متى سيتم تشكيل احزاب الضرورة (1)


متى سيتم تشكيل احزاب الضرورة ؟ يتفق جميع الاردنيون على ضرور تطوير الحياة السياسية في الاردن بطريقة تسمح بتشكيل جكومات برلمانية من برلمان منتخب تكون الاحزاب العمود الفقري لذلك البرلمان وتلك الحكومات ,,,ولكن اية احزاب نقصد , ففي ظل التجارب الحزبية للاحزاب الاردنية الوليدة (ولا اقصد هنا الاحزاب التي تشكلت خارج الاردن نتيجة ضروف اقتصادية واجتماعية وسياسية في المناطق التي شكلت فيها والتي امتدت الى المجتمع النخبوي الاردني ) تلك التجارب التي لم تفرز حزبا" قويا" متماسكا" افرادا" وفكرا" فمعظم الاحزاب التي شكلت قد يكون بعض قادتها رأى ضروفا موضوعية وضرورية لتشكيلها الا ان ضعف الجهد الفكري لتلك الاحزاب وعدم تأسيس دعائم فكرية وثقافية منطلقة من ظروف المجتمع وحاجاته وعدم تحديد الاهداف المطلوبة لتلك الاحزاب ووضع المباديء والمرتكزات الاساسية التي تعتمد على الضرورات التي ولدت الحاجة لذلك الحزب وعدم التعمق بالادبيات اللازمة لتثقيف عناصر الحزب والمجتمع ,,وبالرغم من الجهد المبذول في تشكيل بعضها وتوفر شعورا"صادقا للتشكيل الا ان هذه الاحزاب لم تتوفر لها امكانية الاستمرار وقوة التنظيم الا فيما يتعلق بقوة القائمين على الحزب او تشكيله ,ومن هنا نرى دوما" عدم ثبات او تزايد باعداد المنتسبين فمعظم الاحزاب التي شكلت وصلت للحد الادني المطلوب من المنتسبين لم يتزايد اعدادها بل ان معظم الانتسابات للحزب شكلية غير فاعلة والدليل على ذلك عدد وكم الانشقاقات والانسحابات التي تجدث دائما".
ان مقدمة حديثي لا اقصد به الاساءة الى تلك الاحزاب ومؤسسيها واعضاءها وانما لتوضيح صورة يراها الجميع ويتحدث عنها الجميع بكل وضوح ,,,وانطلق من خوفي على مسيرة الاحزاب التي نريدها ويريدها جلالة الملك المعظم لتكون الركن الاساسي في عمليات الاصلاح السياسي للوصول الى الحكومات البرلمانية تدعمها احزاب شكلت من ضرورات الواقع ذات توجهات وطنية تأخذ الاردن اولا" بعين الاعتبار وتكون قادرة على العطاء الفكري والثقافي والاجتماعي لخدمة الوطن بكافة الوسائل الممكنة .وتكون لديها القوة التنظيمية لمحاسبة افرادها وتدقيق مقدرة المنتسبين لتلك الاحزاب لتكوين احزابا" قوية يعتمد عليها وعلى فكرها والتزام افرادها بمبادئهم الحزبية. تلك المباديء التي افرزتها الضروف الموضوعية لوطننا ولنظامه السياسي العريق.
من هنا فاني ادعو لتشكيل احزاب الضرورة بعد بذل الحهد الفكري والثقافي لتشكيل حالة استثنائية من الحراك الفكري المعتمد على الحاجة وعلى حسن التقديرللضروف الموضوعية المحيطة ولضروف الحراك الاردني في هذه المرحلة ..اخذين بالاعتبار اولا" ان الحراك الاردني بكافة اشكاله وكافة توجهاته يرى اولا" بان الدولة الاردنية الهاشمية دولةعربية هاشمية الولاء والانتماء وان هذه الضرورة الاولى والموضعية في الدفاع عن النظام السياسي الاردني الذي تشكل بشرعيته التاريخية والدينية ومباديء الثورة العربية الكبرى تكون الاساس والمبدأ الراسخ عند تأسيس الحزب. وتظهر هذه الضرورة في اي حراك او حديث او تفكير.
ان الظرف الموضوعي الثاني يعتمد على الرؤيا الملكية في ان الحاجة اصبحت ماسة للوصول الى احزاب قوية قادرة لتكون احزابا" فاعلة سياسيا واجتماعيا" قادرة على الدفاع عن مبادئها الاساسية مستعدة للحياة الديمقراطية للوصول الى حكومات برلمانية اساسها الاحزاب.
ان تشتت الافكار والمطالب وتشتت الحراك يولد غبارا" على الساحة الاردنية يعطل الرؤيا الصحيحة لطريق الاصلاح ولن يجلي هذا الغبار الا حالة فكرية مستقرة المباديء راقية التعامل بعيدة عن تشويه الصور وقلب الحقائق بعيدة عن النظرات الضيقة والتي رأيناها بردود فعل البعض او حتى الكثيرين على تشكيل الحكومة وبدأوا بالتشكيك ورمي سهام التقييم علما" بانه مهما كان تشكيل الحكومة فلن تكون ضروف تشكيلها تختلف,, ولن نقدم شيئا" يعتمد عليه الا بهدوء التفكير وهدوء الحراك ليكون حراك الجماعات وقادتها حراكا" فكريا" واجتماعيا" لنصل طريق الصواب التي تقود الى اصلاحات تتناسب مع الواقع تلك الاصلاحات التي يمكن تطويرها حسب الظروف الموضوعية في كل فترة تلك الظروف التي على الاحزاب خلقها وتطوير مجتمعها ليتوافق مع الحاجة للاصلاحات ,,من هنا فهذا الحراك الذي يجب تحويله الى حراك فكري يخلق ظرفا" مواتيا" لتشكيل احزاب الضرورة. وتجميع مجموعات الحراك في حلقات فكرية ثقافية او مؤتمرات محلية حتي نعرف ماذا نريد ونخلق مباديء وطنية تتوافق مع الرؤيا الهاشمية في خلق وطنا" مميزا" للجميع.
ان المجتمع الاردني بحاجة ماسة الى فكر اجتماعي يتطور باستمرار دون المس بالتقاليد الاجتماعية الاردنية العريقة يحتاج الى تغيير نظرته للقادة السياسين على انهم قادة خدمات محدودة يحتاج الى تأكيد دور العشيرة كوحدة اجتماعية وليس كوحدة سياسية , يحتاج قادة فكر ومنطق تبعد الوحدات الاجتماعية عن النظرات المحدودة وتوجه نحو اندماج هذه الوحدات والحراكات في حراك وطني هدفه الوصول الى الاصلاح ومكافحة افة الفساد التي تخلق احيانا" من حيث لا ندري او ندري وقد يخلقها اي واحد فينا كآفة الواسطة مثلا" والتي نحتاج الى استأصالها بقوة القانون ومنطق الحق ولنسمع جلالة القائد بتأكيده دوما" بأن لا احد معصوم عن المسآلة .ولنستغل هذا الضرف لتشكيل حزابا" احدى مبادئها الرئيسية هذه المنطق.
واخيرا وليس اخرا" فان الضروف الحالية والنظرة البعيدة للنظام السياسي الاردني وقائده يتحتم علينا ان نبقي الحراك في اطاره الفكري والاجتماعي حتى نصل لاحزاب تستطيع ان تعظم مسيرة الاصلاح.
وللحديث بقية .



تعليقات القراء

محمد الجبوري
نشكر الكاتب على مقالتة المحملة بالفكر الوطني الوسطي الجامع لكل الوان الطيف الاجتماعي , وصدق نواياة ومنطلقاتة. لقد تنادى عدد منا لتجسيد ما ذكرتة بحزب اردني برامجي غير عقائدي, يؤمن بالثوابت الاردنية عروبة, ونظاما ملكيا ديموقراطيا, حزبا شعبيا غير نخبوي, فكرة اردني ليس لة اي ارتباط خارجي, لكل الفئات وليس حصرا" لاحد, تمويلة ذاتي من تبرعات اعضاءة كل حسب قدرتة, جهز مقراتة ببسيط الاثاث والتجهيزات ولكن بعميق الفكر, ونوايا الخدمة العامة الصادقةدون انانية او وصولية. ليس حسب شخص بل حزب كل عضو. انة حزب العدالة والاصلاح تحت التاسيس. وقد انتهت متطلبات التأسيس واصبحت جاهزة وسترسل قبل عطلة العيد للداخلية. اننا نتطلع الى ترخيص الحزب لانة يجسد حزب الضرورة حسبما اشرت مع التقدير. ..
30-10-2011 06:37 PM
م.خالد حدادين
ترجو من السيد محمد الجبوري مراسلتي على العنوان التالي ........
31-10-2011 09:23 AM
طريخم الهقع
الى الكاتب الكريم و السيد محمد الجبوري
شكلكو بتكتبوا و انتوا بتحلموا مع انها صعبه
31-10-2011 09:59 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات