بالوجه مرآه وبالقفا مذراه


نعم هذا ما يحدث تماماً مع المنظرين، والذين يدّعون الإصلاح، ويركبون موجة الناس الشرفاء المطالبين بالإصلاح. فهؤلاء المنظرين هم مجموعة تجمعهم النميمة والنفاق وتلك الفئة من الناس الحاضر منهم يلعن الغائب، وجميعهم متسلقون وحينما يتحدثون بالشأن العام لا ينطقون بما يخفون، والهدف من ذلك لكي يُنقل عنهم للجهات المسؤولة وأصحاب القرار كلام يتطابق مع توجهات المسؤولين لعل وعسى أن يحصلوا على منصب أو منفعة، وحينما لا يحصلون على تلك المنافع ينهالون على الدولة بالإنتقاد والشتم، وأحياناً وصل الأمر بالتخلي عن الجنسية، مع العلم أن من خدم منهم بالدولة حصل على كافة حقوقه ولربما أخذ أكثر مما يستحق بكثير، ولكنهم الآن يريدون أن يبقوا بالواجهة، بل وصل الأمر بهم بأن يزاحموا على موقع مختار الحارة أو العشيرة، وهم على استعداد لعمل أي شيء من أجل الحصول على أطماعهم، وآخر شيء بالنسبة لهم هموم الوطن، وبذلك هم تجار مصالح، وأصبح وجودهم بين الناس وتحدثهم بالشأن العام بمثابة مرض اجتماعي خطير، وهم أصبحوا آفة اجتماعية. وبالمقابل فلننظر إلى الرجال الذين خدموا الوطن بشرف ودافعوا عنه بكل رجولة وما لديهم من قوة، انظروا إليهم، فهم غائبين عن المسرح السياسي وليس لهم هم إلا مصلحة الوطن لأنهم تربوا على العفة والكرامة وعزة النفس مع العلم أنهم خدموا بالدولة وفي جميع المواقع والمناصب، ولم يحصلوا على ما حصل عليه من نظرائهم ممن جاءوا بعدهم، ولكنهم كبار وسيبقون كذلك وسيموتون وهم كبار، وهم من حافظوا على الأردن أرضاً وشعباً ولكنهم أكبر من المنافع، وهم كالكاظمين الغيظ على ما يحصل الآن لبلدهم، وهم ينظرون للذين يركضون والمختبئين وراء موجة الإصلاح، والإصلاح بالنسبة لهم مزيد من المناصب والعطايا والامتيازات. ونداء إلى الناس الشرفاء المؤمنين بمصلحة الوطن أرضاً وشعباً وقيادة- وهم كُثر والحمد لله- أقول لهم: عليكم أن تفرزوا السمين من الخبيث وليتبين الخيط الأبيض من الأسود، وإلا إذا بقي الحال على ما هو عليه من دخول المندسين بين الوطنيين فلن يحصل إصلاح مهما عملنا ومهما طالبنا لأنه يوجد فئة منافقة همها المتاجرة بكل شيء من أجل مصالحها الخاصة، ولا يوجد عند تلك الفئة شيء عزيز، لذلك أصبح الفرز ما بين الناس حتمي لكي لا يختلط الحابل بالنابل كما هو الحال الآن، وبذلك تضيع جهود المخلصين والشرفاء والأمينين على كيان الدولة الأردنية وهم الأغلبية. أما الوصوليين فلنتركهم على ما هم عليه، الحاضر منهم يلعن الغائب، وليتنعموا بالنفاق والكذب وليبقوا كما هم: في الوجه مرآة وفي القفا مذراة. وفي النهاية حمى الله الوطن من تلك الشرذمة وأعان الله المخلصين الشرفاء، والأخذ بأيديهم لمصلحة الوطن في ظل القيادة الهاشمية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات