إفتاء أبوفارس وتعليق قميص عثمان


الإسلام دين سلام وقد ركز على حقن الدماء وأوجد قيوداً وإقامة حدود لذلك حتى في الحروب، وقد قال نبينا الكريم عليه السلام "....كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" أخرجه الإمام أحمد، وقال عليه السلام " من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه...." رواه البخاري، لقد نعمنا في الأردن بالأمن على المستوى الشخصي والآمان على مستوى الأردن والذان لا يـُقدران بثمن فنحن نتـنقل ونعمل ونبات في بيوتنا آمنين بفضل من الله ثم بهمة حماة الديار.

لم تكن المسيرات والإعتصامات حديثة الساعة فنحن منذ زمن نرى هذه المظاهر الإيجابية بمطالبتها بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين وغيرها من المطالب ولا نقول بأن قليل منها لم يخرج عن نطاق الشرعية وتجاوز حدود المنطق، وبالطبع هذا لا يبرر العنف من قبل رجال الشرطة والدرك، هذه المسيرات والإعتصامات تشكل حراك صحي وأسلوب حضاري سلمي للضغط على الحكومة للمضي قدماً في الإصلاحات المنشودة ومحاسبة الفاسدين، ولن أدخل في تفاصيل ما حصل في ساحة النخيل من عنف وعنف مقابل ولكن سأركز على الفتوى التي أصدرها أبوفارس الذي عُرف بميوله للتكفيرين بسابقة إفتاءه بخصوص تفجيرات عمان لا أعادها الله، وها هو يعيد الكرة بإفتاءه والذي يلمح به بثــــورة شعبية بدمـــــاء وخروجاً على الدولة بطابع الدين بتعليق قميص الثورة كتعليق قميص عثمان لتأجيج القلوب على رجال الشرطة مما دفع الشباب المتحمس للإصلاح لينحرف بعضهم عن صوابه مما أدى لرفع حالة التأهب لأقصى درجاتها عند رجال الأمن ونتيجةً لهذا التوتر الذي أدى لطعن رجلين من رجال الأمن وإصابة آخرين وهم يقومون بواجبهم الوطني، وكذلك العنف ضد الأعلاميين والمتظاهرين بكسر العظام ومس كرامتهم فلا أنفي عن الشرطة خطئها والتأكيد على محاسبتهم كما أكد تقرير الأمن العام على ذلك وتحويلهم للمحاكمة ولن أدخل أكثر في التفاصيل.

في هذا الوقت ننتظر من رجال الدين وشيوخنا الأفاضل وخاصة الذين لا يمثلون الجهة الرسمية بالرد على إفتاء أبوفارس وتوضيح الأبعاد التي نتج عنها من فهم تعدى حدود المنطق والدين، والتنبيه من عواقب تلبيس الدين ثوب الثورة للخروج على النظام وإراقة دماء الأبرياء من المدنيين والعسكريين، وأتمنى على إعلامنا تغطية الموضوع بشكل وافي وخاصة لأخواننا المتظاهرين والمعتصمين بضرورة أن نضع الله نصب أعيننا وكذلك رجال الشرطة طبعاً فأعتقد بأنه يتوجب على القيادات الأمنية البحث في تفاصيل سبب خروج بعض رجالاتهم عن أخلاقيات المهنة والتعدي على المتظاهرين السلميين فلا بد من التركيز على تدريبهم على التعامل مع مثل تلك المظاهر وإعدادهم الإعداد النفسي اللازم وزيادة قدرتهم على ضبط النفس وحسن التصرف، وعلينا أن نبتعد عن الإستفزازات سواء بالشعارات أو الهتافات التي هتف بعضها بالفداء بالروح والدم لقناة أعلامية عربية، وهتف البعض الأخر لأعلامي، وخرج البعض عن المألوف والمشروع بحمل السلاح الأبيض والعصي فعلينا أن نحترم الرأي الأخر وحريته في التعبير بالطرق السلمية المشروعة.

فلنتق الله شعباً وحكومةً ولا نفسد على أنفسنا نعمة الآمن والآمان التي ننعم بها بفضل من الله ثم تحت ظل القيادة الهاشمية الرشيدة وبهمة حماة الديار الأشـــــــــاوس وأن نكون على قدر أهل العزم وعلى قدر المسؤوليـــة تجاه الله وتجاه الأردن ومليكه المفدى



تعليقات القراء

د علي منعم القضاة - البحرين
الكاتب الفاضل الأستاذ عمر الساكت رعاك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير على ما كتبت، وعلى هذا الطرح المؤدب الراقي الذي يعكس شخصية ناضجة تود معرفة الحق وتطلب الفتوى من أهلها ومن أصحاب الاختصاص.

نعم والله إننا لسنا بحاجة أن لإراقة قطرة دم واحدة من دماء الأردنيين الزكية، وإنني لأرجو الله أن يقوم علماء الإسلام والمتخصصون من غير الرسميين، لأن الناس ستنظر بعين الشك للجهة الرسمية إذا أصدرت فتوى، ولكن طلبك كان منطقياً وراقياً ونحن في الأردن في بلد حباه الله بزرافات من العلماء الأفاضل وممن يمكنهم قول الحق والتصريح به وتفنيد الحجة بالحجة. وأنا شخصياً لا اتفق مع الكثير من مواقف أبو فارس ولا فتاواه المتكررة التي تأتي بكثير من المشاكل والصداع على المستوى المحلي والعربي أحياناً. ولكنا مأمورون من الله سبحانه وتعالى" يا أيها الذي آمنوا لا يجرمنكم شنئآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".

ولذلك أقول وعملاً بنصيحتك أن يرد عليه أصحاب العلم الشرعي. وأعتقد أن أبو فارس سأله الناس سؤالاً، وأجاب عليهم، وأنا لست مفتياً لا صاحب علم شرعي، أنا دارس صحافة وإعلام ولذلك لا أفتي، ولا أستطيع أن أصدر أحكاماً عملاً بقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي معناه: جرأكم على الفتوى أجرأكم على النار". أو كما عليه السلام.

تعلم أخي العزيز الأستاذ عمر أن الفتوى التي تصلح لهذا الزمان قد لا تصلح لغيره، وربما فتوى تنطبق على شخص لا تنطبق على آخر، مثال ذلك الإفطار في نهار رمضان عامداً متعمداً دون عذر شرعي لا يكفيه صيام الدهر ولو صامه الشخص المفطر. ولكن في المقابل الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا ليس من البر الصيام في السفر، تصور إنك طالع من إربد إلى عمان مع أول باص، مسموح شرعاً تفطر لأن مسافة القصر متحققة، فهل هناك تناقض في أقوال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، حاشا وكلا.

بحسب علمي أنها لم تكن فتوى تبرع بها أبو فارس من تلقاء نفسه، حتى لو كان يفعل في السابق ، ولكن إجابة عن سؤال من موقع عمان بوست سأله شخص ما، ولله أعلم بنية السائل للدكتور أبو فارس هو:

ما حكم من يسقط قتيلاً أثناء الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية؟ وهل يكون في نظر الدين والشرع شهيداً أم لا؟ وما حكم من يطلق النار على المعتقلين؟

جواب أبو فارس: إن الشهادة لا يعلم بها إلا الله. لأنها اختيار رباني للأصفياء المجاهدين المخلصين الذين يجاهدون ابتغاء مرضاة الله، فيعلم الله صدقهم وإخلاصهم فيختارهم شهداء، قال تعالى: (وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء)، تأمل قوله تعالى: ( ويتخذ)، أي يختار. وحقيقة الإخلاص في طلب الشهادة قلبية، ولا يعلم ما في القلوب من نيات إلا الله عز وجل.

السؤال عمن يقتل في الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات وعن حكم الشرع، فأقول (أبو فارس هو القائل):

من خرج في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات ضد المنكرات المحرمة ولإعلاء كلمة الله، ودفع الظلم عن المظلومين والمقهورين، وإحقاق الحق وإزهاق الفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي، إذا خرج في كل هذه الأمور بهذه النية الجهادية، وقتل، فهو شهيد فيما يظهر لنا.

ونؤكد ونقول: من خرج لدفع الأذى والظلم عن الناس، ولأجل رفع راية لا إله إلا الله والمطالبة بالعدل وتطبيق شرع الله، وقتل وهو على ذلك، فهو فيما يظهر لنا شهيد، شريطة أن يكون مسلماً ملتزماً.

أما من خرج ابتغاء منفعة دنيوية وطلباً للرياء والسمعة والثناء، فهو إلى ما خرج إليه. فالشهادة في دين الإسلام أمر خاص بالمسلم المجاهد المخلص المقتول في سبيل الله، فمن خرج مسلماً ويرفع الشعارات الإسلامية، ويثبت عليها ويقتل على ذلك فهو شهيد.

وأما السؤال عمن يطلق النار على المتظاهرين المجاهدين المدافعين عن حقوق المظلومين والمقهورين فيقتلهم،

فهذا إما أن يكون مكرهاً على ذلك، فهو آثم عند الله عز وجل، وأما إن كان قد قام بالقتل عن عمد، فهو إلى جهنم يستحق غضب الله ولعنته وسخطه وخلوده في النار، قال تعالى: (ومن يَقْتُلْ مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً).

أقول: هذا ليس رأياً شخصياً، وإنما هو حكم شرعي، ولا يجوز أن يُجبَن عن قوله، بل يجب أن يفتى به وأن لا يتحرج منه، بل عليه أن يتحرج إذا امتنع عن ذلك.

وأختم هذه الفتوى بقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا كان التوقيع عن الملوك والأمراء من الأمور السنيات، فليعم المفتي أنه يوقع عن رب الأرض والسموات.

أخي عمر يمكن أرجو أن يستجيب لك أصحاب العلم الشرعي ويجيبوه، عندنا جامعة إسلامية، وكليات شريعة في كل الجامعات الأردنية.

وأقبل من أفضل التحياتي

25-07-2011 07:38 AM
عمر الساكت
تقبل الله طاعاتكم دكتورالقضاه، وجزاك الله خيرا على ردك الراقي، واشكرك على المتابعة والتعليق،،،،ومنكم نستفيد قد يكون هناك كلمات حق ولكن يراد بها باطل، الله اعلم بالنوايا لكن ليس من المنطق أن يتم طرح مثل هذا الافتاء الان، ولا ادخل في تفاصيل الافتاء كما تضلت فلسنا متخصصين،
07-08-2011 08:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات