وااخجلي يا مجلسَ النواب ويا عيباه


جراسا -

لم يقتصر فشل النواب المعيب والمخجل على الجانب السياسي والاقتصادي , بل كان فشلهم أكبر في الجانب المعنوي , جانب القيم والفضائل التي بحياته تحيا الأمة , وبموتها تموت الأمة .
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
لقد كشف نقاش وتصويت أعضاء مجلس النواب في جريمة الكازينو , كثيرا من المخازي , والفضائح التي يندى لها جبين الكريم , ويضيق بها صدر الحليم , ومن هذه المخازي , أنهم لم يعيروا الجانب الروحي والأخلاقي للشعب الأردني المرابط أي اهتمام , فنظروا بعين واحدة على انه اعتداء مادي على إحدى مواد الدستور فقط , ولم ينظروا إلى القضية على أنها اعتداء صارخ على أوامر رب الأرض والسماء , الذي حرّم لعب القمار بنصٍ قطعي الثبوت والدلالة , وجعله رجس من عمل الشيطان .
قال الله تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّ كُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91-90
إنها بحق صورة مخزية بما في الكلمة من معنى .
هل يقبلُ دينُنا أو مروءتُنا أو تقاليدُنا أن تكونَ بلدُنا وكراً للمقامرين .
إن أخلاق شعبنا ترفض \"الميكيافلية \" ترفض الوسيلةَ القذرة إلى الغاية الشريفة يا من تدعي بأنه سوف يُدخِلُ على الخزينة (500 مليون دينار) , وتأبى إلّا الطريق النظيف للهدف الشريف ...تأبي الوصول إلى الحق عن طريق الباطل تأبى بناء جامع من أموال القمار أو الربا , لأن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً , تأبى أن تُبنى أجسادنا من مال حرام فالجسد الذي ينمو من سحتٍ النار أولى به كما قال مَنْ لا ينطق عن الهوى. إن دينَنا ومروءَتنا وأخلاقَنا تفرض علينا النظافة غايةً ووسيلةً وإلا كان عملنا تخريبياُ لأجهزتنا وإفساداُ لرجالنا والله لا يصلح عمل المفسدين .
لقد كشفت نقاشات النواب أثناء وبعد الجلسة المشؤومة عن هُوية هذا المجلس , وكأنه مجلس لا يمتّ إلى دولةٍ دينها الإسلام وملكٍ من نسل سيدِ ولدِ عدنان محمدٍ – صلى الله عليه وسلم - و إنني أقول وبكل مرارةٍ وأسى إذا كان هذا يحدث في مجلسنا النيابي فهل نحن نستحق أكثرَ مما وقع ؟؟ !!
ولكنْ سأرفع عقيرتي لأقول وبأعلى صوتي : إذا كانت قد مرّت علينا أيام , كان فيها الصمتُ هو الموقف الوحيد الأبيّ والشجاع , فالصمت الآن ذنب , وخطيئة ورجس من عمل الشيطان , لأننا نخوض معركة مصير , ضد كلِ قوى الظلام , التي تحاول جاهدة إفساد الناسِ وتدميِر الضمائرِ ووضعِ موازين جديدةٍ للشرِ, بكل ما تملك من ضراوةٍ وشراسةٍ وهمجيةٍ , والتي جثمت على صدورنا كالكابوس , وتسللت إلى مواقعِ السلطةِ , كما تسللَ الذئبُ في ثيابِ الجدةِ العجوزِ , ليأكلَ الصغارَ الآمنين ,
إن القيمَ والفضائلَ , لا تسودُ المجتمعَ , ولا تشيعُ في حياة الناس , ولا تخطُ مجراها في سلوكهم العام والخاص , على عاتق هكذا حكومة , التي تسعى لإفساد الناس باللهو الحرام , ولا على هكذا مجلس نيابي , منحها صكوكَ غفران , ويشاركُها فيْ جريمتها , كما ورد على لسان رئيسه .
إنهم يريدون ربط المجتمع بالطين لا بالدين , وبالخَلْق لا بالخالِق , وبالأرض لا بالسماء , وبالدنيا لا بالآخرة , وبالمعدة لا بالروح , وبالمتاع الأدنى , لا بالمثلِ الأعلى , وبالحرام لا بالحلال .
فالواجب يحتّم عليهم إقرار تشريعات صارمة , تفرض صيانة الحرمات , وحراسة الآداب , ورعاية التقاليد الصالحة , واحترام أوامر الله تعالى ونواهيه , لا أن نضعها جانبا كما قال نائبٌ لرئيسِ وزراءٍ سابقٍ على إحدى الفضائحيات , وتطهير الجو الاجتماعي من العوامل المحرضة على الفساد , أو الميسّرة له , والمعينة عليه ومعاقبة كل من يجاهر بالفاحشة ويحرض عليها .
لا بد من تشريعات , تحمي الأخلاق من عوامل الدمار , ومن العابثين بالقيم والمتاجرين بكل فضيلة .
يا أصحاب صكوك الغفران , ويا أيتها الحكومة , يا من هُويّتكم إسلامية اسمعوا وعوا , ماذا يقول الكاتب المسيحي السوري , الدكتور أديب منصور عقب هزيمة حزيران المُذِلّة للعالم العربي : [ استطاعت إسرائيل أن تعبئ لمصلحتها العاطفة الدينية عند اليهود في العالم , وتتلقى منهم العون والمزيد من العون , بينما السياسة العربية تعادي الدول الإسلامي غير العربية , وتخاصم الدول الإسلامية العربية وتصِمُها بالرجعية والتخلف , لتمسكها بالدين , وتجرد إنسانها من قوة روحية هائلة, وتجرد سياستها الخارجية من بُعْدٍ هوالأساس من أبعادها ]
إن الخطر الأكبر لم يداهمْنا من انقضاض طيران العدو,وغزو ألويته ودباباته, وإنما جاءنا من انهيار داخلي سبق المعركة بأعوام, ومن محاولة الانتحار الأدبي.
والتخلي عن الحقيقة , والفضائل , والقيم , قضى على أمم كثيرة من قبلُ في التاريخ , إنّ ما حدث لنا, كان وحدَه سببا كافيا ليجلبَ لنا الدمار الروحي , والدمار المادي جميعا. \" انتهى \".
أرأيتم يا مسلمي مجلس نوابنا ؟ !!!
وصدق الله العظيم اذ يقول : ( لُعِن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسانِ داودَ وعيسى بن مريم ذلك بما عَصَوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) المائدة 78
وكما طاردت بني إسرائيل لعنة داود وعيسى , تطارد مجلس نوابنا لعنة خالد شاهين والبخيت ولعنات أُخَر .
فهل بعد هذا كُلِه , يحقُّ لهؤلاء وأمثالهم , وبعد أن قَبُحَت صورتُهم وافتُضِح أمرُهم أن يَبقَوا على قيد الحياة يمارسون الوصاية على هذا الشعب الأبيّ .
هذا لعمري أعجب العجب !!!!! والحمد لهر رب العالمين .


Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات