فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ


طغاة الى سقوط  

نام البارحة الشعب الليبي ليلته بلا كوابيس فقد انتهى عهد التعيس وعلى الطريق سينتهي باقي الاباليس الذين يجثمون على الامة ولم يفهموا بعد الدرس والتدريس.

42 سنة لم تكف ذاك الطاغية البليد العقيد العنيد لم تكفه طغيانا وفسادا وظلما للعبيد فاراد ان يستزيد ويستزيد وان يورث الابن والحفيد ماضيه الاجرامي المريد وظن ان نظامه استوي على سوقه ولم يدر ان الحصاد اتيه ليكون هو الحصيد فجاءه يوم الحصاد ليحصده وابناءه بعد ان اذلوا وافسدوا وسرقوا مقدرات الامة وصار الان ذكرى لمن القى السمع وهو شهيد {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37]

ينسى الطغاة انفسهم لحظة ما ليجري الحق والحقيقة على السنتهم : (الدور جاي عليكم كلكم ) قالها طاغية -ولا ادري اتسي نفسه انه منهم- وهو يضحك لطغاة من حوله وهم عليه يضحكون و به يستهزؤن فجاء الدور على من قالها اليوم كما جاء بالامس على طغاة وفراعنة من قبله وهو قادم ات لامحالة للطغاة من بعده وانكم ايها الطغاة تجنون ما نزرعون فانظروا كيف تُحْصَدون .

الحمد لله فهاهو طاغية اخر يسقط فقد مر علينا مدة عشرة اشهر من هذه السنة من سنوات التغيير العربي سقط فيها تلاتة من الطغاة وها هو الحبل على الجرار ولئن اتم الله هذه السنة العدد اربعة او خمسة وكل سنة قادمة سقط مثلهم فان العالم العربي سيتخلص من طغاته في خلال بضع سنين وبضع سنين قادمات من بعدهن يكون قد استرد العالم العربي عافيته واتحد وصار له دوره بين الامم .

لكل طاغية نهاية وان اختلفت نهاية طاغية عن طاغية اخر الا ان العدالة الربانية وسنته الكونية تمضي عليهم مثلما تمضي قوانين الطبيعة والحياة وكما يعرف هذه القوانين علماء الطبيعة والكيمياء والفلك و الاحياء فان قوانين الكون ونواميسه لا يعلمها الا ذوو البصيرة والابصار الصالحون المصلحون والعلماء .

نهاية فرعون كانت غرقا في اليم ونجاه الله ببدنه يُطوَّف به في الارض ليكون عبرة لمن اعتبر وليكون معجزة على صدق النبوة وصدق القران ويكون اية ومعجزة من معجزات الله تيقى الى هذا الزمان . {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)} [القصص: 39، 40].

ونهاية مبارك السجن ونهاية بن علي وغيره كما ترون وان مصارع الطغاة وقصص نهاياتهم كثيرة كثيرة اشار الى بعضها القران وذكرتها كتب التاريخ {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)} [هود: 20].
ولئن طال بالطغاة العمر وتحصنوا بالقلاع والجنود الكثر اوهربوا الى جدة او دخلوا في جحر ، ففي النهاية تتحقق العدالة ويخزي الله كل طاغية ، لقد تبغدد في نعمة بترول الليبين 42 سنة واكل مالهم وعلى حساب جوعهم وفقرهم وصحتهم وعذابهم وسجنهم وتشريدهم و..و.. {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) } [الحشر: 2، 3]

مبارك للشعب الليبي العظيم على هذا التحرر والجهاد من بعد صبر على الظلم والطغيان مدة42 سنة ورحم الله الشهداء وشفى الله كل مريض وجريح وان هذه الامثال الحية اليوم لتزيد المؤمنين ايمانا على ايمانهم وصبرا وثباتا على الجلاد والجهاد لتطهير البلاد من الطغاة والفساد فصبرا صبرا ايها العباد فان الفرج قادم وات يوم الحصاد {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)} [القصص: 5].



تعليقات القراء

د رفعت زغول
مقالة رائعة احسنت
21-10-2011 09:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات