المعلم حسنين!!


مجموعة من رجال العمالة الوافدة وبالتحديد من الجنسية المصرية عشت معهم ساعات طويلة وأنا أراقب عملهم المتمثل بما يسمى(الصّبّة) لأحد المباني حديثة الولادة في المنطقة التي أعيش بها، وكم كانوا بكل حق يشبهون خلية النحل من خلال النشاط الكبير الذي شاهدته عن كثب من تلك المجموعة من الشباب بقيادة( المعلم حسنين) الذي كان ينتقل شمالا وجنوبا شرقا وغربا ليصدر أوامره ويقف على ذلك العمل الذي يتطلب متابعة حثيثة من ذلك المعلم المجتهد المدعو حسنين.
كم كان حسنين مخلصا وحريصا على إكمال ذلك العمل بكل إتقان فكان تارة ينادي على العامل (عدلي) ويرشده للطريقة الصحيحة لعملية (جبل الاسمنت)، وتارة يقف مع العامل (علاء) ليدله كيف يحرّك الخلاط بطريقة صحيحة، وتارة يركض مسرعا نحو العامل (صفوت) الذي لايسمع ولا يتكلم ليوصل له بالاشارة كيف يعمل على خلط الاسمنت برمل (صويلح) بحيث تكون خلطة مناسبة لعملية الصّبّة تلك، ومرة رأيت حسنين يأخذ ابريق الشاي من العامل (سعد) ويقول له بصوت مرتفع :(مش ده وقت الشاي ياسعد عايزين نكمّل الشغل وبعدين نشرب شاي) فبكل حق ان ذلك المعلم حسنين كان في نظري مسؤولا يختلف عن أي مسؤول من خلال جزمه وشدته وجرأته في اتخاذ القرارات وخبرته في كل انواع العمل حتى أنني بكل حق أدركت بأنه (بتاع كلّه ) على رأي اخواننا المصريين، فكان على اطلاع وخبرة بكل مايحتاجه العمل من جهد ، حتى أنني تخيّلته للحظة من اللحظات رئيس وزراء، وأولئك العمال الذين معه كالوزراء الذين اختارهم المعلم حسنين ضمن طاقمه المكافح في تلك العملية المسمّاه الصّبّة.
بعد أن انتهى العمل مع غروب شمس ذلك اليوم رأيت أولئك العمال كل منهم يرتمي بجهة حول ذلك المبنى من شدة التعب، وما أدهشني رؤيتي للمعلم حسنين يعمل على جمع المواد والأدوات التي استعملوها في عملهم على الرغم من تعبه الذي فاق تعب أولئك العمال، فهو كان المرشد والعامل والناصح والموجّه لسير ذلك العمل ولاداء أولئك العمال، إلا أنه أصرّ أن ينهي يومه وهو يعمل حتى آخر لحظة من نهار ذلك اليوم، ففعلا أنك يامعلم حسنين مسؤول نموذجي يفوق الكثيرين من مسؤولينا من ذوي ربطات العنق والبذلات الفاخرة والذين لاحيلة لهم إلا إصدار الأوامر وهم على كراسيهم، فإن نفّذت الأوامر كان به، وإن لم تنفّذ فلا اهتمام بذلك، لأن الإخلاص قد انقرض من قبل الكثيرين من أصحاب المناصب، فهمهم الأول بقاؤهم أطول وقت على ذلك الكرسي الذي لايدوم، وهمّهم الأخر زيادة أرصدتهم في بنوك العالم المختلفة.
أتمنى أن يكون دولة رئيس وزرائنا الحالي كالمعلم حسنين، يعمل على متابعة ومراقبة أداء كل وزير، لأن أداء الكثيرين منهم ربما سيكون كأداء ذلك العامل المدعو (سعد) والذي كان يحمل ابريق الشاي أثناء سير العمل، فكان همّه تناول الشاي متناسيا ذلك العمل الهام، فلولا توبيخ المعلم حسنين له لما قام بأداء عمله بكل اخلاص وتفاني، وهذا مانتمناه من (حسنين) حكومتنا الحالي، أو بالأحرى دولة (عون الخصاونة)، والذي نتمنى أن يكون ملمّا بكل أنواع العمل وجازما وجريئا باتخاذ القرارات بحق طاقم وزارته إن لقى أي تقصير منهم.
في النهاية لايسعني إلا أن أقول جملة واحدة أنهي بها مقالي وهي:(ليتنا نجد بكل حق قبطان وربان وقائد حكومة كذلك القبطان المسمى (المعلم حسنين) الذي كان قبطان سفينة (شباب الصّبّة)والذين عشت معهم لحظات رائعة قبل أيام!!.



تعليقات القراء

عقله
الى معاذ

لماذا لم تذهب لنصره الاردنيات المتزوجات من امثال حسنين في محاوله تجنيس ابنائهن بينما يحصل الاردنيون على الجنسيه الغربيه عند زواجه .. الغربيات
27-10-2011 04:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات