ارستقراطيو كوكب الإليانز


الإليانز (Aliens) هي كلمة انجليزية تعني غرباء أو أجانب. وقمة المأساة أن تكون غريباً في بلدك.. وكما يقولون (ما غريب إلا الشيطان).. وعادةً كل ما هو غريب يكون غير مألوف. أما الارستقراطيون (aristocratic) فهم الطبقة التي تملك المال الفاحش والسلطة معاً وبالتالي تمتلك القوة (The Power) ويستعمل الارستقراطيون هذه القوة للحفاظ على وجودهم وتدعيم هذا الوجود بغض النظر عن الطريقة المتبعة (شر أو خير) لتحقيق ذلك, وكما يدعون فإن (الغاية تبرر الوسيلة).

وبعد هذا التعريف البسيط لمعنى الكلمتين في عنواننا أعلاه دعونا أعزائي القراء نَعُد إلى موضوعنا لنلقي نظرة على سكان كوكب الإليانز حيث يعيش الإليانز على هذا الكوكب الأضعف بين كواكب مجرته منذ مئات السنين وهم يتحدثون اللغة نفسها ومشتركون في العادات والتقاليد إلى حد كبير. ويشكل الارستقراطيون ما نسبته 5% من سكان الكوكب وباقي السكان 95% فقراء وهناك صراع أزلي خفي بين الارستقراطيين والفقراء وذلك أن فقراء الكوكب يكرهون الارستقراطيين لأنهم يعرفون انهم هم سبب فقرهم وهم من سلب ثروة كوكبهم, والارستقراطيون ينظرون إلى الفقراء بنظرة فوقية ويتمنون زوالهم مع انهم متأكدون بأن ثروتهم وسلطتهم أتت من هؤلاء الفقراء.

عمل الارستقراطيون وعلى مدى عشرات السنين دوراً كبيراً في جعل فقرءا كوكب الإليانز منقسمين إلى مجموعات متناحرة متصارعة متنافسة فيما بينها فقد كان هؤلاء الارستقراطيون يفهمون جيداً معنى الحكمة القديمة التي تقول (فَرِقْ تَسُدْ) ويعرفون أن من مصلحتهم أن يظل الفقراء متناحرين متفرقين متنافسين لكي ينشغلوا بخلافاتهم ولا ينتبهون إلى فساد الطبقة الارستقراطية. ومن أبرز المجموعات التي نشأت في طبقة الفقراء: العطارين, الحدادين, والمهاجرين, والأصليين, واليمينيين, واليساريين وهناك أيضاً مجموعات أخرى ولكنها صغيرة ومتقوقعة على نفسها لها نظرة أخرى للأمور.

فبالنسبة للعطارين والحدادين فإن العطارين يكرهون الحدادين ويصفونهم بالبدائية والجهل والقذارة, لأنهم اقل منهم تعليماً وتحضراً وفي المقابل فإن الحدادين يكرهون العطارين ويصفونهم بأنهم أشباه رجال وانهم لا يعتمد عليهم. وأما بالنسبة للأصليين والمهاجرين فالأصليين يكرهون المهاجرين لاعتقادهم انهم عبءٌ على الكوكب وانهم اخذوا مكانهم, وبالمقابل فإن المهاجرين يكرهون الأصليين لأنهم لا يعترفون بهم كمواطنين كاملين متساوين في الحقوق والواجبات, مع العلم ان المهاجرين اضطروا للهجرة إلى كوكب الإليانز منذ عشرات السنين نتيجة لتدمير كوكبهم ومنذ أن وصلوا إلى كوكب الإليانز ساهموا بشكل فعال في تطور الكوكب وبنائه. أما بالنسبة لليساريين واليمينيين فإن اليساريين يكرهون اليمينيين ويتهمونهم بالتطرف والإرهاب وانهم يتلقون املاءاتهم من كواكب أخرى, وبالمقابل يتهم اليمينيون اليساريين بالخيانة والهرطقة وانهم يروجون لأفكار وسياسات غريبة على كوكبهم أخذوها من كواكب أخرى.

ويحكم الارستقراطيون كوكب الإليانز منذ ما يقارب المائة سنة رغماً عن سكانه الفقراء, وذلك لأنهم يملكون المال والسلطة وأتى امتلاكهم للمال والسلطة عبر طريقين مختلفين, ولكنهما في النهاية ملتقيين, فالطريق الأول تولي منصباً رفيعاً في الكوكب يؤدي إلى غنى فاحش نتيجة لسرقة مبالغ كبيرة من خزينة الكوكب واستغلال بشع لهذا المنصب, أما الطريق الثاني الحصول على السلطة عن طريق المال الفاحش بالرشاوى, وكما أسلفنا سابقاً فإن هؤلاء الارستقراطيين لا يشكلون إلا 5% من سكان كوكب الإليانز إلا انهم يستحوذون على ثروة هذا الكوكب يتقاسمونها بينهم ويستحوذون أيضاً على كل المناصب المهمة والحساسة على الكوكب.

بقي هؤلاء الارستقراطيون على هذه الحال يتحكمون بأبناء شعبهم ويستعبدونهم ويستغلونهم أبشع استغلال طوال المائة سنة التي حكموا فيها الكوكب, إلى أن نُصّب عليهم في السنوات الأخيرة حاكم شاب عادل, فيه نشاط وحيوية الشباب, وأراد هذا الحاكم لكوكبه أن يصبح من أقوى كواكب المجرة وأكثرها تحضراً, وأراد أن ينقذ شعبه من الفقر والجوع الذي يعيشونه, ولهذا قام بمحاربة الارستقراطيين - بؤر الفساد- وحاول القضاء على هذه البؤر, ولكن هذا الحاكم المسكين تفاجأ بالواقع المر الذي يعيشه كوكبه, وهو انه ليس هو من يحكم هذا الكوكب فعلياً, وإنما هؤلاء الارستقراطيون هم من يحكم فعلياً, ويحارب هؤلاء الارستقراطيون بكل ما يملكون من قوة ونفوذ من اجل بقائهم, وهذا البقاء يعني بقاء الفساد وبقاء الكوكب في ذيل كواكب المجرة, ويعني أيضاً ان ثروة الكوكب يجب أن تبقى في أيديهم, وباقي الشعب عبارة عن عبيد عندهم ويكفيهم ان يؤمنوا قوت يومهم.

حاول هذا الحاكم الشاب المسكين مراراً وتكراراً وبعدة طرق أن يقضي على هؤلاء الارستقراطيين ويرفع الظلم عن الإليانز لكنه لم يستطع ذلك لأن هؤلاء الارستقراطيين متمكنون ويمسكون بزمام الأمور على الكوكب وكل شيء في يدهم. ومع ان الارستقراطيين وعلى مدى عشرات السنين تعودوا من شعب الإليانز الخضوع والخنوع لهم وإلا عذبوهم وسجنوهم, إلا أن هؤلاء الإليانز فاض بهم الكيل وملّوا من الخضوع والاستكانة وقرروا الثورة والانتفاضة على هؤلاء الارستقراطيين وعندها حصل ما لم يكن يخطر على بال الارستقراطيين فقد انفجر بركان غضب الإليانز في وجه الارستقراطيين فثار الإليانز عليهم وحاربوهم, صحيح انه أزهق أرواح الكثير من الإليانز إلا انهم استمروا في حربهم هذه حتى انتصروا في النهاية على الارستقراطيين وفرح الإليانز وأعادوا لحاكمهم العادل هيبته وتم إعادة هيكلة الكوكب بعد أن قضوا على الفساد والمفسدين, وبدأ الكوكب يزدهر ويتطور بسرعة وبدأ الفقر ينزاح عن شعب الإليانز وعاش هذا الكوكب في سعادة واستقرار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات