اتذْكرُ يا معالي الوزير


(نجح ابو حامد وسقطت البلد)


عشرون عاما اكثر قليلا أو اقل قليلا مرّت حين إشتريت معاليك بدلة سوداء وقميص وربطة عنق وحذاء أسود وابلغتني ان لديك موعدا هاما في مساء ذلك اليوم وغاب اليوم ذاك وبدء يوم جديد بالنسبة لك وابلغتني في اليوم التالي انك كنت في معية ملك القلوب رحمه الله وكنت مع ثلّة من الشباب ذو طيف معيّن أيام كنا شبابا وانت مازلت بحمد الله وقد ابلغتني في حينها اسماء الكل او بعضا منهم ولكنّ السنّ له حكمه والذاكرة تخون في هذا العمر وقلت لي ان الإجتماع تمّ في بيت كريم لأهل كرام على مرّالزمان . 


تلك المجموعةحسب ما علمت لاحقا ان بعضها اصبح نائبا وآخرون فشلوا أو أُفشلوا والبعض تسلّم مدير عام والبعض استمرّ وآخرون لم يفعلوا أو أُضطرّوا لذلك ومن اصبح وزيرا والآخرون ينتظرون الدور كلّ ذلك تمّ في اوقات كانت المنطقة في وضع لا تُحسد عليه خاصّة ما يتعلّق بالعراق خاصرة الاردن الشرقية
ما قصدت يا معالي الوزير انّ هناك خيوطا قد تُنسج مبكرا لما سيكون عليه الحال لاحقا وقد تتسارع الظروف بحيث تؤدي الى تقريب تحقيق الوعود ولكن بعض الموعودين قد يكون كمن بصلته محروقة وانت حاشاك ان تكون منهم ولكن الوقت حان ان تكون صاحب اللقب الذي كنت تحب بينما انا اتمنى أن الاقي ربي بلقب حاج لاكمل نصف ديني حيث أن الالقاب الاخرى باتت مستحيلة وفاتها القطار .
اتذكر يا معالي الوزير حين عايرتني بأني إبن أبي مع انك كنت تعلم اني كنت وما زلت احب العلم وعملي وكانت تلك مقوماتي إضافة إلى صدق انتمائي واخلاصي وبساطة تفكيري في التخطيط لمكاسب مادية أو معنوية لأنني آمنت اننا سنبني شيئا لمن بعدنا .
ولكنني اعترف انني لم اكن املك امكانات الجرأة في التعبير عن الرأي أو المعارضة سواء جبنا أو انتماءا ولم املك ملكة الحديث فيما اعلم أو لا اعلم وهذا قد يكون بسبب انني عشت شبابي في كنف والدي الذي كان معروفا عنه القدرة في جعل الحديث مشوقا وحيث ان والدي رحمه الله لم يكن يتبع اسلوبا جادا في مساعدة ابنائه او ابناء اخوته في الوصول لمناصب عليا بالرغم من سعة معارفه والسبب انه كان يعتقدانه من المستحيل اخذ حق احد مخافة من الله ولأنه عاش عمره يرعى الايتام وانت تعرف يا معالي الوزير كم ساعد الغير في الوصول سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة حيث كان يسهل اللقاءات للبعض ويوصي بهم قدر المستطاع .
انا ادري يا معالي الوزير ان من حق كل انسان ان يدافع عن حقّه بالتطور والرقي في منصبه وموقعه الاجتماعي وان ملكة الوصول ليست متوفرة عند كل فرد فهي تعتمد على عوامل كثيرة منها التربية والثقافة والجرأة والمرونة واللغة والعلم وسرعة اقتناص الفرصة لذلك اهنئك من كل قلبي لأنك عصامي تحسن التدبير فكما هو النجاح مناسبة يسعد بها الانسان ولكنه يأتي بعد طول سهر الليالي فكذلك المنصب لا يأتي دون جهد وتعب ويستحق عليه التهنئة والتبريك فهنيئا لك من قلبي حيث انك استطعت ان تصل وغيرك ما زال على حاله.
وهناأذكّرك يا من كنت صديق عمري أنه حين اجريت انتخابات البلدية في بلدة ماحص قبل سنوات وعاد سماحة والدي متأخرا في الليل بعد الفرز وسألناه ما هي النتيجة قال بلا تردد الحمدلله نجح ابوحامد وسقطت البلد وكان المرحوم جمعة الشبلي من اعز اصحابه رحمهما الله وحينها عرفت وهذا ما كان يعنيه ان الاشخاص هي اهم بكثير من الوطن الذي نعيش فيه .
واخيرا اكرر التهنئة وامنيات التوفيق والنجاح .
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات