالم ليرسم صورة عن مملكتنا الحبيبة! التلفزيون الأردني مازال متمسكاً بإنجازات مخضرمة .. من أوائل التلفزيونات العربيه ومن أكبر مكتبات الأرشيف ومن أوائل ومن أوائل ... ولم يحدّث شيء إلا أنه صار ملوّن! و إنطلق إلى البث كقناه فضائيه التي هي إلى اليوم - ونحن نقترب من 2012 - ما زالت في بث تماثلي [Analog] وليس رقمي [Digital]!

فواصل قديمه ضعيفة التأثيرات المرئيه والصوتيه تحمل صوراً للأردن من لمّا كان مجمع بنك الإسكان أكبر مبنى في عمّان.. برامج رتيبه اُحاديه المحور تخاطب عقول انقرضت من الثمانينيات.. برامج للتسليه السؤال "الضربه" فيها "شو أخر البوماتك"! .. وبعملو أكبر دعايه للتباهي ببرامج "أغاني زمان" أو "أغاني من الأرشيف" على أساس إنه خارج وقت البرنامج بحطو أغاني جديده .. وقص على ذلك ما شئت! بعيده عن الحدث السياسي والشعبي فهي في خضم الأحداث المهمه تبث برنامج المزارعين إلي بحكي المذيع فيه .. "أعزائي المشاهدين البقر..بدها رعايه!!" ووقت مباراة مباشرة الأردن واليابان 2011 بحطو مباراة من أرشيف 1983 من لمّا كان المدافع يرجع الطابه للحارس يمسكها بإيدو!!! وإذا حصلو على حقوق بث مباراه للأردن بعملو زفّه 3 اسابيع على التلفزيون يحملونا جميله .. طب يا جماعة ماهيه مباراه للأردن وانت التلفزيون الأردني فالوضع الطبيعي انك تبثها!

مشكلة التلفزيون الأردني مع الرياضة عويصة، من أيام المجله الرياضيه لما كانو يبثو سباق الخيول والجمال وجوله عالميه في الرياضة الفرديه ساعتين ونصف، وبأخر 5 دقائق بتذكرو الدوري الأردني والإسباني وبداهمهم الوقت!! من أيام ما شتم محمد عثمان على الهوى.. من أيام ما كانو يعلقو على مباراه مسجله ويتوقعو توقيت الاهداف بالظبط!! مذيعين ومحللين أبعد ما يكونو عن الإحتراف أو حتى الهوايه أحياناً .. نقل تلفزيوني ضعيف ما حد بعرف تسلل ولا جول ودايماً "القرار النهائي لحكم المبارة القريب من الكرة"! .. المشكله ما زال الوضع على ماهو ويمكن أسوأ .. الأسبوع الماضي لما إنجبرنا نحضر التلفزيون الأردني:

- مبالغة في تضخيم منتخب الأردن بتخليك تكره الأردن ... بقلك "لو جاء مارادونا وبيليه ما بقدرو يقلبو النتيجه عمنتخبنا!" .. طب حضرت مباراة الأردن والعراق 4-4 ؟؟

- "لا أريد أن أشوف عامر شفيع اليوم كثيرا في المباراه" .. أنا فكرت المذيع المفروض يكون إلو على العربي شوي!

- "منتخب النشامى يستحوذ على الكره بنسبة 90% إذا مو أكثر من هيك" .. قدّرها من عندو لأنه مافي داعي للمختصين إلي بحسبوها "بالقده والميزان" على رأي المعيدي.. وبعدين لو بلعبو لحالهم ما طلعت 90% يا زلمه!

- "الكره اردنيه النتيجه اردنيه والمباراة اردنيه والمباراة باللغة العربيه الاردنيه الهاشميه" .. ما أخدناها بالمدرسه هاي!

"الكل شريك الحاضر شريك المستمع شريك وحتى الوزراء في المنصة شركاء في هذه الهدف" .. في حالة الفوز بتحكي الوزير شريك وفي حالة الخسارة بتحكي مافي ولا وزير بدعم الرياضة!؟ من أنتم؟

- "ملع في منطقة الكتف لشادي أبو هشهش انشاالله" .. ببساطة بدعي على لاعب أردني.. يا زلمه مع مين إنت؟

- "هذا اللاعب شكله ربما يختلف نعم عن بقية اللاعبين بشكل كامل" في وصف للاعب من سنغافورة أو سنغابوور عرأيه .. يختلف بشكل كامل؟ من الفضاء الخارجي مثلاً؟

ناهيك عن الاستوديو التحليلي إلي لا تحليلي ببكيلك .. والحزن بعد الخسارة والإحتفال بعد الفوز بعطو أسوأ صورة عن الأردن والأردنيين ...

شكرا لبعض القنوات الفضائيه الأردنيه والعربيه و يوتيوب أيضاً إلي أعادو ثقتنا إنو شعبنا الأردني لسة عندو موهبه من مبدعين الإخراج والإنتاج والتعليق والتمثيل ..

منتخب الأردن نشمي بس صورته على التلفزيون الاردني مش نشميه .. ولا صورتنا.. التلفزيون الأردني بحاجه إلى نقله نوعيه.. تكنولوجيه للإنتقال للبث الرقمي على أقل تقدير.. تطوير التأثيرات السمعيه والمرئيه بجوده عالية واسلوب معاصر.. تطوير الموظفين وتغيير طريقة مخاطبة البرامج والمذيعين للشعب الأردني والعالم .. يعني التلفزيون بدو إصلاح شامل .. لأنو إليوم ما بمثل الشعب الأردني ولا نظام الحكم في الأردن!

زمان كنّا نحضر تلفزيون الأردن عشان أخبار الثمنية و مسلسل الكف والمخرز .. إليوم بنحضرو وقت الثلجه والعيد عشان نعرف وضع العطله .. نشالله ييجي يوم يصير التفلزيون الأردني معاصر لثقافتنا وبمثلنا ونتفاخر فيه مثل ما اتفاخر فيه جلالة الملك حسين رحمه الله عند افتتاحه في 1968.
راني دبابنه - Jordanoholic

info@jordanoholic.com