الاعتصام خط أحمر والبلطجة نص دستوري ! ! !


وإنقلب السحر على الساحر وأصبح الشارع الاردني منقسم الى قسمين بفعل تلك السياسة الرعناء والية التطنيش الممنهج والمرغوب للأجهزة الحكومية التي سعت جاهدة لوقف حالة الصحوة في الشارع الاردني من خلال تجييش فئة ضد الأخرى لدرجة تخوين الاخرين وطعنهم في وطنيتهم .
منذ تلك اللحظة التي أنطلقت فيها جحافل الولاء والإنتماء كما يسموها بإتجاه دوار الداخلية قبل ستة شهور بهدف اسكات صوت مجموعة من الأردنيين الذين يتبنون وجهة نظر اصلاحية معينة أسموا انفسهم بجماعة 24 آذار ، وبدأت العصي تنهال على رؤوسهم وحدث ما حدث في تلك الواقعة المؤسفة ، تنفس الأعزاء في الحكومة والأجهزة الأمنية الصعداء ضنا منهم بان صوت الشارع قد خمد وإندثر لانها كانت تعول على الخوف من العصا والخراطيم عند الشارع ، وهذا ما يثبت بأنها هي من شرعت الطريق للمناهضين لمجموعة المعتصمين بالإنقضاض عليهم وضرب رؤوسهم ، لأنها كانت ترى حسب رؤيتها بضرورة إخافة الشارع الأردني من مجرد الخروج في مسيرة أو التجمع في اعتصام يطالب بالإصلاح والتغيير .
وكما نرى الأن كيف اصبحت الحالة الشاذة امر طبيعي ، فبمجرد الإعلان عن مسيرة أو إعتصام في مكان معين تنطلق نداءات التحشيد للأبطال الصناديد حملة العصا والخناجر وأصوات التكميم بالتهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه الخروج مع فئة المندسين وأصحاب الاجندات الخارجية ! حسب تسمياتهم لهم في ضوء تصنيفهم بالخارجين عن الثوايت والمتجاوزين للخطوط الحمراء الفاقعة ؟ من دوار الداخلية لأحداث الزرقاء و قميم وجرش ومرصع و غيرها من تلك الساحات التي تقمع فيها الأصوات وكأن الدستور قد سقط من قاموس الولاء والأنتماء ، فحسب علمنا بان الدستور كفل حرية الرأي والتعبير ولم يكفل حرية البلطجة وضرب من يخرج في إعتصام سلمي يطالب فيه بأمور ليست بالأسطورية .
ما حدث خلال الفترة الاخيرة من إعتداء أضحى شبه ممنهج على مسيرات الحراك الشعبي يعد مؤشرا خطيرا جدا في المستقبل القريب ، فلا أدري كيف تجرأ البعض على اصدار بيانات التهديد والوعيد ضد من أراد التعبير عن رأيه ؟!
ما أفهمه هو امر واحد فقط وهو أن الدستور كفل للمواطن الأردني حرية التعبير عن رأيه بالوسائل المشروعة ، والجميع شهد بأم عينه كيف كان تنظيم الحراك بصورته المنظمة والتي لم تقلع في طريقها أي شتلة أو وردة على قارعة الطريق ، ولم نجد منهم من يشهر سلاحه أو يلقم غيره بحجر .
الذي تم انتاجه من قبل الأجهزة الأمنية إنقلب عليها عبئاً كبيرا إن صح التعبير ، فهي أرادت أن تسحق صوت المتحدثين بما يناقض رؤيتها ولكنها وجدت أمامها طرفاً متشبثاً بحقه لم يتنازل عته رغم كل الظروف ، فقد تم توجيه الإعلام المأجور لدعم هذه النظرة وبالطبع الأمثلة كثيرة وعلى رأسها الدنيا الدولية التي تنعى بالحقيقة حسب ما تقول !! ... وبالإضافة لدور شيوخ السلاطين ، وإعتمادهم تركز على أصحاب المبادئ المتقلبة وغيرهم ايضاً من طبقة ( أنا أشجب اذا أنا موجود ) .
كنت أتمنى لو تحدث احد المسؤولين عن هذه الحالة الخطرة والمؤسفة وما حدث من إهانة بيت من بيوت الله في اربد يثبت تماماً رؤية وبعد النظر عن فئة المناقضين للرأي الأخر ، حبذا لو ترك الدور الأمني وصون حمى هذا الوطن بيد جهاز الأمن العام فقط ، وكم كان من الحري بعطوفة الباشا أن يقول ذلك بصورة صريحة وحازمة ولكنه لم يقل لأنه على ما يبدو يدعي الموضوعية والمهنية إدعاءاً فقط .
ما أرجوه فقط هو أن يتدخل جلالة الملك لإنهاء هذه الصورة المزعجة ، ولا أدري لماذا لم يحجم تلك الأصوات التي تحمل العصا وتضرب الحجارة في وجه أبناء شعبه المختلفين مع بعضهم في الرأي ، أعتقد بأن موقفك يا جلالة الملك في هذه القضية أهم من موقفك إتجاه ليبيا .



تعليقات القراء

هاشم المصاروة
استاذ ثامر لقد اصبت بما قلته وبكل كلمة بل بكل حرف , ابدعت ما خطه قلمك كالعاده , الحراك بالفعل لم يقتلع ورده ولم يخرب يوما , بعكس من يحتمي خلف المواطنة والوطنية وخلف الشعارات ان من يحمل حجرا ويحمل سلاحا بوجه الاصلاح هو من سيخرب هذا الوطن ولن يبنيه بسلاح , كم اتمنى ان يتوعى شباب اردننا الغالي ويصحون ويدركون ما معنى وطن ويعرفون ان الوطن غالي كلنا مع القيادة الهاشمية وجلالة الملك عبد الله الثاني , نستمد العزم من جلالته باقواله وخطاباته التي تحثنا على العمل و الاصلاح , مره اخرى ابدعت استاذي الكريم
15-10-2011 11:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات