يستمر طابور خائن ديني متعصب في المملكة الاردنية الهاشمية و حاقد على تماسكها بتعبئة الراي العام باوهام تافهة لا اساس لها من الصحة و لا تخضع للمنطق اطلاقا، و خصوصا خلال المظاهرات المناهضة لإسرائيل و امام السفارات الامريكية و الاسرائيلية، فكمية الغضب الذي يشعر به الشارع الاردني من افعال اسرائيل القذرة بسفك دم المدنيين في غزة شوشة اي منطق لديه للتفرقة بين ان مملكتنا الاردنية لا تتمتع باي علاقات دبلوماسية اطلاقا مع اسرائيل في هذه الايام و بان علاقتها مع اسرائيل حاليا باسوء حالاتها على الاطلاق، و بانه فعليا نقف على بعد خطوة واحدة من حرب مع هذا الكيان الصهيوني الكريه، و من جهة آخرى بأن كسر الحصار على غزة جرى بعيدا عن اي علاقات بيننا و بين الكيان الصهيوني و ليس كما يدعي بعض المحللين و ربما بعض التيارات السياسية الدينية الحاقدة، فاسأل هاؤلاء القوم الذين ربما يحقدون على المملكة و الذين يشحنون ابناء الاردن الغالي و العزيز باوهام علاقاتنا مع اسرائيل سواء كانت بالخفية و غيرها، لو كان الاردن فعليا يساند اسرائيل في النور او في الظلام بحرب ابادتها ضد اهل غزة هل كان سيتهافت و يرسل هذه الانزالات و المساعدات الجوية لاهل غزة؟

هل كان سيخترق اجواء غزة بإنعدام اي علاقات سياسية بيننا و بين اسرائيل و يسير طائرات عسكرية من سلاح الجو الملكي و يخترق الاجواء الاسرائيلية و يقوم بكل هذه الانزالات فوق غزة؟ يا اخوان تحليق طائراتنا العسكرية بغياب اي علاقات سياسية بيننا و بين اسرائيل يجعل معاهدة السلام بلا وزن و قيمة فمعاهدت السلام هي اعلان اطراف متحاربة عن وقف اطلاق نار و لا تعني بتاتا اية علاقات ثنائية بين الطرفين...مما يجعل معاهدت السلام هشة يمكن ان تسقط باي لحظة...نحن لا يمنعنا عن الحرب مع اسرائيل سوى ورقة و معاهدة عمرها ما يقارب تقريبا الثلاثة عقود كانت مدخل فقط لاقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل...فهل يقل لي احدهم ما هو الرادع لدى اسرائيل الذي قد يمنعها بان تهاجم بمقاتلاتها اي طائرة اردنية تحلق فوق غزة؟؟؟ لا شيئ سوى ورقة قديمه عمرها ثلاثة عقود فرصيدنا الدبلوماسي مع دولة الاحتلال صفر...و صفر على يسار صفر...

انتم الذين تشحنون الشارع الاردني ليطالب الحكومة بإلغاء معاهدة السلام، كيف تلغى ورقة ضعيفة حاليا لا تكفي لردع لا الاردن و لا اسرائيل من اية تحركات عسكرية ضد بعض على ضوء كل التوترات هذه على ارض الواقع؟ بعيدا عن اية فلسفة من المحللين الذين لا نفع لهم سوى تعبئة صفحات على الانترنت و السوشيال ميديا، كيف تطالبون بإلغاء ورقة ضعيفة لم تضمن و لن تصن و لم تمنع قطع العلاقات السياسية او الثنائية مع اسرائيل؟ الواضح ان المراد ليس هذه الورقة بالتحديد، بل المراد صنع بلبلة بالبلد لا داعي لها، فأنتم تريدون إيهام الناس ان هذه الورقة هي فيصل و رد فعل سيكون له تأثير على الحرب الدائرة بغزة و بانه رد فعل كفيل ليعبر عن موقف صلب تجاه الحرب مع اسرائيل...قطع العلاقات الثنائية مع اسرائيل و الذي قد لا يعود الى وضعه السابق ليس رد فعل قوي من الاردن؟ اختراق طائراتنا العسكرية لبلد لا نملك معه اية علاقات دبلوماسية ليس فعل قوي؟ السماح بهذه المظاهرات الحاشدة بصورة متكررة و التي شتمت السفارة الامريكية و الاسرائيلية بصورة متكررة منذ عملية طوفان الاقصى ليس رد فعل قوي من بلدنا؟

صعود مولاي صاحب الجلالة باحدا طائرات سلاح الجو التي عبرت قوق سماء اسرائيل و الذي جعل من مولاي هدف سهل لنيران اي مقاتلات اسرائيلية و مشاركته لإنزال المساعدات رغم ارادة اسرائيل ليست رد فعل قوى؟ اشتراكنا بعمليات انزال جماعية للمساعدات مع عدة بلدان ليس رد فعل قوي؟ شجب الاردن و العائلة المالكة لموقف اميريكا و كل اللوبي الاوروبي التابع لها في مجلس الامن و في مقابلاتهم بالاعلام الغربي من جراء الظلم الذي يتعرض له اهل غزة ليس موقف قوي؟ يا اخوان الشيئ الوحيد الذي لم يفعله الاردن لغاية هذه اللحظة هو فعليا تحريك جيشه للإلتحام مع الجيش الاسرائيلي، و هذا الامر لا يمكنني البت او النقاش به حيث يتعلق بالأمن القومي و الاستراتيجي للمملكة الاردنية و بسلامة ملايين تعيش على ارض وطننا مع ما يقارب مليون نازح سوري...

الاردن يقدم كل ما يستطيع للقضية الفلسطينية و كل ما يحدث من شحن الشارع الاردني بهذا الشكل المريب لسحبه لقلب معركة هو للضرر بالاردن و باستقراره و امنه و هذا ما لا يمكن ان يتم السماح به فأمن الاردن هو خط احمر لا يجب ان نتعداه و نعبث به اطلاقا، فسيخدم مصلحة عدو امتنا الصهيوني حيث سيضعف بلدنا و لن يكن داعم لاخواننا لا بغزة و لا باي قضية تتعلق بالصراع العربي الفلسطيني، عيب الذي يحدث فالمعركة في اراضي فلسطين غرب الاردن و ليس داخل الاردن، خلق صراعات بالاردن لن يفيد بشيئ، بل سيجعلنا نخسر بلادنا لا سمح الله، انا ارى اجندات يستفيد منها تيارات و شخصيات سياسية فقط يتم استيرادها من الخارج و لا تسعى للحفاظ على امن بلادنا، استيراد الفوضى امر غير مقبول و لن نقبل به و لا يقبل به اي مواطن اردني فمن يحب هذه البلاد يسعى لخيرها لا ليوهم اهلها بهلوسات لا اساس لها من الصحة،

الذي يقف مع اسرائيل يدعمها بمساعيها و لا يسعى لخلق لوبيات سياسية ضدها كما سعى الاردن منذ بدء طوفان الاقصى و لا يسحب علاقاته مع اسرائيل كما فعل الاردن و لا يساعد و يغيث بالغصب ما تبيده اسرائيل للحفاظ عليه...عيب الذي يحدث فاخرسوا عن الاردن و لا تبيعوا للناس اوهاما، قد اعطا الاردن الكثير للقضية الفلسطينية و مازلنا نعطي و سنعطي بإذن الله...فإعلان الحرب و السلام بيد قائد البلد و عيب ما تفعله بعض تيارات سياسية و دينية بالاردن،