تحذير


ونحن نقرأ صفحات معركة طوفان الأقصى وتداعياتها، فأن الواجب يفرض علينا أن نحذر حركة المقاومة الإسلامية من آفتين خطيرتين، هما آفة النفاق وآفةالغرور، فهتان آفتان طالما فتكتا بالجماعات والمجتمعات، وإن كان النفاق أشدهما خطراً، ولذلك حذر القرآن الكريم كثيراً من النفاق والمنافقين، وكذلك فعل رسول الله صل الله عليه وسلم، لأن النفاق عدو خفي يظهر غير ما يعلن، ويخلط الطيب بالخبيث، ويتصرف تصرفات خادعة ظاهرها الإخلاص والحرص، وباطنها الكيد وتربص الفرص للانقضاض على فريسته، سلاحه الطعن في الظهر، فعله بالجماعات والمجتمعات فعل المرض الخبيث بالجسم السليم، لا يعلن عن نفسه إلا بعد أن يكون قد تمكن من غدره وأضعافه.

مناسبة هذا الحديث، ما نراه من انقلاب الكثيرين على مواقفهم وقنعاتهم، بعد معركة طوفان الأقصى، حيث صرنا نقرأ لكتاب وصحافيين تمجيداً للمقاومة الإسلامية، بعد أن كانوا يحذرون من الإسلام السياسي ويهاجمونه، ويتهمون المقاومة الإسلامية، بأنها وراء الانقسام السياسي الفلسطيني، وبأنها اختطفت قطاع غزة، بل واحتلته!. فصار هؤلاء بعد معركة طوفان الأقصى، يتحدثون وكأن الواحد منهم جزء من حركة المقاومة الإسلامية، أو كأنه ينطق بسمها، وأنه مطلع على خططها وبرامجها..!

الانقلاب بالمواقف لم يقتصر على كتاب وصحافيين، بل امتد لمراكز دراسات ممولة بالمال الغربي، فبعد أن كانت هذه المراكز تسخر جهودها لتمرير ما يسمى بالحل السلمي، وتقف ضد كل ما هو إسلامي، ها هي تروج للمقاومة الإسلامية، ومثلها كذلك تنظيمات وأحزاب سياسية، فقد صرنا نشهد انقلابات بالجملة، وتغير بالمواقف بسرعة، ونقل للبندقية من خندق إلى خندق بسهولة ويسر، في واحدة من أكبر عمليات ركوب الموج التي تمت في السنوات الأخيرة، ذلك أن الهزيمة بلا أب، بينما للنصر ألف أب، ولأن المقاومة الإسلامية في غزة انتصرت صار الجميع يخطب ودها ويسعى للوصل معها، وهذا مدخل من مداخل الخطر لأنه قد يكون باباً من أبواب التسرع فيحدث لها ما حدث لصحابة رسول الله في » أُحُد»، عندما سارعوا إلى الغنائم، فدارت عليهم الدوائر أو كادت. أو يكون ذلك باباً من أبواب الغرور بالعدد فيقع لها ما وقع لأصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم يوم «حُنين»، عندما غرتهم كثرتهم فكادوا يهزمون، لولا ثبات القلة مع رسول الله صل الله عليه وسلم.

خلاصة القول، إن المقاومة الإسلامية ومعها الأمة على مفرق طرق يحتاج أول ما يحتاج الاختيار فيه إلى الحذر من النفاق والغرور!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات