هل تذكرون ؟؟؟


لكل مجتمع قيم ومُثُل , تمسك بها أوائل ذلك المجتمع , حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه , يعتنقها الكبير كأهم شيء يجده , ويتعلمها الصغير كخطوة يخطوها نحو التقدم ( والرجولة ) .
عادات السابقين بمثابة الدستور والقيمة , يعد عيباً من أخل بشيء من تلك العادات والتقاليد .
و تتغلل هذه العادات والتقاليد بقوة في المجتمع بحيث تصبح جزءاً من حياة الاْفراد وهي من القوة بمكان بحيث لا يمكن تغييرها بسهولة اْو حتي السيطرة علي الجوانب السلبية منها .
وتم تناقل هذه العادات عبر أجيال ذلك المجتمع , حتى أصبح من أراد أن يبرز ويتظاهر بأنه ذا مكانة وأهمية يجب عليه أن يبدي تمسكه بما كان عليه أسلافه .
ومما لاشك فيه أن العادات والتقاليد في مجتمعنا تحمل الوجهين الإيجابي والسلبي
واعتقد اننا جميعا نلمس هذا الاْمر ونعيشه بحيث اْصبح العديد من شبابنا يضيقون من بعض العادات والتقاليد التي يشعر الفرد انها تكبله وتثقل كاهله في ظل الظروف الاقتصادية السائدة والتي لا يغفلها الجميع والتي تقوم على ابقاء الفرد في اطار حصار من التقليد قد يفتك بطموحاته
كما انه قد تغيرت مسيرة الحياة , وأصبح للحياة لوناً غير ذالك اللون الذي عاشه أسلافنا . ولكن عاداتهم باقية , ما زالت تتلقاها الأجيال وتمارس كل ما فيها بحذافيرها , وتعلمها للأجيال التي بعدها .
فهل نعيش بلون مختلف , ونطبق ما كان عليه أولئك القوم في حياتنا هذه ؟.
أم نجعل التغيير الذي ساد لون الحياة , يسود كل ما فيها من عادات وتقاليد ؟
لن أتزعم بهذا الموضوع ثورة على الموروث القديم , فتلك هي مطالب الحداثة والحداثيين لكنني وجدت أن قالب الحياة يعجز في بعض الأحيان أن يتقمص ويلبس بعض العادات الموروثة . فهل من العيب أن نتخلى عن بعض ما ورثناه من أجدادنا
وهذا ما أراه فليس علينا أن نلزم الحياة ونلبسها ثوب التقليد والقديم الموروث .. ولا أن ننزعه عنها كاملاً فنأخذ من القديم ما يوافق حياتنا ويتناسب معها , ونترك ما لا تتأثر الحياة بتركة , وليس فيه إلا إجهاد الحياة وإقحام مختلف المتاعب فيها ...فجعلنا من العادات التي ورثناها وتمسكنا بها في وقت ليس وقتها حتى أصبحت تجميد للحياة ، والحياه تغيرت ومطالبها زادت وصعبت وارى ان ترك بعض العادات قد لايؤثر على الموروث بشكل مباشر وان اغلب الموروث من الاجداد فيه العزه والرفعه .
نعلم ان تغيير العادات القديمة ليس بالأمر اليسير، ولكنه ممكن. وهذا بحاجة إلى أن نركّز على الجانب الإيجابي من فوائد تغيير العادة إلى ما هو ضدها بدل التركيز على مضار العادة الموجودة.
ولا يستطيع الفرد تغييرالعادات بمفرده بل بإدراك من المجتمع باسره بمساوئها والمجتمع لن يدرك المساوئ في ليلة وضحاها بل نشرات التوعية
وليست هذه دعوة الي الإنفلات من كل العادات والتقاليد بل كلنا يعرف ان هناك عادات جيدة ووجودها ضروي للمجتمع ، لكن هناك بعض العادات والتقاليد الغير سليمة والمخالفة اصلاً لقواعد الشرع والدين ، فديننا الإسلامي ينطلق من موقف شمولي واضح حيال مختلف القضايا التي تواجه الحياة الإنسانية ويقدم للإنسان النموذج الأفضل لضمان حياة أفضل وأكرم للإنسان .
ولا نغفل ان هناك اثراً سلبياً للكثير من تقاليدنا وعلينا ان نعمل علي التخلص منها وعلينا ان نعمل علي تهذيب بعض العادات الأخري بحيث تنسجم مع ديننا ويجب ان يكون المقياس الأول لتصرفاتنا هو مدي توافقها مع قواعد شريعتنا وليس عاداتنا ،
فما الذي يمكننا ان نعمله كأفراد تجاه هذه العادات؟
إننا نعلم بأن محاربة مساوئ العادات الفاسدة مسؤولية كل شخص دون استثناء ، وهي ليس حكراً على طبقة العلماء والمثقفين والأعيان فقط كما ان الإحساس بضرورة عمل شيء وحث النفس على التحرك من أجل هذا الشيء ، فيجب أن لا نعطي الفرصة للعادات الغير جيدة ببث سمومها علينا ، ولسعها للبعض لا يدل أبداً على تركها لنا .. مثل أولئك الذين لا يعيرون اهتماماً لقضية غلاء المهور وعادات الزواج المكلفة ، ولكنهم يقفون حيرى عندما يقررون توديع حياة العزوبية فيلمسون بإحساسهم هذه العقبة ، وحينها فقط يأخذون بندب الحال والمطالبة بإيجاد الحلول .
بالاضافةالى إعمال الفكر بالتفريق بين العادات الرديئة التي تتطلب منا المكافحة وجعلها هدفاً للتبديل والتغيير ، وبين العادات الحسنة التي يجب نشرها والدفاع عنها وجعلها هدفاً للترميم والتجديد .
طبعا هناك الكثير من العادات والتقاليد منها السيئة ومنها البالية التي أكل عليها الزمن وشرب وهي تؤثر في جميع الناس وممكن أن تقودهم إلى اختيار خاطئ في جميع مناحي الحياة ..
انا هنا اتحدث بشكل عام ولا اْخص حالة معينة مثل قضايا الزواج والخطوبة التي تبدأ بجاهة كبيرة فالاحرى ان تكون الجاهة مقتصرة على عدد معين في منزل ذوي المخطوبة فيهاو ترشيد استعمال السيارات في مواكب الأفراح و الأتراح وعدم اطلاق الزوامير ومكبرات الصوت وأن يبادر أهل العروس لتحمل جزء ولو بسيطا من مستلزمات بيت الزوجية أو لتغطية بعض النفقات الإضافية المترتبة على الخاطب,دعما منهم وتشجيعا لمبدأ الشراكة الزوجية التي يفترض أن تشمل كل شؤون الحياة المستقبلية ضمن الشرع والعرف السائدين واحياء بعض عادات الاعراس الاصيلة غير المكلفة والحد من إقامة وجبات الطعام الجماعية.. كما ان هناك عادة سيئة الا وهي اطلاق العيارات النارية المكلفة والخطيرة بنفس الوقت على الحياة البشرية .
اما بالنسبة لمناسبات الاحزان والعزاء فاالحرص الكامل على عادة تقديم التعازي لذوي المتوفى باعتبارها من أكرم وأنبل العادات التي تعكس مدى تعاطف الأردنيين وتضامنهم مع بعضهم ,ولما لها أثر إيجابي كبير في إدامة التواصل الاجتماعي والإنساني في المجتمع الأردني وعدم التأخر والوقوف لتلقي العزاء من قبل ذوي المتوفي واقتصار الطعام على ذوي المتوفى وإنشاء صناديق في نطاق كل عائلة أو عشيرة لتغطية نفقات الوفاة التي أصبحت مكلفة جدا كما ندعو لالغاء ألاسبوعيات والسبتيات الأربعينيات , ويكتفي بالصلاة عند المسيحين في اليوم الثالث ولا حاجة للدعوات وإقامة الولائم بأي حالة من الأحوال وبالنسبة للاعياد ان تكون أيام الأعياد أيام فرح وبهجة وليست أيام حزن وبكاء ,ولذلك يصار الى التوقف عن تلقي العزاء وهذا ينطبق على باقي مناسبات الحج والطهور واصلاح ذات البين

ولا اغفل البوادر التي قامت بها بعض عشائر المملكة من اصدار وثائق عشائرية تقوم على هدف التسهيل على المواطنين والتخفيف من الاعباء الاقتصادية والتي قد دعمت موقف المواطن باختصارها او الغاؤها لبعض العادات التي قد تشعر المواطن بالخجل من عدم مقدرته على تلبيتها على اكمل وجه فدعمت موقفه وعممت الوثيقة لتكون مرجع وسنة يستن بها اهل هذه العشيرة ويلتزمون ببنودها .
دكتوراة علوم سياسية



تعليقات القراء

مراد مبيضين
صحيح اخي الكاتب اعزك الله فالمواطن اصبح داخل حلزونة العادات والتقاليد متقوقعا داخلها لا يستطيع ان يخرج منها اما كلمة ما بصير وعيب ووين اودي وجهي من الناس ونظرات الناس له وضعته في خانة اليك وجعلت منه انسانا مقرونا بالعادات بدون الالتفات الى وضعه الاقتصادي خاصة مما حتم عليه ان يدبر حاله بالدين او غيره لارضاء نظرة المجتمع الذي كلنا بنعرف بعض فيه والحال صعب هاي الايام وانا من مناصري الوثائق التي اصدرها شيوخ ووجهاء العشائر للحد من الظواهر والعادات اللي ما الها داعي في وقتنا الحالي
07-11-2011 10:50 PM
ابو هشام


موضوعك جميل جدا

الحياه تغيرت ومطالبها زادت وصعبت

ارى ان ترك بعض العادات قد لايؤثر على الموروث بشكل مباشر

وان اغلب الموروث من الاجداد فيه العزه والرفعه

يتبين ذلك من القصائد والقصص التى تواترت حتى وصلتنا

كلها تحث على الكرم والشهامه والرجوله وحسن الجوار وهذا مايحث عليه الدين الحنيف
08-11-2011 11:00 AM
حفظي عبدالهادي
الا كل شئ ماخلا الله باطل
08-11-2011 11:01 AM
ليمار ادم
يسلم راسك على هالكلمات التشجيعية



ولك مني تحية وتقدير
08-11-2011 11:02 AM
انا مش مع الكاتب
يا أيها الخارج من بيته …… وهاربا من شدة الخوف

ضيفك قد جاء بزاد له…… فأرجع وكن ضيفا على الضيف
08-11-2011 11:03 AM
طافي
والله اني نعسان شكلي



08-11-2011 11:04 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات