الصفدي "جندي" برتبة وزير .. فهل يخرج بالتعديل؟
جراسا - الشغب المختص حالياً في المشهد السياسي الأردني بوزير الخارجية أيمن الصفدي على خلفية الانتظار المضجر لـ «أول انعطافة» بتوقيع تعديل وزاري مفترض على حكومة الرئيس الدكتور جعفر حسان، له ما يبرره من وجهة نظر أصحابه، فيما مرحلة «تقليم أظافر» التيار الإسلامي وإعادته إلى «وضع يمكن التعامل معه» مفاجآت قد تنتهي في المقابل باختيار شخصيات من طراز مختلف في مواقع القرار السياسي داخل المطبخ الوزاري.
الشغب في الواقع بدأ يلامس مكتب وزير الداخلية الديناميكي والنشط مازن الفراية مع اعتبارات وظروف مختلفة عن تلك التي تخص الوزير الصفدي قائد الأوركسترا الدبلوماسية الأردنية من أكثر من 8 سنوات عملياً.
لا توجد جهة محددة يمكن تشخيصها وضبطها متلبسة بالشغب على وزراء الحقائب السيادية قبل أو عشية تعديل وزاري يتردد أن الرئيس حسان بدأ يخطط له بالقرب زمنياً من انتهاء دورة البرلمان العادية الحالية، أو بين دورتين، ولاحقاً لاحتفالات حزيران ببعض المناسبات الوطنية.
وزير الخارجية التزم حرفياً بالدوائر التي رسمت له في التعبير عن الموقف الأردني المؤسسي من اللحظة التي انطلقت فيها تداعيات 7 أكتوبر عام 2023. وعضو الكنيست العربي الدكتور أحمد الطيبي، أبلغ «القدس العربي» مباشرة قبل عدة أسابيع أن مواقف الدبلوماسية الأردنية بقيت لأشهر هدفاً مختاراً لرموز اليمين الإسرائيلي من حيث النهش والهجوم وأحياناً الرد بالتهديد.
قال شيئاً قريباً عضو الكنيست المحامي أيمن عودة، في ندوة أقيمت في عمان .
ورغم وضوح الاعتبارات التي تحرك الصفدي في مظلتها مع بداية أحداث طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، لم يعد سراً أن الجانب الإسرائيلي جعل تصريحات وزير خارجية الأردن عدة مرات وفي عدة محطات مشكلة على صعيد العلاقات والاتصالات.
والمرجح أن حرص وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو على تجنب التواصل مع الصفدي وفي أحد الاجتماعات تجنب مصافحته، أصبح بدوره نقاشاً يثار في بعض الأروقة بين واشنطن وعمان، ويظهر تأثيراً مباشراً لوجهة النظر الإسرائيلية على طاقم الإدارة المحسوب على الرئيس دونالد ترامب، فيما الأخير أعاد وسط الأردنيين عدة مرات وبعد عدة إجراءات وتصريحات إنتاج أسئلة جدوى وإنتاجية التحالف والصداقة مع الولايات المتحدة.
يلاحظ الناشط السياسي مروان الفاعوري أن كل ما فعله حتى الآن بخصوص الأردن هو التأكيد على خططه في ابتزاز الدولة، والضغط عليها مع غياب كل مفاعيل وإشارات الصداقة القديمة المعروفة، معتبراً أن نمط إدارة ترامب للعلاقة مع دولة حليفة مثل الأردن يحتاج إلى مراجعة وقراءة أعمق وأكثر موضوعية.
تلك المراجعة مكلفة وفاتورتها كبيرة، وهامش المناورة الوحيد أردنياً في مواجهة عواصف ترامب يتمثل في تجنب مواجهته بأي صيغة، واللجوء إلى الأوروبيين اقتصادياً، وتخفيف حدة أي خلاف مباشر، وتمرير سنوات الرئيس ترامب بالحد الأدنى من الخسائر، وقطع مسافة ما مقبولة ومنتجة في الاتجاه المعاكس لتيارات الإسلام السياسي داخل البلاد.
وسط كل تلك التكهنات، المطلوب من وزير الخارجية استمرار المحاولة والنضال لتجنب إغضاب البيت الأبيض، والحرص في التوقيت نفسه وبالتزامن على خطاب الثوابت الأردنية، هو المرجعية وسط معمعان التفاعل بين يمينين، أمريكي وإسرائيلي، يرى فاعوري أنهما يسعيان لالتهام المنطقة برمتها.
بعض المعلقين المحليين مالوا إلى اتهام الصفدي بإصدار تصريحات متشددة لا تتميز بالتوازن المعتاد في مواجهة اليمين الإسرائيلي بالمجتمع الدولي، ولاتهامه أيضاً بالصعود بالموقف الأردني الرسمي فوق الشجرة. ومقربون من الأخير يتحدثون عن إسقاط في مهام الإلقاء والتعبير بمهارة قريبة جداً من النص وليست خارجة.
إسرائيل في الواقع هي التي وضعت الإقليم برمته فوق الشجرة، وترامب بدأ بدوره يقطع كل الأشجار.
رغم تلك القناعات المترسخة في وجدان النخب السياسية وحتى الشارع الشعبي «الشغب» على وزير الخارجية المخضرم موسمياً قد يكون له «أسبابه الوطنية»؛ فعدد لا يستهان به من الساسة الخبراء يعتبرون أن الصفدي وزير نشط وإيجابي، لكنه تشدد أكثر مما ينبغي في التصريحات أحياناً، وتقدم بتعليقات أحياناً أخرى «لا تشبه البلد أو تراثها أو موقفها».
والحديث هنا حصراً عن عبارات مهمة وأساسية أثارت الجدل بعدما أطلقها الصفدي، وقد يكون أبرزها «حماسة فكرة»، والفكرة لا يمكن هزيمتها بالعمل العسكري، وتعليق آخر عن اتفاقية وادي عربة التي تحولت «إلى ورقة يعلوها الغبار في متحف» خلافاً لمحاولات الانضمام لجهود محاكمة إسرائيل دولياً، والإشارة إلى «بيروقراط حماس» وتصديه النشط دوماً للرواية الإسرائيلية.
قد تمثل تصريحات الصفدي ومواقفه الموقف الرسمي بحرفية أيام عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة، لكن لهجته قد لا تلائم -رغم تخفيفها إلى حد بعيد- عهد الوزير روبيو والمجموعة التي تحكم البيت الأبيض، وهو أمر لا يضير الصفدي شخصياً في كل الأحوال؛ لأن معياره الوطني والأدائي هو التوجيهات ونصوص المصلحة الوطنية، وعلى أساسها يمكنه مغادرة موقعه في كل بساطة والقيام بدوره في موقع آخر بعد سنوات في غاية الإثارة والإرهاق تميزت بما يسميه الرئيس طاهر المصري بـ «حجم هائل من السيولة الاستراتيجية».
قد يبرر البعض مناكفة الصفدي وممارسة الشغب عليه الآن، لكن ما يقال ضد دوره ومرحلته في كل الأحوال طبيعي أن يتكثف أو يتردد أكثر الآن، ويتسرب أحياناً لتقارير الإعلام الإلكتروني بحكم الانطباع العام بأن حكومة جعفر حسان قد لا تصمد كثيراً في تركيبتها الحالية، خصوصاً بعد التطورات الحادة التي حصلت على صعيد الأزمة المتحركة ومفتوحة الاحتمالات مع التيار الإسلامي.
وهي عملياً نفس الأزمة التي قد تبرر حالة شغب محدودة بالسياق طالت وزير الداخلية الحالي بعدما أسس بروح قتالية لأداء مختلف في مواجهة تكريس مبدأ سيادة القانون ومسطرته على الجميع، خلافاً لثقافة تجاهل الهويات الفرعية والصرامة في الأداء الإداري، وهي على الأرجح الأسباب التي تفسر إصرار بعض التقارير على شمول موقعه في التعديل القادم، علماً بأن الخلفية العسكرية للفراية ثم مؤشرات الأداء تدللان على «جندي حقيقي» برتبة وزير لا يهتم لا بالأضواء ولا بالمصالح الخاصة ولا بما يقال أو لا يقال، ثم يبقى في الخدمة بصرف النظر عن المكان والموقع. القدس العربي
الشغب المختص حالياً في المشهد السياسي الأردني بوزير الخارجية أيمن الصفدي على خلفية الانتظار المضجر لـ «أول انعطافة» بتوقيع تعديل وزاري مفترض على حكومة الرئيس الدكتور جعفر حسان، له ما يبرره من وجهة نظر أصحابه، فيما مرحلة «تقليم أظافر» التيار الإسلامي وإعادته إلى «وضع يمكن التعامل معه» مفاجآت قد تنتهي في المقابل باختيار شخصيات من طراز مختلف في مواقع القرار السياسي داخل المطبخ الوزاري.
الشغب في الواقع بدأ يلامس مكتب وزير الداخلية الديناميكي والنشط مازن الفراية مع اعتبارات وظروف مختلفة عن تلك التي تخص الوزير الصفدي قائد الأوركسترا الدبلوماسية الأردنية من أكثر من 8 سنوات عملياً.
لا توجد جهة محددة يمكن تشخيصها وضبطها متلبسة بالشغب على وزراء الحقائب السيادية قبل أو عشية تعديل وزاري يتردد أن الرئيس حسان بدأ يخطط له بالقرب زمنياً من انتهاء دورة البرلمان العادية الحالية، أو بين دورتين، ولاحقاً لاحتفالات حزيران ببعض المناسبات الوطنية.
وزير الخارجية التزم حرفياً بالدوائر التي رسمت له في التعبير عن الموقف الأردني المؤسسي من اللحظة التي انطلقت فيها تداعيات 7 أكتوبر عام 2023. وعضو الكنيست العربي الدكتور أحمد الطيبي، أبلغ «القدس العربي» مباشرة قبل عدة أسابيع أن مواقف الدبلوماسية الأردنية بقيت لأشهر هدفاً مختاراً لرموز اليمين الإسرائيلي من حيث النهش والهجوم وأحياناً الرد بالتهديد.
قال شيئاً قريباً عضو الكنيست المحامي أيمن عودة، في ندوة أقيمت في عمان .
ورغم وضوح الاعتبارات التي تحرك الصفدي في مظلتها مع بداية أحداث طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، لم يعد سراً أن الجانب الإسرائيلي جعل تصريحات وزير خارجية الأردن عدة مرات وفي عدة محطات مشكلة على صعيد العلاقات والاتصالات.
والمرجح أن حرص وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو على تجنب التواصل مع الصفدي وفي أحد الاجتماعات تجنب مصافحته، أصبح بدوره نقاشاً يثار في بعض الأروقة بين واشنطن وعمان، ويظهر تأثيراً مباشراً لوجهة النظر الإسرائيلية على طاقم الإدارة المحسوب على الرئيس دونالد ترامب، فيما الأخير أعاد وسط الأردنيين عدة مرات وبعد عدة إجراءات وتصريحات إنتاج أسئلة جدوى وإنتاجية التحالف والصداقة مع الولايات المتحدة.
يلاحظ الناشط السياسي مروان الفاعوري أن كل ما فعله حتى الآن بخصوص الأردن هو التأكيد على خططه في ابتزاز الدولة، والضغط عليها مع غياب كل مفاعيل وإشارات الصداقة القديمة المعروفة، معتبراً أن نمط إدارة ترامب للعلاقة مع دولة حليفة مثل الأردن يحتاج إلى مراجعة وقراءة أعمق وأكثر موضوعية.
تلك المراجعة مكلفة وفاتورتها كبيرة، وهامش المناورة الوحيد أردنياً في مواجهة عواصف ترامب يتمثل في تجنب مواجهته بأي صيغة، واللجوء إلى الأوروبيين اقتصادياً، وتخفيف حدة أي خلاف مباشر، وتمرير سنوات الرئيس ترامب بالحد الأدنى من الخسائر، وقطع مسافة ما مقبولة ومنتجة في الاتجاه المعاكس لتيارات الإسلام السياسي داخل البلاد.
وسط كل تلك التكهنات، المطلوب من وزير الخارجية استمرار المحاولة والنضال لتجنب إغضاب البيت الأبيض، والحرص في التوقيت نفسه وبالتزامن على خطاب الثوابت الأردنية، هو المرجعية وسط معمعان التفاعل بين يمينين، أمريكي وإسرائيلي، يرى فاعوري أنهما يسعيان لالتهام المنطقة برمتها.
بعض المعلقين المحليين مالوا إلى اتهام الصفدي بإصدار تصريحات متشددة لا تتميز بالتوازن المعتاد في مواجهة اليمين الإسرائيلي بالمجتمع الدولي، ولاتهامه أيضاً بالصعود بالموقف الأردني الرسمي فوق الشجرة. ومقربون من الأخير يتحدثون عن إسقاط في مهام الإلقاء والتعبير بمهارة قريبة جداً من النص وليست خارجة.
إسرائيل في الواقع هي التي وضعت الإقليم برمته فوق الشجرة، وترامب بدأ بدوره يقطع كل الأشجار.
رغم تلك القناعات المترسخة في وجدان النخب السياسية وحتى الشارع الشعبي «الشغب» على وزير الخارجية المخضرم موسمياً قد يكون له «أسبابه الوطنية»؛ فعدد لا يستهان به من الساسة الخبراء يعتبرون أن الصفدي وزير نشط وإيجابي، لكنه تشدد أكثر مما ينبغي في التصريحات أحياناً، وتقدم بتعليقات أحياناً أخرى «لا تشبه البلد أو تراثها أو موقفها».
والحديث هنا حصراً عن عبارات مهمة وأساسية أثارت الجدل بعدما أطلقها الصفدي، وقد يكون أبرزها «حماسة فكرة»، والفكرة لا يمكن هزيمتها بالعمل العسكري، وتعليق آخر عن اتفاقية وادي عربة التي تحولت «إلى ورقة يعلوها الغبار في متحف» خلافاً لمحاولات الانضمام لجهود محاكمة إسرائيل دولياً، والإشارة إلى «بيروقراط حماس» وتصديه النشط دوماً للرواية الإسرائيلية.
قد تمثل تصريحات الصفدي ومواقفه الموقف الرسمي بحرفية أيام عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة، لكن لهجته قد لا تلائم -رغم تخفيفها إلى حد بعيد- عهد الوزير روبيو والمجموعة التي تحكم البيت الأبيض، وهو أمر لا يضير الصفدي شخصياً في كل الأحوال؛ لأن معياره الوطني والأدائي هو التوجيهات ونصوص المصلحة الوطنية، وعلى أساسها يمكنه مغادرة موقعه في كل بساطة والقيام بدوره في موقع آخر بعد سنوات في غاية الإثارة والإرهاق تميزت بما يسميه الرئيس طاهر المصري بـ «حجم هائل من السيولة الاستراتيجية».
قد يبرر البعض مناكفة الصفدي وممارسة الشغب عليه الآن، لكن ما يقال ضد دوره ومرحلته في كل الأحوال طبيعي أن يتكثف أو يتردد أكثر الآن، ويتسرب أحياناً لتقارير الإعلام الإلكتروني بحكم الانطباع العام بأن حكومة جعفر حسان قد لا تصمد كثيراً في تركيبتها الحالية، خصوصاً بعد التطورات الحادة التي حصلت على صعيد الأزمة المتحركة ومفتوحة الاحتمالات مع التيار الإسلامي.
وهي عملياً نفس الأزمة التي قد تبرر حالة شغب محدودة بالسياق طالت وزير الداخلية الحالي بعدما أسس بروح قتالية لأداء مختلف في مواجهة تكريس مبدأ سيادة القانون ومسطرته على الجميع، خلافاً لثقافة تجاهل الهويات الفرعية والصرامة في الأداء الإداري، وهي على الأرجح الأسباب التي تفسر إصرار بعض التقارير على شمول موقعه في التعديل القادم، علماً بأن الخلفية العسكرية للفراية ثم مؤشرات الأداء تدللان على «جندي حقيقي» برتبة وزير لا يهتم لا بالأضواء ولا بالمصالح الخاصة ولا بما يقال أو لا يقال، ثم يبقى في الخدمة بصرف النظر عن المكان والموقع. القدس العربي
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |