يقول الخليفة معاوية بن ابي سفيان (والله لو كان بيني وبين الناس شعره ما قطعتها ...)

أما وقد اتفقنا جميعاً إسلاميين وقوميين ويساريين وجبهويين ونقابيين مع جماهير شعبنا في الأردن من شارك منهم بالفعل أو بالقلب أو اللسان على أن مفتاح الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو محاربة الفاسدين والمفسدين وإزلامهم من إداريين وحواشي ومن لف لفهم ... وان الأداة الضامنة والكفؤئة والقادرة على انجاز هذا العمل هو القضاء الأردني المستقل وبإدارة حكومة إنقاذ وطني حقيقية تلبي طموحات شعبنها ويطمئن إلى برنامجها وشخوصها . فما الجديد الذي حدث ؟

نهج تشكيل الحكومات هو الطاغي، برامج وإماني سمعناها على مدى عقود من حكومات بيضاء وملونة تعاقبت على سده السلطة التنفيذية لم تثمر إلا مزيداً من التغول على كل السلطات والحياة العامة ... ونذكر أن البعض شارك في حكومة غير تلك التي شكلتها القوى الوطنية عام 1956م برئاسة المرحوم سليمان النابلسي ولم يكونوا فيها إلا شهود زور . (فذكر إن نفعت الذكرى) .

ها قد مرت عشرة شهور عجاف علينا ونحن نجوب شوارع مدننا وقرانا مطلبنا المعروف الإصلاح ومحاكمة الفاسدين، في خضمه لم نحقق إلا هدفاً عجز الجميع عن تحقيقه في السابق ألا وهو ثقه جماهير شعبنا بصدق مطلبنا ... فتلتف حولنا بقوة حين يضيق الفاسدين ذرعاً بالموقف ويخرجون عن أدبهم البرجوازي الرفيع إلى آدب الغابة ومشتقاتها عندها يكون رد جماهيرنا حاسماً بإرسال شارة الانتصار تحت عنوان أنهم أبنائنا ورسلنا ومندوبينا الذين اخترناهم دونما صناديق مزيفة أو اعطيات زائلة؛ يقولون ما نقول ويطلبون ما نريد واذكروا يوم السبت العظيم في الكرك وقد تداعت شيباً وشباناً شعارهم إن الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص .
فهل نبيع هذا بذاك، هل توازي المشاركة بالحكومة ثقه الناس بنا، هل نخون ثقة شعبنا ونبدلها بانتصار متلفز من على سده مجلس قيل فيه أكثر مما قال مالك بالخمرة، هل تودون أن تعمقوا في نفوس شعبنا والأجيال القادمة أن هؤلاء الاصلاحيون ما هم إلا طلاب كراسي ومجد زائف، إن كان الأمر كذلك فشاركوا وتشاركوا وقوفاً وجلوساً وعلى جنوبكم مع من وصفتموهم بالفساد ذات مساء .
وكونوا كالتي جعلت من غزلها أنكاثاً، أو ذلك الذي لا أرض قطع ولا ظهر أبقى.

وان كان الأمر غير ذلك فدعوها أيها الإسلاميون والجبهويون والمستلقون الوطنيون وتعالوا إلى نهج المطالبة الشعبية بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين ذاك الذي أوقف سيل الضرائب ونجم ارتفاع الأسعار وأعاد الكثير من الفاسدين إلى جحورهم. عندها ستزداد ثقة شعبنا بكم؛ ونجبرهم على خوض مرحلة الإصلاح الحقيقي التي نريد .

هذا نداءً لكم وللناس والله من وراء القصد