نقابة المهندسين .. والمعركة القادمة


من هو نقيب المهندسين القادم؟ وهل سيستمر الإسلاميون في إحكام سيطرتهم على نقابة المهندسين بعد عشرين عاما من تربعهم على سدة مجلسها؟ هل سيؤثر الربيع العربي في مزاج الشارع الهندسي وخياراته الانتخابية؟ وفي صالح من سيصب هذا التأثير؟ ما هي خارطة التحالفات بين القوائم الانتخابية ذات المرجعية السياسية الواضحة؟ وهل ستحدث مفاجآت في هذه التحالفات؟ ما هو تأثير قطاع المهندسين الشباب والجدد الذين يشكلون قرابة نصف الهيئة العامة؟ ومن هي القائمة الأقدر على حصد أصواتهم؟ هل ستحاول الحكومة تقديم دعم لتيار دون غيره أو حجز مقاعد لها في مجلس النقابة القادم ضمن إطار صفقات حدثت في الماضي بشكل جلي؟ وإذا كانت الوجوه النقابية البارزة لقوائم الإسلاميين معروفة ومحددة سلفا فلماذا هذا التعتيم الواضح على المرشحين المتوقعين للقوائم المنافسة؟ وهل يمكن أن نشهد ترشيحات غير متوقعة؟
كل سؤال من هذه الأسئلة الانتخابية لعله يكون عنوانا لمقال قادم لي –بإذن الله تعالى- من الآن وحتى تضع المعركة الانتخابية في نقابة المهندسين أوزارها، حيث تجري انتخابات مجالس فروع النقابة في المحافظات ومجالس الشعب الهندسية الست المدنية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية والتعدينية والكيماوية والأعضاء المكملين للهيئة المركزية التي يربو تعدادها عن ثلاثمائة عضو منتخب في شهر شباط القادم أي بعد ثلاثة أشهر فقط من الآن وهي فترة قصيرة نسبيا، إذا يبدأ كل فريق استعداداته لهذه المنافسات الانتخابية الهامة قبل أكثر من عام، ونتائح هذه الانتخابات تعطي مؤشرا ومدخلات فعلية للمعركة الفاصلة لتحديد نقيب وأعضاء مجلس النقابة في شهر أيار القادم.
وتنبع أهمية انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين من أهمية النقابة نفسها ودورها المركزي الذي تلعبه محليا وإقليميا، مهنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فعدد عضائها تجاوز اثنين وتسعين ألف مهندس ومهندسة يعمل قرابة أربعين ألفا منهم في دول الخليج العربي ويشكلون رافدا اقتصاديا هاما، كما أن استثمارات النقابة المختلفة وموجوداتها داخل الأردن قاربت نصف مليار دينار تنوعت بين العقارات وأسهم الشركات الكبرى والصناعية، وهي تقود الشارع الأردني سياسيا من الناحية الفعلية على مستوى الحراك الشعبي أو التفاعل مع القضايا العربية، وسبق أن شكلت ولا زالت منافسا قويا لجميع الحكومات على تشكيل الرأي العام وصياغة المزاج الشعبي المقاوم للتطبيع والتدخل الأجنبي والرافض لكثير من قوانين الحريات والضرائب والخصخصة.
لقد خسر الإسلاميون في الأشهر القليلة الماضية العديد من النقابات المهنية الهامة كالأطباء والمحامين والصيادلة وأطباء الأسنان، ولم يبق لهم في مجمع النقابات سوى نقابة المهندسين الزراعيين ونقابة المهندسين كبرى النقابات المهنية، لذلك فإن المعركة الفاصلة ستكون في نقابة المهندسين وكلا الطرفين: الإسلاميين ومنافسيهم من القوميين واليساريين والفتحاويين والحكوميين يدركون ذلك جيدا، لذا فإن المتتبع يرى أن كل فريق قد بدأ بحشد أقصى طاقاته نقابيا وحزبيا وماليا وإعلاميا استعدادا لهذه المعركة، وهنا تحضرني مقالة قالها قائل أتحفظ على اسمه: "من يدير نقابة المهندسين بإمكانه أن يدير دولة".



تعليقات القراء

اردني
يا اردن حنا عزوتك ..... جلايبك يوم المبيع
18-11-2011 11:26 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات