سياحة إجبارية


على بوابة جامعة مؤتة أوقف حارس البوابة سيارة سياحية كانت أمامي، قام الحارس بواجبه في منع السيارة من الدخول ،وطلب من السائق العودة من حيث أتى لأنه لا يجوز دخول الجامعة لغير موظفيها ، وبعد دقائق من انتظاري خلفهم على البوابة ضقت ذرعا ، لكنني وجدت الحارس يقف حائرا أمامهم مستعينا بإشارات من يديه حينا وبالابتسامة المجاملة الودودة حينا آخر .
نزلت من سيارتي لمساعدة الحارس وإقناع من أمامي بأن الرجل يقوم بواجبه ملتزما بالتعليمات ، وكم كانت المفاجأة حين اكتشفت أنهما سائحتان يسألانه عن البتراء ، والمسكين أخذ يستجمع ما درسه من اللغة الانجليزية في المدارس الحكومية فلم تسعفه سلسلة ( بترا ) التي درسها بتجميع جملة مفيدة يتفاهم فيها مع السائحتين الجميلتين وبعد أن تأتأ وفأفأ وحوقل وهلل واحمر وجهه رغبة في مساعدتها قال :البتراااااااااااااااء ؟؟ هنا في حرم جامعة مؤتة !! فكانت طاقة فرجه من خلالي .
سألتهما عن وجهتهما فقالتا : نريد زيارة البتراء ؟ قلت لهما اتبعاني ، لكنني في الطريق قلت ولكن كيف أساعدهما باختيار الطريق الأفضل ! ورحت في منولوج مؤلم أحسب وأحصي عدد المطبات لترجيح الأفضل و كيف أرشدهما أن يتابعا طريقهما من بوابة الجناح العسكري والشارع الشرقي المتوجه إلى قرى لواء المزار الجنوبي بعد أن تذكرت أن الطريق مغلق عند نهايته في ( العمقة ) ؟وهناك تحويلة بائسة غير منارة .ماذا ستفعلان عندها في هذا الشارع المظلم ؟ إذن لا بد من العودة إلى المزار ، لذلك فضلت أن تتوجها إلى مؤتة ثم إلى المزار ، لكنهما رفضتا رأيي بعد أن تفحصتا الخريطة السياحية ، وأيقنت أنهما لم تثقا بكلامي ، بل ودعتني السائقة بابتسامة ساخرة وقالت :انظر في الخريطة ،الطريق من هنا ،لا كما تشير علينا .
ماذا أقول لهما ؟ وكل من يعرف الطريق جيدا يدرك عمق المعاناة والمشقة التي سيواجهانها باختيارهما الورقي بناء على الخريطة السياحية : يا عملاتنا الصعبة ،ستمران على سلسلة من البلدات المتلاصقة لا علامات طريق ولا يافطات ولا لوحات سياحية إرشادية ،والعجيب أنها الأقل بختا في عدد اللوحات تلك الموزعة عشوائيا ، فقد تعثر على اللوحة الإرشادية للبتراء في الطيبة أو في عي ( عكس الاتجاه ) مثلا ، في حين ترى عشرات اللوحات غير الضرورية في الطريق لتحديد السرعة لا لتحديد المطبات المزروعة .
مسكين أيها السائح الذي تود التوجه إلى البتراء عن طريق الكرك كان الأنباط في عونك ! والله لن تصل الخط الصحراوي إلا بعد أن تضطر اضطرارا إلى زيارة كل قرى الكرك ووديانها في متاهات من الشوارع الضيقة بأخاديدها الجميلة ومطباتها الرياضية وحفرها المسحورة وتعرجاتها المدهشة .
يا وزارة السياحة ، نرجوكم أن تزوروا خط السير من الكرك إلى البتراء وتشاهدوا بأنفسكم مدى المعاناة التي يواجهها السائح رغما عنه للوصول إلى أعجوبة الدنيا الثانية . اعذراني أيتها السائحتان حاولت مساعدتكما قدر المستطاع وسامحاني إن كنتما لم تصلا الخط الصحراوي بعد .
Tarq_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

مواطن
معقول هذا الكلام عن عجيبه من عجائب الدنيا خوش سياحه
10-07-2011 10:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات