في مثل هذا اليوم


في مثل هذا اليوم من العام المُنصرم
فقدنا هويتنا على مرأى ومسمع من مكونات المجتمع الأردني
لنُدرك بعدها أن الولاء جرح يتسع.... هذا نداء لشرفاء
لجنة الحريات الأردنية والنقابات المهنية والحراك والفعاليات الشعبية بعد أن فقدنا الثقة بالمؤسسات الأردنية السيادية في مثل هذا اليوم من عام 2010 بدأت (قصة أردنية لا تحدث في دولة محتلة) قصة موثقة بكل تفاصيلها القاسية والمريرة وهي إهمال إضرابي عن الطعام لمد شهر ولم يجري ذلك في سجون اسرائيل بل في جامعة مؤتة الجناح العسكري!!! قبل اليوم المذكور من العام المُنصرم كنت أعتقد أن الأجهزة الأمنية لحماية الوطن!!! قبل ٍاليوم المذكور كنت أعتقد أن الديوان الملكي بيت للقائد وديوان للأردنيين!!! قبل ذلك اليوم كنت أعتقد أن لدينا إعلام رسمي محترم وليس تابع... وكنت أعتقد أن لدينا مركز لحقوق الإنسان الأردني وهيئة لمكافحة الفساد!!! قبل ذاك اليوم المبارك كنت أغنّي هاشمي هاشمي وليس ذلك فحسب بل كنت أنفق على المناسبات الوطنية.
بدأت القصة كخلاف إداري بسبب طلب تخصيص ميزانية لـ 18 فريق كيك بوكسنج في محافظات الجنوب هذا بعد أن عملنا 11 عام كمتطوعين لإقامة أنشطة تنموية كبيرة وكنا نحن نضع الخطط ونحن ننفذها ونحن ننفق عليها من جيوبنا الخاصة... لكننا بعد أن وجهنا تهمة الفساد الموثق لمقربين من سمو رئيس اللجنة الأولمبية والاتحاد بعد ذلك أصبحنا نحن المتهمين ٍليتم عقابي أقاموا مؤتمر صحفي باطل غاشم لأصبح متهم بالتجاوزات المالية والإدارية (والدليل على بطلان كل ما ورد ٍمن تهم أن المؤتمر جاء في 1/6/2010 وكان قد تم المصادقة على تقريري الاتحاد المالي والإداري لعام 2009 ولو أن التجاوزات حقيقية لاكتشفت أثناء المصادقة) ثم أي إعلام هذا الذي ينشر تهم دون أخذ الرد (حق الرد المُقدّس) عند من يفهم معنى الإعلام...
وأثناء مؤتمر الافتراء تعرّض أحد الصحفيين لصحوة ضمير (أيمن الخطيب) ووقف وأعلن بكل شجاعة أنه لا يجوز توجيه تهم لشخص غير موجود ودون أن نستمع ونطّلع على ردوده فماذا كان الرد؟؟؟ كان الرد أن قامت الأجهزة الأمنية بتسجيل أسماء الإعلاميين المشاركين وهي رسالة .... باٍلزامية النشر وفعلاً تم النشر... ومهما تكون الثقة بالنفس عالية فإن العيش في قفص الاتهام وفي مجتمع قرية أمر مؤلم للغاية هذا الألم لا يستشعره إلا شريف أمين ولا يستشعره أبداً فاسد. ولم يتم تسجيل أسماء الصحفيين لأسباب أمنية بل لأن نائب رئيس الاتحاد من عائلة مدير المخابرات (رائد الرقاد) ولأن لانا الجغبير اتصلت هاتفياً مع مدراء أقسام الرياضة في الصحف الرسمية من أجل نشر المؤتمر...
وبعد ذلك شهور طويلة ونحن نتجول على أبواب الأجهزة الأمنية والديوان الملكي والمعنيين من أصحاب المقامات الأردنية الرفيعة ومرافقي ومدراء مكاتب أصحاب السمو الأمراء لكن دون نتيجة ليأتي حل اللغز بالكامل في شهر الإضراب المبارك... وقبل ذلك كان الإجراء الإداري مُخزي للغاية إذ أننا تقدمنا بشكوى لهيئة مكافحة الفساد على الاتحاد وشُكّلت لنا لجنة التحقيق من الاتحاد (الجهة التي نشتكي عليها)!!! وبعد ذلك تقدمنا بشكوى على اللجنة الأولمبية –بعد أن اتهمتنا لانا الجغبير اتهام كاذب في الإعلام أننا نجمع أموال- وشُكّلت لنا لجنة التحقيق أيضاً من اللجنة الأولمبية (الجهة التي نشتكي عليها)!!! أخبرنا الجميع أنه لا يليق في أردن الهواشم أن يكون الخصم هو الحكم ولكن هيهات!!! وفي تاريخ 24/1/2010 وفي اجتماع رسمي أقسمت لأمين عام اللجنة الأولمبية بعد تعسف كبير أقسمت لها أنني سأثبت لها أننا في دولة محترمة وكنت مؤمناً بذلك إلى أبعد الحدود... وحاولت بشق الأنفس أن أثبت لها ذلك لكنني فشلت!!! وفي تاريخ 15/9/2010 أقمنا اعتصام يفوق المئة متضرر مدريين وحكام وأبطال منتخب في محافظتي الكرك والعقبة وأقسم لي على الهاتف مستشار سمو رئيس اللجنة الأولمبية وليد أبو عبيد أقسم لي ثلاثة أيمان أن سمو الأمير تدخّل في الأمر وسيتم تشكيل لجنة تحقيق... ولما قابلته بتاريخ 19/9/2010 في مكتبه الخاص أكّد على اهتمام سموه في الأمر وأنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق محايدة لكشف الزيف وبعد أسبوعين فوجئنا بتشكيل لجنة تحقيق سآتيكم بحقيقتها المُخزية لتحكموا أنتم عليها لا أنا... في تاريخ 6/10/2010 أخبرني رئيس المجلس الأعلى للشباب أحمد المصاروة بالحرف الواحد وأمام ثقات (خلي كرامتك تنفعك والهاشميين مش فاضيين للمشاكل التافهة) وهو يحاول إجباري بالقبول أن يكون الخصم هو الحكم بعد أن تخلّى ساري حمدان عن قراراته وتداول الكتب السرية السامٍة مع رئيس الاتحاد المفتي المُفتري باسل الشاعر... وكنت قبل ذلك قد قابلت مستشار جلالته الخاص يوسف العيسوي في لقاء مطول في مكتبه الخاص بالديوان الملكي بتاريخ 27/7/2010 وأطلعته على أهم التفاصيل الموثقة وكان أبوياً إلى أبعد الحدود وأظهر لي دهشة كبيرة وتعهد ووعد أنه سيوصل الأمر إلى سمو رئيس اللجنة الأولمبية إضافة أنه سيتم إعادة الحقوق كاملة... وليته لم يوفي بالوعود فحسب بل أنه قام بشطب اسمي من قائمة حضور لقاء جلالته أثناء زيارته لمحافظة الكرك بتاريخ 7/10/2010 وأيضاً لم يشطب اسمي لأسباب أمنية ولا رسمية معتبرة بل لكي لا أطلع جلالته على ما أفسدوا بسحب مكرمة ملكية لفرق الجنوب وعلى تخريب 18 فريق وإقصاء نصف أعضاء المنتخب الوطني ومنع نفقات لأنشطة رسمية وطنية معتمدة بثها التلفزيون الأردني وتوّجها رئيس الاتحاد ومنع حقوق مالية وإدارية لكوادر الجنوب.
بعد أن تم شطب اسمي من لقاء جلالته بدأت في الإضراب عن الطعام بتاريخ 10/10/2010 والاعتصام في موقع إنجازاتي إيماناً مني بأن الأرض هي مصدر شرعيتنا وأعلنت إضرابي مطالباً بلقاء جلالة الملك والحقيقة لم يكن هدفي لقاء جلالة الملك بل تشكيل لجنة تحقيق وكنت أعتقد مراهناً على إنسانية من لا يعرفون الإنسانية وكنت معتقداً أنه ستتدخل عدة جهات لإيقاف إضرابي وكشف الزيف لكن ما حصل خلافاً لذلك على الإطلاق فلم يكلمني من العاصمة الجائرة على الأطراف دائماً لم يكلمني ولا حتى موظف من المؤسسات السيادية وكانت الكتب اليومية تتوافد بمتابعة ممن حولي لتصل إلى مكتب الرفاعي الحفيد كتب يومية تتوافد من الجامعة والوزارات والمحافظين والأجهزة الأمنية ومركز حقوق الإنسان... إلا أن حكمة الرفاعي اقتضت إهمال إنسان بلا طعام لشهر وليس ذلك بغريب على دولته فمن يتسول النٍواب للحصول على الثقة يتسول الديوان الملكي والأجهزة الأمنية ويكتفي بالاستماع للطرف الأقوى. ولن أتكلم عن عذابات شهر الاهتراء الصحي والإشراف على الهلاك... بل عن عظم الفوائد... حيث أدركت في شهر الإضراب ما سببٍ الإهمال الذي تعرضنا له شهوراً طويلة لنجد أنه من خلال الكتب السرية يتم اغتيال الحق والحقيقة. وأنني متهم بتهم أكبر بكثير من تجاوزات مالية وإدارية... وكانت طامة كبرى تهرب مئات الإعلاميين مني حيث تداولت الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والإعلامية... تهم حزبية وأمنية وجمع وتلقّي دعومات وإقامة أنشطة دينية. حتى نُقل على لسان نايف القاضي وزير الداخلية آنذاك ولوجهاء عشائر أنني أسأت للجنسية الأردنية وأنني أطالب باعتذار جلالة الملك لي وأنني تطاولت على سمو رئيس اللجنة الأولمبية وبكل أسف حتى الاتهامات ساذجة كمن اصطنوها!! إلا أنها كانت مُقنعة لمعظم الإعلاميين... ولا تنسوا أنهٍ قبل الربيع العربي لم يكن يجرؤ أي إعلامي التدخل في أي قضية حينما يقال له إنها أوامر سمو رئيس اللجنة الأولمبية... وحقيقة الأمر أنني لم أذكر سمو رئيس اللجنة الأولمبية إلا في لقاء تلفزيوني بتاريخ 21/5/2010 وكل ما في الأمر أنني قلت الحقيقة تحت القسم وهي أن لانا الجغبير أخبرتني في اجتماع رسمي بتاريخ 3/12/2009 أخبرتني بالحرف الواحد (أنه سيدي فيصل بيرجعلي بكل أمر) وهي بذلك تحاول قطع الطريق علينا للوصول لسموه.
ولم يكن دور محافظ الكرك علي الشرعه بأقل من سابقيه حيث أقنع أبناء عشيرتي أنني متورط بشكل كبير.
وأما دور مدراء مخابرات محافظة الكرك والأجهزة الأمنية فقد تجاوز كل الحدود ولأننا سنبقى في مجتمع عشائري أخبرونا ثقات من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والإعلامية أنه تم تداول كتب سرية تؤكد وجود خلل عقلي والإصرار على اعتذار جلالته والاعتذار عن مقابلة دولة الرفاعي.
والسؤال الذي سأطرحه على كل انسان انسان وعلى كل إعلامي وحقوقي أردني شريف ٍ؟ حتى لو افترضنا جدلاً أنني مُصاب بخلل عقلي هل هذا مبرر لإهمالي شهر بلا طعام؟؟ وسأترك الجواب لضمائركم؟.
والسؤال الأهم والأكبر بما أن عشرات التهم البشعة موجهة لي... لما لم أعاقب بعد؟ أوليس هذا إهمال بالقائمين على المؤسسات السيادية.
والغريب آزروني وزاروني في شهر الإضراب المئات وجميعهم دون استثناء أجمعوا أن جلالة الملك لا يعلم عن مواطن أردني مُضرب عن الطعام لشهر وهذا مؤشر على الإيمان المُطلق بإنسانية الملك من الجميع... على الرغم أننا لم نستفيد أي شيء من ذاك الإيمان... وفي الوقت الذي يؤكد به جلالته أن كرامة الأردني من كرامته... نُهمَل وتُداس كرامتنا... وقد كنا نُجدد الولاء في كل يوم في حين أصبح الولاء جرح فينا يتسع كل يوم... وقد لاموا علي البعض لما أعلنت أنني لا أستبدل بيتي في قرية الطيبة بالبيت الأبيض وقد أخبرني أحد المقربين في الأسبوع الثالث من شهر الإضراب أن البيت الأبيضٍ أقرب لك من القصور الملكية فأدركت حكمته لاحقاً ليأتي بعد الإضراب بشهور الجزء الأبشع في القصة وهو أنني اكتشفت لكي يتم إغلاق القضية أن لجنة التحقيق المرفوضة قانونياً وعرفاً وأخلاقاً فوجئت وإلا اللجنة قد أنهت التحقيق وخرجت بتوجيهات إدانة لي. تصوروا مستوى النزاهة والشفافية أن تحقق اللجنة وتخلص إلى توصيات دون الاستماع لي كمشتكي ولا الاطلاع على وثائقي وهمٍ (وليد الدعجة، د. خالد عطيات، د. مظفي العميان). وفي الحقيقة لقد لاقيت في شهر الإضراب ما جعلني أبحث عن جنسية تحترم كرامتي كإنسان وتحترم إنجازاتي ولما بلغتني توصيات اللجنة أدركت أنني أتعامل مع عصابات لا مع مؤسسات. وفي شهر تموز من هذا العام أعلنت في مهرجان رسمي في جامعة مؤتة طلبي للجنسية الاسرائيلية وليس ذلك لأجندات كما ستدّعي الحكومة والحاشية الفاسدة بل كان ذلك لكي أثبت أن الحق ما تشهد به الأعداء... فأنا مؤمن أنه سواء أحقق معي أنجس شعب أو أطهر شعب فإن النتيجة واحدة لأن الحق واحد لكنني سرعان ما تراجعت خشية أن يخدش ذلك عقيدتي فقط... ولما أعلنت ذلك في ذاك المهرجان انسحبوا من كانوا حولي وهرب الإعلاميون من المهرجان وأعرض عني الجميع (لهم مني السماح) والأمر موثق بالصوت والصورة. والغريب أن يستفز الأردنيين طلب الجنسية الإسرائيلية لكن لم يستفزهم إهمال إنسان بلا طعام لشهر...
أيها الأخوة الكرام:
لعلني أدركت من خلال التجربة المريرة أن الأجهزة الأمنية هنا صنم يسجد له الجميع إلا من رحم ربي. (مؤكداً بأن ذنبي الحقيقي ليس التُّهم التي تداولوها بل لأنني معتزاً كل الاعتزاز أن والدي داعية إسلامية منذ 30 عاماً وأنني أقمت أنشطة ومسابقات دينية لفرق الجنوب إضافة أن المولى أكرمنا أن لا ننحني لواسطة في وطن تحكمه الواسطة وعلى الرغم أننا لم نسيء ولن نسيء إلا أننا طالبنا بحقوقنا بصوت مرتفع وهذا ما أزعج أصحاب المقامات).
ومن لا يُدرك أن هناك مسافة شاسعة بين الجنسية والوطنية... فهو يحتاج للمزيد من الإدارك! ولأننا لم نُفتَن بالغرب بفضله تعالى ونؤمن بعظمة أمتنا أقف على بوابة الأمة وهي المملكة العربية السعودية مُطالباً بجنسية سعودية وسأقف طويلاً... حيث لم يُقدّر أحد لي أنني لم أخرج للإعلام العربي والعالمي على مدار شهور الإجحاف وأيام وليالي شهر الإضراب. لم نخرج غيرة على هذه البلد لكننا لم نجد من يغار علينا على كرامتنا في هذا البلد... فإذا كانت الوطنية عمل فأنا أكثر وطنية ممن اتهموني (من كانوا ما كانوا ممن كانوا) فأنا حقي كإنسان لن يُسترَد من داخل الأردن لأنني أدركت هنا من الحاشية ما لا يُقال... أما حقوق من أمثلهم المالية والإدارية (مدربين وحكام وأبطال) أضعها في أعناق لجنة الحريات الأردنية والنقابات المهنية والحراك والفعاليات الشعبية وكل حقوقي وإعلامي مستقل وأعي تماماً أن لدينا آلاف الإعلاميين الشرفاء... إلا أن السطوة الأمنية طالت كل شريف في شتى المجالات...
للمزيد على اليوتيوب بعنوان (نداء إلى شرفاء الإعلام والقانون).

وكل مكتوب سنلقاه رفعت الأقلام وجفت الصحف والله المستعان

مؤسس رياضات الكـك بوكسنج في الجنوب
مدرب المنتخب الوطني المفصول تعسفــــــــــاً
مدرب فريــــــــــــــــــق جامعـــــــــــــــــــــــــة مؤتــــــــــة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات