لماذا قد تكون المرحلة الانتقالية صعبة على هاريس؟
جراسا - رأى الكاتب السياسي ماثيو إيغليزياس أنه في حال فوز كامالا هاريس بالرئاسة، ستواجه واحدة من أندر المهام في السياسة الأمريكية: انتقال الرئاسة بين إدارتين من الحزب نفسه. وعلى الرغم من أن هذا الانتقال قد لا يكون فوضويًا كما قد يكون في حالة خصمها، إلا أنه سيجلب مجموعة من التحديات الخاصة به، سواء على الصعيد المهني أو السياسي.
وكتب إيغليزياس في شبكة "بلومبرغ" أن نادراً ما يخلف الرؤساء المنتهية ولايتهم عضواً من حزبهم الذي فاز في الانتخابات، وغالباً ما يكون هذا نتيجة مصادفة، إذ كان كل من ريتشارد نيكسون وآل غور وهيلاري كلينتون قريبين جداً من تحقيق ذلك.
وفي القرن الماضي، حدث هذا الانتقال بين إدارتين من الحزب نفسه مرتين فقط: عندما خلف جورج بوش الأب رونالد ريغان في عام 1989، وعندما تولى هربرت هوفر منصب كالفن كوليدج في عام 1929.
ومن الناحية النظرية، يجب أن يكون الانتقال بين رئيسين من الحزب نفسه أسهل من الانتقال بوجود تحول حزبي، لكن عملياً الأمر أصعب، لأن الانتقال الرئاسي بين حزبين ينطوي على فجوة كبيرة في وجهات النظر السياسية، ولا يوجد أي موقف شخصي يسبب فقدان الناس لوظائفهم، فمثلاً لم "يطرد" جو بايدن حكومة دونالد ترامب.
إحراج
لكن الوضع يختلف بالنسبة لهاريس، ففي حال فوزها بالرئاسة ورغبتها في تعيين رئيس جديد لوكالة حماية البيئة أو وزير داخلية، قد تواجه موقفاً محرجاً إذا تردد كل من ديب هالاند أو مايكل ريغان في مغادرة مناصبهم. وفي هذه الحالة، قد تضطر إلى إقالتهم، مما سيكون محرجاً على الصعيدين الشخصي والسياسي.
ولهذا السبب، أرسل كين دوبرشتاين، رئيس موظفي رونالد ريغان، رسالة في عام 1988 يطلب فيها من المعينين السياسيين في عهد ريغان تقديم استقالاتهم بعد الانتخابات، حتى يتمكن بوش من بدء ولايته بسجل نظيف. لكن المشكلة كانت أن العديد منهم لم يقدموا استقالاتهم.
ويميل الرؤساء الجدد إلى الاعتماد على أشخاص متمرسين من رئاسات سابقة، حتى ترامب أعاد العديد ممن خدموا ببعض الصفة في إدارة بوش، في حين أن فريق بايدن مليء بموظفي أوباما القدامى.
واحتفظ بوش بثلاثة أعضاء من حكومة ريغان، من ضمنهم النائب العام ووزير الخزانة، بينما خدم وزراء الخارجية والخزانة والعمل في عهد كوليدج تحت قيادة هوفر.
خطتان لكلينتون... ماذا عن هاريس؟
بالنظر إلى هذا الواقع ، فضلاً عن المناخ السياسي المشحون اليوم، ثمة منطق معين لعدم مطالبة المعينين من قِبَل بايدن بالاستقالة.
ومن الناحية الفنية، يظل المعينون من الرئيس في مناصبهم حتى يستقيلوا أو يُفصلوا، وهذا يعني أنه إذا أبقت هاريس على موظفي بايدن، فلن تحتاج إلى المصادقة على تعيين أشخاص جدد، وهذا خيار جذاب إذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في مجلس الشيوخ.
وكانت آخر مرة افتقر فيها رئيس تولى منصبه حديثاً إلى الأغلبية في مجلس الشيوخ، مجدداً سنة 1989، عندما كانت السياسة أقل تحزباً واستقطاباً.
وفي 2025، قد يكون من الصعب للغاية المصادقة على تعيين أي شخص، لذلك، بدلاً من توجيه طلبات بالاستقالة، قد تجد هاريس نفسها تتوسل إلى أشخاص مثل ميريك غارلاند وجانيت يلين ولويد أوستين للبقاء في مناصبهم.
وسنة 2016، كان لدى هيلاري كلينتون خطتان للمرحلة الانتقالية: إحداهما مخصصة في حال استعاد الديمقراطيون مجلس الشيوخ، والأخرى إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة عليه.
ولا يعلم الكاتب ما إذا كانت خطة الطوارئ التي وضعتها هاريس قد وصلت إلى هذا المستوى من التفصيل، لكنه يعلم أنه لم يكن لديها وقت كاف لتنظيم فريق انتقالي، وأن محاولة التخطيط لمرحلتين انتقاليتين في وقت واحد تستغرق وقتاً أطول بكثير.
غموض في البيت الأبيض
في الوقت نفسه، كان بايدن متردداً بشكل لافت للنظر في عدد من المسائل المتعلقة بالموارد البشرية. لم يُفصل أحد من أي دور مهم، ولم يتم شغل الوظائف الشاغرة في الإسكان والتنمية الحضرية والزراعة وشؤون المحاربين القدامى.
وداخل البيت الأبيض، ثمة حفنة من كبار المستشارين الذين يمارسون نفوذاً كبيراً ولكنهم يفتقرون إلى حقائب محددة، ويقول مسؤولون بارزون للكاتب إنه غالباً ما لا يكون من الواضح من هو المسؤول بالضبط عن ماذا.
أهمية أيديولوجية
أخيراً وليس آخراً، سترتفع مخاطر كل هذه التغييرات في الطاقم البشري لأن موقع هاريس داخل الحزب الديمقراطي غير واضح، ربما عن قصد. بما أنها لم تكن بحاجة إلى الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب، لم تُجبر على خوض التحدي المعتاد المتمثل في التعامل الصعب مع مطالب جماعات المصالح. وهذا أمر إيجابي في الغالب، لكنه قد يعطي القرارات الصغيرة المتعلقة بالطاقم البشري أهمية أيديولوجية أكبر من اللازم.
أصعب من الظاهر
إن الدافع لتجنب التورط في مناقشات تفصيلية حول أسرار السياسة خدم هاريس جيداً لغاية اليوم. لكن تأجيل القرارات الآن لا يؤدي إلا إلى زيادة مخاطر الخيارات لاحقاً.
وثمة عدد قليل من القرارات الأكثر أهمية من تلك التي يتخذها الرئيس المنتخب بشأن الموظفين في إدارته.
وختم إيغليزياس: "قد تكون المرحلة الانتقالية لكامالا هاريس أكثر صعوبة مما يبدو".
رأى الكاتب السياسي ماثيو إيغليزياس أنه في حال فوز كامالا هاريس بالرئاسة، ستواجه واحدة من أندر المهام في السياسة الأمريكية: انتقال الرئاسة بين إدارتين من الحزب نفسه. وعلى الرغم من أن هذا الانتقال قد لا يكون فوضويًا كما قد يكون في حالة خصمها، إلا أنه سيجلب مجموعة من التحديات الخاصة به، سواء على الصعيد المهني أو السياسي.
وكتب إيغليزياس في شبكة "بلومبرغ" أن نادراً ما يخلف الرؤساء المنتهية ولايتهم عضواً من حزبهم الذي فاز في الانتخابات، وغالباً ما يكون هذا نتيجة مصادفة، إذ كان كل من ريتشارد نيكسون وآل غور وهيلاري كلينتون قريبين جداً من تحقيق ذلك.
وفي القرن الماضي، حدث هذا الانتقال بين إدارتين من الحزب نفسه مرتين فقط: عندما خلف جورج بوش الأب رونالد ريغان في عام 1989، وعندما تولى هربرت هوفر منصب كالفن كوليدج في عام 1929.
ومن الناحية النظرية، يجب أن يكون الانتقال بين رئيسين من الحزب نفسه أسهل من الانتقال بوجود تحول حزبي، لكن عملياً الأمر أصعب، لأن الانتقال الرئاسي بين حزبين ينطوي على فجوة كبيرة في وجهات النظر السياسية، ولا يوجد أي موقف شخصي يسبب فقدان الناس لوظائفهم، فمثلاً لم "يطرد" جو بايدن حكومة دونالد ترامب.
إحراج
لكن الوضع يختلف بالنسبة لهاريس، ففي حال فوزها بالرئاسة ورغبتها في تعيين رئيس جديد لوكالة حماية البيئة أو وزير داخلية، قد تواجه موقفاً محرجاً إذا تردد كل من ديب هالاند أو مايكل ريغان في مغادرة مناصبهم. وفي هذه الحالة، قد تضطر إلى إقالتهم، مما سيكون محرجاً على الصعيدين الشخصي والسياسي.
ولهذا السبب، أرسل كين دوبرشتاين، رئيس موظفي رونالد ريغان، رسالة في عام 1988 يطلب فيها من المعينين السياسيين في عهد ريغان تقديم استقالاتهم بعد الانتخابات، حتى يتمكن بوش من بدء ولايته بسجل نظيف. لكن المشكلة كانت أن العديد منهم لم يقدموا استقالاتهم.
ويميل الرؤساء الجدد إلى الاعتماد على أشخاص متمرسين من رئاسات سابقة، حتى ترامب أعاد العديد ممن خدموا ببعض الصفة في إدارة بوش، في حين أن فريق بايدن مليء بموظفي أوباما القدامى.
واحتفظ بوش بثلاثة أعضاء من حكومة ريغان، من ضمنهم النائب العام ووزير الخزانة، بينما خدم وزراء الخارجية والخزانة والعمل في عهد كوليدج تحت قيادة هوفر.
خطتان لكلينتون... ماذا عن هاريس؟
بالنظر إلى هذا الواقع ، فضلاً عن المناخ السياسي المشحون اليوم، ثمة منطق معين لعدم مطالبة المعينين من قِبَل بايدن بالاستقالة.
ومن الناحية الفنية، يظل المعينون من الرئيس في مناصبهم حتى يستقيلوا أو يُفصلوا، وهذا يعني أنه إذا أبقت هاريس على موظفي بايدن، فلن تحتاج إلى المصادقة على تعيين أشخاص جدد، وهذا خيار جذاب إذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في مجلس الشيوخ.
وكانت آخر مرة افتقر فيها رئيس تولى منصبه حديثاً إلى الأغلبية في مجلس الشيوخ، مجدداً سنة 1989، عندما كانت السياسة أقل تحزباً واستقطاباً.
وفي 2025، قد يكون من الصعب للغاية المصادقة على تعيين أي شخص، لذلك، بدلاً من توجيه طلبات بالاستقالة، قد تجد هاريس نفسها تتوسل إلى أشخاص مثل ميريك غارلاند وجانيت يلين ولويد أوستين للبقاء في مناصبهم.
وسنة 2016، كان لدى هيلاري كلينتون خطتان للمرحلة الانتقالية: إحداهما مخصصة في حال استعاد الديمقراطيون مجلس الشيوخ، والأخرى إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة عليه.
ولا يعلم الكاتب ما إذا كانت خطة الطوارئ التي وضعتها هاريس قد وصلت إلى هذا المستوى من التفصيل، لكنه يعلم أنه لم يكن لديها وقت كاف لتنظيم فريق انتقالي، وأن محاولة التخطيط لمرحلتين انتقاليتين في وقت واحد تستغرق وقتاً أطول بكثير.
غموض في البيت الأبيض
في الوقت نفسه، كان بايدن متردداً بشكل لافت للنظر في عدد من المسائل المتعلقة بالموارد البشرية. لم يُفصل أحد من أي دور مهم، ولم يتم شغل الوظائف الشاغرة في الإسكان والتنمية الحضرية والزراعة وشؤون المحاربين القدامى.
وداخل البيت الأبيض، ثمة حفنة من كبار المستشارين الذين يمارسون نفوذاً كبيراً ولكنهم يفتقرون إلى حقائب محددة، ويقول مسؤولون بارزون للكاتب إنه غالباً ما لا يكون من الواضح من هو المسؤول بالضبط عن ماذا.
أهمية أيديولوجية
أخيراً وليس آخراً، سترتفع مخاطر كل هذه التغييرات في الطاقم البشري لأن موقع هاريس داخل الحزب الديمقراطي غير واضح، ربما عن قصد. بما أنها لم تكن بحاجة إلى الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب، لم تُجبر على خوض التحدي المعتاد المتمثل في التعامل الصعب مع مطالب جماعات المصالح. وهذا أمر إيجابي في الغالب، لكنه قد يعطي القرارات الصغيرة المتعلقة بالطاقم البشري أهمية أيديولوجية أكبر من اللازم.
أصعب من الظاهر
إن الدافع لتجنب التورط في مناقشات تفصيلية حول أسرار السياسة خدم هاريس جيداً لغاية اليوم. لكن تأجيل القرارات الآن لا يؤدي إلا إلى زيادة مخاطر الخيارات لاحقاً.
وثمة عدد قليل من القرارات الأكثر أهمية من تلك التي يتخذها الرئيس المنتخب بشأن الموظفين في إدارته.
وختم إيغليزياس: "قد تكون المرحلة الانتقالية لكامالا هاريس أكثر صعوبة مما يبدو".
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |