جراسا -

في ظل حالة عدم الاستقرار التي تمر بالمنطقة العربية المنتشية شعوبها بنسيم ياسمين ربيعها , و في ضوء انشغال مصر من جهة في التصدي لتبعات سقوط نظام مبارك و اعادة بناء نظام جديد قد يحتاج في احسن تقدير الى عدة اعوام , و من جهة اخرى انشغال النظام السوري باحتواء الاحتجاجات المناهضة لبقائه و محاولاته تفادي مصير انظمة عربية اخرى سبقته للسقوط , تشير المعطيات بان الولايات المتحدة و حليفتها " اسرائيل " تحاول القفز على منجزات الربيع العربي و استغلال الارتباك الذي تعاني منه الدول التي اسقطت انظمتها و الدول التي تنتظر , فحسب التقارير الصحفية الغربية ان الولايات المتحدة الامريكية و ربيبتها اسرائيل تستعدان لاستغلال كل هذه المعطيات بشن حرب على المنطقة تبدأ بسوريا و لن تنتهي عندها قبل نهاية العام الحالي .

التقارير تفيد ايضا بان سفن حربية امريكية بدأت التحرك باتجاه المنطقة و بأن اسرائيل تستعد عسكريا للانضمام للهجوم الامريكي الذي يستهدف اسقاط النظام السوري مع تحفظنا على الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه الا ان الهدف هو القضاء على المقاومة في الاقليم التي عجزت اسرائيل عن مواجهتها في الماضي و ان اثار هذه الحرب ستنعكس حكما على الداخل الاردني الذي يشهد مطالبات باصلاحات جذرية .

و في الوقت نفسه و في ما يتعلق في الشان الاردني و تحقيقا للمشروع الصهيو امريكي الذي يستهدف المنطقة, بدأت اسرائيل بشن حربا اعلامية شرسة على الاردن عبر وسائل اعلامها التي تشير الى ان الاردن لن يكون بعيدا عن الربيع العربي , و ان ثورة شعبية في الافق ستجتاح الاردن , لا بل وصلت الوقاحة الصهيونية الى توقعات تشير الى نهاية النظام الاردني .

اسرائيل لم تخفي يوما طموحها بان يكون الاردن وطنا بديلا , و هي تسعى جاهدة بكل الوسائل لتحقيق هذا الحلم الصهيوني و هو احد اهداف الدولة اليهودية و المتمثل بالعمل على زعزعة الاستقرار في الاردن و تهديد السلم الاهلي , و هو ما حذا بالملك الى طمانة الشعب الاردني بان الاردن لن يكون يوما وطنا بديلا لاحد و باننا نمتلك جيشا قادرا على حماية مستقبلنا .

في ضوء ما سبق , من مخطط امريكي – اسرائيلي ضد سوريا سيؤثر حكما على الاردن , و اخر اسرائيلي بتواطئ امريكي ضد الاردن , هل ترى ان الضغط على النظام السياسي في الاردن للاسراع في عملية الاصلاح سيؤدي الى انتاج قوانين اصلاحية حقيقة قادرة على مجابهة هذه المخططات ؟؟ ام انه من الافضل التروي و اخذ المزيد من الوقت لانتاج تجربة اصلاحية اردنية خالصة تحقق مطالب الحراك الاصلاحي من جهة و تحصن جبهته الداخلية و الخارجية على حد سواء لاجهاض تلك المخططات .

و هل ترى ان استمرار الحراك تسبب بحدوث فوضى قام الجانب الصهيوني باستغلالها لتمرير مخططاته ؟؟

و هل حان الوقت لينتقل الحراك من الشارع الى القنوات المؤسساتية لتنفيذ المشاريع الاصلاحية التي استطاع انتزاعها عبر الشارع خلال 8 اشهر الماضية ؟؟؟

و هل الحراك يخدم الوحدة الوطنية التي تعتبر اساس في مواجهة المشروع الصهيو امريكي الذي يستهدف الاردن و فلسطين على حد سواء ؟

و هل الحراك الشبابي الداعي للاصلاح يخدم الان المصالح السياسية و الامنية والاقتصادية للاردن ؟؟, ام يخدم و - بدون قصد -المشروع الصهيوامريكي ؟؟

نطرح هذه القضية بكل تجرد حفاظا على مستقبل الاردن و امنه و امن ابنائه و حفاظا على القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب و المسلمين و التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من اعلان وفاتها في حال تم تنفيذ المشروع الصهيو امريكي ؟