جحا وحميره العشرة والحكومة الكشرة


يقال ان جحا اصبح ذات يوم فوجد ان الناس غير الناس فلا ضمير ولا احساس، فالفساد عم وطم ،وشمل الفاسدين التم ، فصار لهم نواب واعيان وحكومة واعوان وبلطجية وزعران، واصبح الحامي حرامي ونبذ الشريف والعصامي ، وبعد ان صحا وفاق وجد ان حلقه جاف بلا ريق و ترياق، ووجد ان لديه عجزا في موازنته ، وان سيولته معدومة ، واموره مأزومة ، فزادت همومه ، فالبورصة اكلت لديه الاخضر واليابس ، وعلى بابه طابور من الدائنين منهم الواقف والجالس ، وخرج عليهم مكشرا عابس ، واخذ يفكر ماذا يعمل فلم يكن لديه شعب طيب بائس ، فيزيد عليه الضرائب والمتاعس ، ليغطي عجزه (اقصد عجز موازننه لا غير) ولم يكن لديه امانة (لا اقصد امانة عمان) ليشق الخط السريع للكسب الفظيع ، وليعمل براتب خبير وهو في بيته نائم العين قرير ، ولم يكن لديه مصفاة (لا اقصد مصفاة البترول) ليصفي اعماله ويُهرَّب للخارج ليسوح ويتعالج رغما عن الدائنين وكل مارج ، لم يكن عنده اسمنت وحديد وفوسفات ليبني له بيتا في الحياة او حتى قبرا بعد الممات ، ولم يكن له امنية (لا اقصد شركة امنيه) غير ستر الحال والعيال وسد الديون والآجال .


وجحا لم يكن عنده حظ وبخت(لا اقصد البخيت) او حتى حصيرة ليبيعها اوتخت ، ولم يكن عنده بيض(لا اقصد الخصاونه) ولا دجاج ولا لبن او نعاج ، وليس له واسطة بلا سلالم ومعارج ، واخذ يفكر ماذا يعمل لعل ان ياتيه فرج من فارج ، فتذكر ان له رعية من حمير ، نعم حمير فعدّها فوجدها عشرة حمير فساقها ونزل بها الى سوق الحلال والحمير ليبيعها وبئس المصير ، وفي الطريق ركب واحدا منها وعدّها مرة اخرى وهو راكب فوجدها تسعة حمير، وترجل عن الحمار الذي يركبه وعدّها مرة اخرى فوجدها عشرة , فتبسم ضاحكا وزالت عنه الكشرة , فقال قولته المشهورة المبررة لئن امشي راجلا واربح حمارا خير من امشي راكبا واخسر حمارا , هذا هو حال جحا وقد نسي عُشر الحمير وهو راكب.


اما حال حكوماتنا ويا ليت حال حكوماتنا مثلها مثل حال جحا ولكنها نسيت او تناست التسعة اعشار من حمير وحمار- الحرامية الفُرَّار- وركبت هذا العًشر الشعب الطيب المختار.

http://abdallahalhreishat.blogspot.com
http://ahraraltafilah.blogspot.com



تعليقات القراء

ابو يامن
الكاتب العزيز بالسرد نسيت ان تقول ان صاحبنا ليس له بطن ولاتقصد... وكذلك بدون راس ولاتقصد... فبهذا تكتمل القصعه لابل القصه
21-11-2011 12:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات