إذا اشتكت السعودية تداعت لها الاردن


نقف اليوم نودع من بعيد، أمير من أمراء البر ، والإحسان والبذل والعطاء. نقف نودع واحدا من الشخصيات العربية المهمة والمحورية ،وذات المكانة المرموقة، والدور المفصلي في شتى القضايا والقرارات الداخلية والخارجية . نودعه من دون، أن نعرفه . نودعه لان" افعاله سبقت اقواله ورؤيته" عن قرب.نودع اليوم صاحب الابتسامة الدائمة . فهي العلامة المميزة له ، وهي اقتداء بقول :رسولنا محمد عليه أفضل الصلاه ، وازكى التسليم "تبسمك في وجه أخيك صدقة". نودع أميرا من أمراء أل سعود الذين وهبوا حياتهم رسلا للخير والإنسانية ، لهذا لا غرابة فيما نقول : إنهم مجبولون في أعمال الخير ، وشربوا حليب حب الوطن وحب الخير ، وتربوا في بيوت الكرم والطيب والنخوة والشهامة والاستقامة. خمسون عاما من عمره كان خلالها يطير بجناحي الفرح والسرورعبر " سلاح الجو " . يتنقل بين ربوع الوطن مكرسا نفسه جنديا مدافعا عن حمى الوطن كونه وزيرا للدفاع ، همه الأول والأخير امن واستقرار المملكة العربية السعودية وشعبها . إسهاماته تجمل وتضيء ربوع السعودية الشقيقة ، فإن مات صاحب الابتسامة ، فستبقى ابتسامته عنوانا لكل جميل ، تبقى عالقة في ذاكرة السعوديين وكل من عرفه ، في كل أنحاء العالم . فالذاكرة ستبقى حافظة ، لصاحب السيرة والمسيرة العطرة ولن تنمحي . فأنت أيها الأمير المحبوب ، ستبقى ذكراك خالدة محفورة في القلوب، وعلى جدران الانجازات ، وفي ساحات العز والازدهار وميادين البطولة والرجولة . ستبقى لأنك رمز من رموز أل سعود الذين قدموا، وما زالوا يقدمون لوطنهم " السعودية " ووطنهم العربي والاسلامي من " الشط إلى الشط ". الشيء الكثير .
اكتب عن أمير صاحب ابتسامة ساحرة وايادي بيضاء، ففقدانه يعني خسارة كبيرة ليس للسعوديين فحسب ، وإنما لأبناء الأمتين العربية والإسلامية.
اكتب عن علم من أعلام الوطن العربي والعالم ، وعن ركن أساسي من أركان الـ سعود الأفذاذ المخلصين الذين يسهرون ليل نهار على رعاية ارض الإسلام والمسلمين . فالذي يزور الأماكن المقدسة ، يعرف مدى حجم العمل الدؤوب الذي يقومون به ، بدءا من والدهم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، إلى أصغر أمير في السعودية ، أمراء الاخلاق الرفيعه، والعمل لمرضاة وجه الله عز وجل.ولكوننا نؤمن أن الموت حق ، يرحل صاحب العطاء الوفير والخير الجزيل ، المدافع عن الحق والمتصدي للباطل . يرحل وتبقى إنسانيته، ومواقفه المشرفة. يرحل وما زالت المنطقة بأمس الحاجه اليه والى مزيد من الاستقرار،فالمنطقة تتداعى والاوضاع تتغير. وفي ظلها نردد قول : رسولنا محمد صلى الله علية وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ونجدد هذا التأكيد الى" الملك عبدالله بن عبد العزيز والشعب السعودي الشقيق " . بان مشاعر المودة والحزن تنتابنا،على رحيل امير التواضع ، الأمير الإنسان سلطان. ونؤكد " إذا تألمت السعودية .. يشعر الأردن بالصدمة" نظرا للروابط المشتركة بين الزعيمين القائدين والبلدين والشعبين الشقيقين .
والكل يعرف ان الراحل افنى سني عمره في العمل الخالص لخدمة امته ، فقد كان قامة من قامات الوطن العربي ،وشخصية سعودية تتمتع ببعد النظر، والحنكة السِياسيه. امضاها ناذرا حياته في بناء النهضة السعودية في كل الميادين . وتجلى ذلك في توطيد العلاقات التاريخية مع الأردن،فكان واحدًا من رموز الإصلاح والبذل والعطاء . والعزم والاصرار على دروب السلام والتطور والعزة". ورفع راية الإسلام في العالم عالية خفاقة.
يرحل وتبقى دموع الأرامل والثكالى، والأيتام والفقراء والمحتاجين تبكيه وتدعو الله أن يرحمه بواسع رحمته. مثلما تدعوالى ملك الإسلام ، خادم الحرمين الشريفين بدوام موفور الصحة . احر العزاء إلى ابي متعب وإلى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى الأسرة المالكة، وإلى الشعب السعودي الشقيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات