الإصلاح الإداري ياحكومة


في سياق عملية الإصلاح الشامل الذي اراده جلالة الملك عبد الله الثاني لبلده وشعبه تمشيا مع تحديات العصر ومطالبه واحتياجاته التي يجري العمل عليها من حكومة البخيت بجدية افتقدناها طيلة السنوات الماضية تبرز قضية الإصلاح الإداري كتفصيل لا يحظى بالأهمية التي تحظى بها المحاور الأخرى، رغم أنها تدخل في صلب عملية الإصلاح بمحاورها المتعددة والمختلفة وتتقاطع معها مجتمعة.
وربما تكون الإدارة الصالحة من عدمها هي السبب الرئيس في نجاح أو فشل حتى العملية الاصلاحية برمتها، ذلك أن الإدارات هي التي تضع السياسات وتصوغها وتنفذها ، وهي التي تنتج - عندما تسوء- أوجه الفساد وكل الأمراض التي من شأنها تعطيل عجلات الحركة عن الدوران إلى الأمام ، بل قد تدفعها بفعل سوئها للدوران إلى الخلف.‏
وكي لا يبقى الحديث عن أهمية الإدارة حديثاً عاماً يندرج في إطار التنظير الأكاديمي الذي لا ينكر أحد صحته وأهميته يمكن الولوج إلى ما يؤكد أن ضعف الإدارة العامة في مؤسساتنا هو ما جعلنا نقع في مطبات كثيرة كان يمكن تجنبها في أقل التقديرات، وهو ما جعلنا نتخلف عن أداء الواجب في إصلاح القطاع العام الصناعي كمشروع مطروح منذ أكثر من زمن وكذلك جعلنا نتخذ قرارات وإجراءات على غير صعيد وفي أكثر من اتجاه ثم نعود عنها بعد ظهور النتائج غير الجيدة ، غير المقبولة، والكارثية في بعض الأحيان.‏
الأسئلة التي تبرز هنا هي: لماذا اتخذت هذه القرارات، وما الآليات التي قادت إليها، وما مبرر غياب الدراسات التي سبقتها ، وهل جرت محاسبة أصحابها؟!.‏ والذين كثيرا مايرمون بتهمه المفسدين
في الوزارات هناك مستشارون وهناك مديريات للتخطيط والدراسات، وفي مؤسساتنا العامة هناك مستشارون ومديريات للتخطيط والدراسات وهناك مجالس للإدارة يفترض بهذه الجهات- مجتمعة ومنفردة - أن تهيىء للإدارة كل المقدمات التي ينبغي أن تقود لاتخاذ قرار علمي سليم وصحيح أشبع درساً وبحثاً بل استغراقاً في كل التفاصيل والاحتمالات التي قد تزيد أو تنقص من نسب الارتياب الملحوظة في الدراسات الناجزة، فهل يحصل شيء من هذا في إداراتنا العامة، وما مقداره؟!.‏
نعترف أننا لا نمتلك نماذج مباشرة على عدم قيام هذه الجهات بهذا العمل الهام، غير أن إخفاقات عديدة هنا وهناك وعلى مستويات مختلفة تقود إلى استنتاجات سلبية تفضي إلى واقع فقدان هذه الحلقة الهامة في العمل الإداري ، وتؤشر هذه الإخفاقات إلى ضعف الأداء الإداري عموماً، فضلاً عن معرفة القاصي والداني بأن مجالس الإدارة هي شكل غير منتج وانها تاتي وتذهب لتحسين الوضع المالي وملء الجيب ، وبأن المستشارين لا يعملون ولايستشارون حتى وهم برستيج ليس إلا، وبأن مديريات التخطيط والدراسات هي منفى لغير المرغوب فيهم!!.‏
طبعاً هذا جزء من أسباب الفشل الإداري التي من المؤكد أن لجنة الإصلاح الإداري ستلحظها بكثير من الاهتمام والرعاية، غير أن أسباباً أخرى تتصل بالقوانين والمسؤوليات والصلاحيات تفعل فعلها أيضاً في إفشال الإدارات وإحباط المبادرات لابد من العناية بها، على أن العبرة في النهاية تبقى بجدية الفعل لجهة إعادة النظر بجميع الإدارات القائمة بالاعتماد على منظومة واضحة من المعايير التي تقيس القدرات والكفاءات سواء لناحية القيادة والمتابعة وتنفيذ خطط العمل الموضوعة، أو لناحية ممارسة أشكال الرقابة الذاتية وامتلاك الأهلية لتصحيح الأخطاء والانحرافات وتذليل الصعوبات وتخطي العقبات وابتداع البدائل عند الحاجة.



تعليقات القراء

موظفه
مقاله تستحق الوقفه معها فهي دعوه قيمه لمن ارباد الاصلاح الاداري ولكن اعتقد بان هذا ضد الاخرين ولاتتناسب واهوائهم ومصالحهم لان الادارات عنا تعانمي من ترهل وتسيب وعدم خبرةوعدم معرفة فالادارة علم وعندنا بالواسطة والا فما معنى كاتب او موظف بسيط يتسلمشؤون موظفين او ديوان او غير ذلك فيضيع حق زملائه وحق العباد
04-09-2011 06:01 PM
عارف ومش عارف


اسمعوا يامسؤولين شو بقول البطاينه وقوله صدقوني تشريع اداري بقول



في مؤسساتنا العامة هناك مستشارون ومديريات للتخطيط والدراسات وهناك مجالس للإدارة يفترض بهذه الجهات- مجتمعة ومنفردة - أن تهيىء للإدارة كل المقدمات التي ينبغي أن تقود لاتخاذ قرار علمي سليم وصحيح أشبع درساً وبحثاً بل استغراقاً في كل التفاصيل والاحتمالات التي قد تزيد أو تنقص من نسب الارتياب الملحوظة في الدراسات الناجزة، فهل يحصل شيء من هذا في إداراتنا العامة، وما مقداره؟!.‏

الشاطر من الاداريين بجاوب ومن المسؤولين بستفيد وبحاول ومن المسؤولين الكبار بصلح الحال

04-09-2011 06:03 PM
قارئ


استد زياد في واحد كتب مقاله مااعجبني غير سطر منها وبنطبق على حال اداراتنا بقول فيه



فسادنا سببه كثرة الطبطبة على ظهور الفاسدين . وتفشيه ليس الا دلع زائد .

04-09-2011 06:05 PM
دكتور جامعي




الاستاذ زياد البطاينه

تحية واحترام

عندما تقول ان الإدارات هي التي تضع السياسات وتصوغها وتنفذها ، وهي التي تنتج - عندما تسوء- أوجه



فهل سمعت يوما ان ادارة وضعت خططة اوبرنامجا وقامت بتنفيذه منخلال رجال الخبرةوالمعرفة وانها كانت تلك الرجالات امينه على التنفيذ بعيدا عن مصالحها



وتقول ان الفساد وكل الأمراض التي من شأنها تعطيل عجلات الحركة عن الدوران إلى الأمام ، بل قد تدفعها بفعل سوئها للدوران إلى الخلف.‏

ونحن للاسف نجزي الفاسد ونحرم اشريف منمتابعه دورة

وتقول انك تود الابتعاد عن إطار التنظير الأكاديمي الذي لا ينكر أحد صحته وأهميته يمكن الولوج إلى ما يؤكد أن ضعف الإدارة العامة في مؤسساتنا هو ما جعلنا نقع في مطبات كثيرة كان يمكن تجنبها في أقل التقديرات، وهو ما جعلنا نتخلف عن أداء الواجب في إصلاح القطاع العام الصناعي كمشروع مطروح منذ أكثر من زمن وكذلك جعلنا نتخذ قرارات وإجراءات على غير صعيد وفي أكثر من اتجاه ثم نعود عنها بعد ظهور النتائج غير الجيدة ، غير المقبولة، والكارثية في بعض الأحيان.‏ فاعتقد انه زبدة وخلاصة الموضوع وهذا مايجب ان نتنبه له حقيقة وان نعالج امورنا برويه وموضوعيه باطار الصالح العام

شكرا لمقالتك فهي نشتمل على افكار لها مدلولها واهميتها وعلى المهتمين الاخذ بها

04-09-2011 06:10 PM
سوس
ماهوالاداريين عنا بنزلوا نزول بالبراشوت وبمشوا على عجين اللي قبلهم مابلخبطوه وهذا سبب دمارنا وتعطيلنا وتاخرنا
04-09-2011 06:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات