تقديس الاشخاص
من ثقافات وانماط التفكير غير الصحية في مجتمعنا العربي ما يسمى بثقافة تقديس الاشخاص او التنظيم ..
وهذه الثقافة تربط حدثا او انجازا جمعيا للامة بشخص معين او تنظيم معين بحد ذاته دون الالتفات الى الجهد الجمعي المبذول للامة للوصول الى حالة الانجاز ..
ومن قبيل ذلك ان نقول ( صلاح الدين الايوبي حرر القدس ) او ( الملك عبدالله الاول مؤسس المملكة ) او ( مذهب الشيخ الفلاني ) ..
هذا النمط وهذه الثقافة احد اسباب حالة التخلف ومعوق من معوقات الاصلاح والتطور الفكري والذي يؤدي بالنتيجة الى حالة من التخلف السياسي والاجتماعي والديني باعتبار ان هذا النمط من التفكير يختزل الامة او الوطن او الفكرة او الدين في شخص ضمن حالة تقزيم عجيبة ..
يا سادتي الكرام .. صلاح الدين الايوبي شخصية تاريخية كبيرة ولكنه لم يقف وحده على اسوار القدس ولم يشهر سيفه على اعداء الامة من الداخل والخارج لوحده ولم يقم بتوحيد الامة بمفرده .. بل كان لديه من الارث السياسي والعلماء والمفكرين والجنود والمخلصين والاسناد الشعبي ما مكن الامة من تحقيق انجاز امة وليس انجاز شخص ..
وكذا الحال بالنسبة للاردن ، فجلالة الملك عبدالله الاول شخصية كبيرة في العصر الحديث لكنه لم يكن بمفرده بل التف حوله ابناء العشائر الاردنية واحرار سوريا وفلسطين والعراق ومن كان معه من الحجاز العربي للوصول الى مرحلة تأسيس الامارة فالمملكة وكان لديه من المفكرين والعلماء والجنود والاسناد الشعبي ما اهله للوصول الى هذا الانجاز ..
وكذا الحال بالنسبة لتقديس مشايخ الدين .. فلا يجوز ان نختزل فكرة الدين الدال على الله سبحانه وتعالى بكل عظمته وننسبها الى مذهب او تنظيم او حركة معينة او اتجاه او فكر ديني معين ناشيء عن جهد بشري يعتريه الخطأ ويشوبه النقص البشري وهذا امر خطير مؤداه حالة ربط وثني ما بين الدين واشخاص الدين ..
ثقافة تقديس الاشخاص لدى الشعوب العربية من اخطر واسوأ الثقافات التي تنتشر في مجتمعاتنا وهي تختزل امة او وطن او دين او فكرة او انجاز في شخص واورثتنا الحاكم بأمر الله والاله في الارض من دون الله وبيان موقعين عن رب العالمين في حين ان القدسية لا تكون الا لله تعالى الذي اهدانا دينه والانجاز الجمعي كالتحرير او الوطن والذي يعتبر الملك فيه كقائد احد مكوناته الاساسية والتي بدونها تختل اركان الوطن وليس كل الوطن ..
ثقافة تقديس الاشخاص تمتد لتقديس التنظيمات والحركات التي تزعم ان منهجها اسلامي على تناقضها واختلافها وتناحرها ويؤدي ذلك لاختزال الدين وتقزيم فكرة الخالق وحجر الواسع ( الله تعالى ) ووضعه لابل حشره في تنظيم ديني بشري يخطيء ويصيب في اسوأ اشكال الوثنية لنصل لحالة أسوا من الوثنية بتوظف الدين في خدمة الاجندة السياسة ولا يوظف السياسة لخدمة الانسان مقصد الدين ..
ثقافة تقديس الاشخاص او التنظيمات او الشيخ الناطق الرسمي عن الله او عفلق او لينين او صلاح الدين او الحاكم بامر الله او الاله من دون الله هي ثقافة اورثتنا المهالك واورثتنا الجمود وادت الى التخلف في جميع ميادين الحياة ..
الجيل العربي الشاب الذي يتطلع الى الحرية والديمقراطية والتعدد والتنوع في اطار الوحدة والى التنمية والنهضة الشاملة بعد سبات قارب خمسمئة سنة كان اول ما تخلص منه هذه الثقافة وكفر بكل اشكال العبودية للحاكم المستبد وكفر بكل تنظيمات المعارضة ومنها الاسلامية التي احتكرت ارث الف واربعمئة سنة وقزمته واختزلته في تنظيم لم يتجاوز عمره مئة سنة ..
باختصار نقول اذا بقي الحاكم العربي يتعامل مع شعبه على اساس نظرية الحكم الالهي باعتباره اله من دون الله في الارض واذا بقيت الحركات الدينية تتعامل مع الشعب باعتبارها الوصي عليه دينيا والوريث الوحيد والشرعي لله وانها تمثل غاية الله تعالى في الارض فان جيل الشباب سيتجاوز الطرفين وقد رأينا ذلك في تونس ومصر ..
في الاردن استطاع الحاكم كقائد لا ملك ان يقترب من شعبه لمسافة لم يستطع غيره الاقتراب منها او الوصول اليها لكن بقي على تنظيماتنا ان تقوم بهذا الاقتراب وان تجسر الفجوة ما بينها وبين الشباب والبداية في الاعتذار عن تصريحات زكي بن رشيد للشباب والشعب الاردني بوصفه الشعب قطيعا من الغنم تقوده الحركة الاسلامية وحل حزب جبهة العمل الاسلامي وتشكيل حزب مدني لا ديني يكون صاحب برامج تخدم المجتمع المدني واعتقد ان ذلك مقصد الدين ومن صميمه ..
basheerlawyer@yahoo.com
من ثقافات وانماط التفكير غير الصحية في مجتمعنا العربي ما يسمى بثقافة تقديس الاشخاص او التنظيم ..
وهذه الثقافة تربط حدثا او انجازا جمعيا للامة بشخص معين او تنظيم معين بحد ذاته دون الالتفات الى الجهد الجمعي المبذول للامة للوصول الى حالة الانجاز ..
ومن قبيل ذلك ان نقول ( صلاح الدين الايوبي حرر القدس ) او ( الملك عبدالله الاول مؤسس المملكة ) او ( مذهب الشيخ الفلاني ) ..
هذا النمط وهذه الثقافة احد اسباب حالة التخلف ومعوق من معوقات الاصلاح والتطور الفكري والذي يؤدي بالنتيجة الى حالة من التخلف السياسي والاجتماعي والديني باعتبار ان هذا النمط من التفكير يختزل الامة او الوطن او الفكرة او الدين في شخص ضمن حالة تقزيم عجيبة ..
يا سادتي الكرام .. صلاح الدين الايوبي شخصية تاريخية كبيرة ولكنه لم يقف وحده على اسوار القدس ولم يشهر سيفه على اعداء الامة من الداخل والخارج لوحده ولم يقم بتوحيد الامة بمفرده .. بل كان لديه من الارث السياسي والعلماء والمفكرين والجنود والمخلصين والاسناد الشعبي ما مكن الامة من تحقيق انجاز امة وليس انجاز شخص ..
وكذا الحال بالنسبة للاردن ، فجلالة الملك عبدالله الاول شخصية كبيرة في العصر الحديث لكنه لم يكن بمفرده بل التف حوله ابناء العشائر الاردنية واحرار سوريا وفلسطين والعراق ومن كان معه من الحجاز العربي للوصول الى مرحلة تأسيس الامارة فالمملكة وكان لديه من المفكرين والعلماء والجنود والاسناد الشعبي ما اهله للوصول الى هذا الانجاز ..
وكذا الحال بالنسبة لتقديس مشايخ الدين .. فلا يجوز ان نختزل فكرة الدين الدال على الله سبحانه وتعالى بكل عظمته وننسبها الى مذهب او تنظيم او حركة معينة او اتجاه او فكر ديني معين ناشيء عن جهد بشري يعتريه الخطأ ويشوبه النقص البشري وهذا امر خطير مؤداه حالة ربط وثني ما بين الدين واشخاص الدين ..
ثقافة تقديس الاشخاص لدى الشعوب العربية من اخطر واسوأ الثقافات التي تنتشر في مجتمعاتنا وهي تختزل امة او وطن او دين او فكرة او انجاز في شخص واورثتنا الحاكم بأمر الله والاله في الارض من دون الله وبيان موقعين عن رب العالمين في حين ان القدسية لا تكون الا لله تعالى الذي اهدانا دينه والانجاز الجمعي كالتحرير او الوطن والذي يعتبر الملك فيه كقائد احد مكوناته الاساسية والتي بدونها تختل اركان الوطن وليس كل الوطن ..
ثقافة تقديس الاشخاص تمتد لتقديس التنظيمات والحركات التي تزعم ان منهجها اسلامي على تناقضها واختلافها وتناحرها ويؤدي ذلك لاختزال الدين وتقزيم فكرة الخالق وحجر الواسع ( الله تعالى ) ووضعه لابل حشره في تنظيم ديني بشري يخطيء ويصيب في اسوأ اشكال الوثنية لنصل لحالة أسوا من الوثنية بتوظف الدين في خدمة الاجندة السياسة ولا يوظف السياسة لخدمة الانسان مقصد الدين ..
ثقافة تقديس الاشخاص او التنظيمات او الشيخ الناطق الرسمي عن الله او عفلق او لينين او صلاح الدين او الحاكم بامر الله او الاله من دون الله هي ثقافة اورثتنا المهالك واورثتنا الجمود وادت الى التخلف في جميع ميادين الحياة ..
الجيل العربي الشاب الذي يتطلع الى الحرية والديمقراطية والتعدد والتنوع في اطار الوحدة والى التنمية والنهضة الشاملة بعد سبات قارب خمسمئة سنة كان اول ما تخلص منه هذه الثقافة وكفر بكل اشكال العبودية للحاكم المستبد وكفر بكل تنظيمات المعارضة ومنها الاسلامية التي احتكرت ارث الف واربعمئة سنة وقزمته واختزلته في تنظيم لم يتجاوز عمره مئة سنة ..
باختصار نقول اذا بقي الحاكم العربي يتعامل مع شعبه على اساس نظرية الحكم الالهي باعتباره اله من دون الله في الارض واذا بقيت الحركات الدينية تتعامل مع الشعب باعتبارها الوصي عليه دينيا والوريث الوحيد والشرعي لله وانها تمثل غاية الله تعالى في الارض فان جيل الشباب سيتجاوز الطرفين وقد رأينا ذلك في تونس ومصر ..
في الاردن استطاع الحاكم كقائد لا ملك ان يقترب من شعبه لمسافة لم يستطع غيره الاقتراب منها او الوصول اليها لكن بقي على تنظيماتنا ان تقوم بهذا الاقتراب وان تجسر الفجوة ما بينها وبين الشباب والبداية في الاعتذار عن تصريحات زكي بن رشيد للشباب والشعب الاردني بوصفه الشعب قطيعا من الغنم تقوده الحركة الاسلامية وحل حزب جبهة العمل الاسلامي وتشكيل حزب مدني لا ديني يكون صاحب برامج تخدم المجتمع المدني واعتقد ان ذلك مقصد الدين ومن صميمه ..
basheerlawyer@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |