المرافي و دلة القهوة .. !
بقلم : يوسف المرافي
قبل عقدين من الزمن اجتمع في بيت والدي - رحمه الله - مجموعة من الحضور للتدارس في موضوع اجتماعي، تناولتُ (دلة القهوة) من أخي الكبير لكي أقوم بتقديم الضيافة للحضور ، فما كان مني إلا أنْ توجهتُ نحو والدي لكي أقوم بصبّ القهوة له ، فلما اقتربتُ منه ، بدأ يشير لي بعينيه كي أُعطي فنجان الضيافة للحضور ، فتجاهلت نظراته و أصررتُ على البدء بوالدي ، فلما رآني أصرُّ على طلبي ، عضَّ على شفتيه لتنبيهي بأنّ ما أفعله كارثة في نسق منظومة القيم و العرف و العادات .
و قد لاحظ الحضور ما فعله أبي ، فقد تعالت صرخات الحضور بانتقادي بشدة، فقام أخي بأخذ ( دلة القهوة) مني عنوة وضربني على ظهري وقال :" سوّد الله وجهك ، اذهب ولا تجلس معنا.. أخزيتنا يا بارد الوجه " فما كان من البعض إلا إطلاق العبارات التصغيرية و اتهامي بالجهل ، بقولهم : *"هذا ولد يجهل بالعرف و العادات ، و غير مختلط في الناس.. و يحتاج إلى خبرة في الحياة خلوه يسرح مع الغنم حتى لا يخزيكم " .
شعرتُ وقتها بالضيق ، و أنا أسمع انتقاداتهم، و كأنني ارتكبت كبيرة ، و شاهدت والدي و إخوتي في حالة إحراج وغضب حتى أن أحد الحضور قال لي بصريح العبارة :" لا تصب قهوة للناس، بدك فت خبز ياولد " لا أخفي عليكم أنني قمت بذلك الفعل احتراماً و تقديراً لوالدي و لأنني أتابع كثيرًا من الحكايات البدوية ، و أجالس كبار السن وكنتُ أسمع منهم أن الشخص يجب أن يبدأ بأبيه عندما يسكب القهوة إلا أن ذلك الأمر لم نعتد عليه في مجتمعنا .
فلما خرج الحضور من الغرفة ، اقترب مني أحد الضيوف ممن حضروا الجلسة، وكانت تظهر عليه الهيبة والوقار ، فقد كنت في الخارج لأعتذر منهم عن فعلي ، فلم اقتربت منهم بادرني هو بالكلام، وأخذني على جنب و همس في أذني وقال :*" لا تعتذر منهم و لا ترد على الحضور ما فعلته هو الصح ،وهذا هو العرف المتعارف عليه عند الأجاويد أنت الصح وهم الجهلاء، لقد أعجبتني بفعلك ، استمر على ذلك ، لا تلتفت لدعوات وإرشاداتهم ، أنت الصح ، ما حبيت أتدخل و أحكي ما فعلته صحيح خوفا من الإحراج من زملائي في الجلسة " .
عن أبي الدرداء قال : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئتَ فأضع ذلك البابَ أو احفظه.."
بقلم : يوسف المرافي
قبل عقدين من الزمن اجتمع في بيت والدي - رحمه الله - مجموعة من الحضور للتدارس في موضوع اجتماعي، تناولتُ (دلة القهوة) من أخي الكبير لكي أقوم بتقديم الضيافة للحضور ، فما كان مني إلا أنْ توجهتُ نحو والدي لكي أقوم بصبّ القهوة له ، فلما اقتربتُ منه ، بدأ يشير لي بعينيه كي أُعطي فنجان الضيافة للحضور ، فتجاهلت نظراته و أصررتُ على البدء بوالدي ، فلما رآني أصرُّ على طلبي ، عضَّ على شفتيه لتنبيهي بأنّ ما أفعله كارثة في نسق منظومة القيم و العرف و العادات .
و قد لاحظ الحضور ما فعله أبي ، فقد تعالت صرخات الحضور بانتقادي بشدة، فقام أخي بأخذ ( دلة القهوة) مني عنوة وضربني على ظهري وقال :" سوّد الله وجهك ، اذهب ولا تجلس معنا.. أخزيتنا يا بارد الوجه " فما كان من البعض إلا إطلاق العبارات التصغيرية و اتهامي بالجهل ، بقولهم : *"هذا ولد يجهل بالعرف و العادات ، و غير مختلط في الناس.. و يحتاج إلى خبرة في الحياة خلوه يسرح مع الغنم حتى لا يخزيكم " .
شعرتُ وقتها بالضيق ، و أنا أسمع انتقاداتهم، و كأنني ارتكبت كبيرة ، و شاهدت والدي و إخوتي في حالة إحراج وغضب حتى أن أحد الحضور قال لي بصريح العبارة :" لا تصب قهوة للناس، بدك فت خبز ياولد " لا أخفي عليكم أنني قمت بذلك الفعل احتراماً و تقديراً لوالدي و لأنني أتابع كثيرًا من الحكايات البدوية ، و أجالس كبار السن وكنتُ أسمع منهم أن الشخص يجب أن يبدأ بأبيه عندما يسكب القهوة إلا أن ذلك الأمر لم نعتد عليه في مجتمعنا .
فلما خرج الحضور من الغرفة ، اقترب مني أحد الضيوف ممن حضروا الجلسة، وكانت تظهر عليه الهيبة والوقار ، فقد كنت في الخارج لأعتذر منهم عن فعلي ، فلم اقتربت منهم بادرني هو بالكلام، وأخذني على جنب و همس في أذني وقال :*" لا تعتذر منهم و لا ترد على الحضور ما فعلته هو الصح ،وهذا هو العرف المتعارف عليه عند الأجاويد أنت الصح وهم الجهلاء، لقد أعجبتني بفعلك ، استمر على ذلك ، لا تلتفت لدعوات وإرشاداتهم ، أنت الصح ، ما حبيت أتدخل و أحكي ما فعلته صحيح خوفا من الإحراج من زملائي في الجلسة " .
عن أبي الدرداء قال : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئتَ فأضع ذلك البابَ أو احفظه.."
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |