التجمعات الشعبية والعشائرية وإشكالية الإخوان المسلمين


باتَ من الضروري والمُلح للقوى الشعبية والعشائرية الإصلاحية الاستقلال بحراكهم ونشاطهم ومواقفهم السياسية وتوحيد منهجهم الإصلاحي الذي يريدون بناءً على إستراتيجية وطنية توافقية.

القوى العشائرية والشعبية نشأت من أجل محاربة الفساد ورموزه الذين عاثوا فساداً في الوطن ولإصلاح النظام السياسي الذي أوجد الأرضية الخصبة لنمو هذه الطحالب السامة، وتنتهج هذه القوى الإصلاحية أسلوب الوضوح والمباشرة وتغليب المصلحة الوطنية العُليا دون اعتبار لمصالح شخصية أو سياسية لمكوناتها ودون اعتبارات تنظيمية أو حزبية ضيقة الأفق.

حركة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي وان كانت من نسيج هذا المجتمع ولا نشكك في وطنية أفرادها، إلا أنها كحزب سياسي أيديولوجي لها امتداد في تنظيم عالمي فاعل ولها أجندة سياسية داخلية تقترب فيها وتبتعد عن الدولة ومؤسساتها وفق اعتبارات حزبية وفي سبيل ذلك تستثمر بجدارة المزاج الشعبي وحراك الشارع لتحقيق مزيد من المكتسبات السياسية وفق مصالحها الحزبية ورؤيتها الخاصة.

إن على القوى العشائرية والشعبية الإصلاحية أن تتنبّه إلى أن الإخوان المسلمين يحضون بدعم أو تعاطف جزء محدود من الشعب الأردني ولا ينبغي التعامي عن هذه الحقيقة أما باقي الشعب فإما معادٍ أو مشكك أو متوجساً خيفة ً من منهجهم السياسي، وهناك فئة كبيرة من الشعب \"ولا يُستهان بها\" تتعاطف مع أطروحات القوى الشعبية والعشائرية الوطنية ولا يمنعهم من دعم هذه القوى أو الانخراط بها إلا ما تراه من ضبابية في العلاقة مع الإخوان المسلمين أو ما تراه من تبعية بعض التجمعات لهم في الأهداف والإيقاع في الشارع والمواقف السياسية.

لقد استغلت قوى الشدّ العكسي والأجهزة الرسمية هذه الضبابية لتجييش المواطنين واستغلالهم لمقاومة دعاة الإصلاح بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية وتشويههم وضربهم والاعتداء عليهم مستغلين هذا الواقع الضبابي، وليس من دليلٍ أوضح مما حدث في موقعة سلحوب المؤسفة حيث تم اللجوء إلى عنفٍ غير مسبوق أُستخدم فيه الأسلحة النارية ولم يَعُد يكتفون باستخدام العٍصيّ والحجارة ولولا ستر الله لسقط أردنيون صرعى بأيد أردنية ولقامت فتنة عشائرية ليس لها آخر ربما كانت قوى الظلام تسعى لها لحماية فسادهم ومكتساتهم وأموالهم الحرام.

إنني لا أدعو إلى معاداة الحركة الإسلامية والمتعاطفين معها \"ومعاذ الله أن أفعل\" فهم أردنيون ومن حقهم العمل السياسي واستخدام متطلبلت اللعبة السياسية، ولكنني وبكل صدق وصراحة لا أريد لجهود وتضحيات الأردنيين في القوى الناشئة والواعدة أن تُختطف أو تُعصر وتُصَبَّ عنباً في غير كأسهم وأن ننزع من قوى الظلام والاستبداد والفساد أحد أكبر مبرراتهم لضرب الحراك الوطني الرائع الذي أنسجم أردنياً غيرةً على هذا الوطن المنهوب وتوحّدت فيه مشاعر الأردنيين وأمانيهم على أرض الواقع بعد أن ظنَّ البعضُ أن لا تلاقيا.




حركة أبناء العشائر الأردنية للإصلاح



تعليقات القراء

حسن الشاويش - معان
منور يا ابو جلال ما شاء الله عليك الله يقويك والى الامام.
21-10-2011 08:58 AM
خالد ارتيمان السرحان
وما اسفي على الدنيا ولكن اسفي على ابل يحدوها غير حاد ... وهل اليوم انت...........نفسك الامس اتحفظ على كل حرف يصدر منك لقربي منك ومعرفتي الخصبة بتوجهاتك .. وفكرك المتقلب
21-10-2011 05:24 PM
سليمان الحمد
بارك الله فيك هذا الكلام الصح استاذ محمد لقد كنت دائما ثاقب النظر وتنصح ولكن لا يحبون الناصحين.
22-10-2011 01:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات