سيف الفارس شرف ورقبة الحكومة العارية


في الحقيقة لا يهمني الشريف فارس شرف بعينه، أكان صاحب خلق أم لم يكن ، أو كان صاحب يد نظيفة أو لم يكن، كونني لن أناسبة ولن أصادقة ولم ولن اقترب منه يوما، لكن الذي يهمني هنا كمواطن أردني ارقب بحذر هو كيفية تعاطي الحكومة مع الملف ونتائجه .
في الصحراء ثمة مناطق رملية متحركة تجذبك نحو الأسفل في حال وطأت قدماك فيها، هذه الصورة أكيدة تنطبق على منهج الحكومة في تعاطيها مع ملف إقالة محافظ البنك المركزي من منصبة .والتي ملأت الدنيا الأردنية وشغلت الناس وأغرقتهما في أزمة يراها الكثير مسمارا عميقا في نعش الحكومة كما يعتبرها آخرون حافزا جديدا لانتقال خطى الحراك الشعبي وارتفاع وتيرته بصورة تقض مضجع الحكومة بحيث تفقدها عقلها وتشتته .
هذه الصورة وان كانت سوداوية بعض الشيء الا أنها لم تأت من ترف الفراغ، وما هي صاعده من فجائية الخطوة الحكومية، بل من أزمة القرار الحكومي – نعايشها ونتابعها - القائم على الرجعية في الرد، والانتقال به من حيزه المدني المالي إلى مستنقعه الأمني، بحيث جعلت من البنك المركزي لا الشريف شرف كما سجن أبو غريب تحيط به القوات الأمنية لحمايته، فقط لمنع محافظة من دخوله جراء رفض الأخير الاستقالة ورفض الضغوطات التي مورست عليه من قبل جهات متعددة اتحدت ولبست الثوب الحكومي أنزلت عليها بواسطة (البرشوت) تعددت طائرات إسقاطها وقادتها !!
في الحقيقة لا نعلم الداعي المقلق الذي قاد الحكومة إلى تفجير الحقل المتفجر في حضنها بالأصل – إقالة أو استقالة شرف - مع أننا نفضل الجنوح إلى أن السبب يسير في اتجاه إبعاد صخرته من طريق الحكومة وتحطيمها، لكننا لا نؤمن بالسبب القائم على استقالة شرف من منصبة بمحض إرادته أو جراء ليبراليته.
كوننا نعتبر السبب الأول يحتمل تأويلاُ أكثر قرباُ من توقعات الرأي العام الأردني المتشكك بخطوات الحكومة، في حين يقل منسوب السبب الثاني المعتمد على القليل من التأويل السائر في درب التأزيم.
سيما وان الخلل الأكبر الذي كشف عري جسد الحكومة ووجها المأزوم بني نتيجة التعاطي السلبي مع القضية بأثر رجعي، جرها منحدرات الإسقاط والتدحرج في دوامة أعمالها وشرها.
هذا لم يأت من قبل موظف عادي يجهل طبيعة المشكل، بل جاء على لسان رئيسها الذي برر إقالة أو لنقل استقالته شرف جراء نهجه الليبرالي في إدارته البنك.
هنا لابد من سؤال لدولة الرئيس، هل "البرله" عار وغالبية وزرائك ينتهجون عين النهج فلما لا تقيلهم أو لما لا يستقيلون، إلى ذلك أليس الملك داعما للنهج الليبرالي في الأردن ، فهل هذا مبرر مثلا دولة الرئيس يدعوك لمطالبته بتغير نهجه ؟؟
على العموم لو افترضنا جدلا أن محافظ البنك المركزي رجل لليبرالي يعتمد الفردية في قراراته ولغة السوق الحر، أليس هذا الأمر يحسب على ظهر الحكومة التي زكته من قبل، وصبرت عليه من بعد، طوال هذه المدة، دون أن تقف بوجهة .
في عين الوقت، من الغرابة، والاستنكار، والاستهجان، والغباء، قيام الحكومة باعتبار البنك المركزي بمثابة سجنا، يمنع من دخوله موظفيه، مع انه يمثل منبرا سياديا ماليا مهما، وعنوانا أكيدا لاستقرار، ما النتيجة التي استقاها البخيت من إحاطة البنك بقوات الأمن العام، أم أن غياب التنسيق بين الحكومة والهة التي أمرتها بإجبار الشريف على الاستقالة أوقعها بشر أعمالها.
أن اختلافنا مع شرف لكونه ليبرالي لا يدعونا لأخذ أقوال البخيت باعتبارها قران منزل بل يدعونا للقول له : أن كان كما تقول لما تم تعينيه بالأصل أم أنكم تبحثون عن تفجير مشكل .... غريب الوزراء الدكتور معروف البخيت إن إقالة محافظ البنك المركزي السابق الشريف فارس شرف جاءت لما اعتبره فرديته التي كادت أن تغرق البنك المركزي، بالإضافة إلى سياساته "الليبرالية".
لا يستطيع أي عاقل متتبع للشأن الداخلي الأردني أن يمر مرور الكرام على حادثة دون أن يقف ويتأمل بالإبعاد الحاضرة والمستقبلية لها .
من الغرابة بمكان أن تبقى الحكومة تتعامل مع كل الملفات المتفجرة وفق سياسات الأثر الرجعي الذي بدلا من أن يعيد النظر يعميه، ويزيد من رماديته وغموضه تجب الرؤية، بحيث تعطي تصرفات الحكومة حافزا لكل متربص ليشحن ضدها أسلحته وتحركاته.
في النهاية لا احمل في جعبتي الا جملة واحدة أتوجه بها إلى المواطن الأردني شريف شرف أقول فيها : "شكرا لكم على جهودكم"
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا من الله ورحمه .

KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات