جراسا -

واخيرا وبعد لقاء ماراثوني عاصف رفع لاعبو السلط كأس الاردن لكرة اليد بعد الفوز الثمين والشاق على الحسين اربد في المباراة النهائية التي اقيمت الليلة قبل الماضية وحضرها عدد كبير من الجماهير كان الاكثر على مدار الموسم احتشدوا في صالة قصر الرياضة بمدينة الحسين للشباب وساهموا ايضا في رفع نسبة التوتر وشحن الاجواء..
السلط خطف لقب كأس الأردن من خلال فوزه بفارق هدف (40- 39) في اللقاء الماراثوني المثير احتاج لأربعة أشواط إضافية بعد التعادل في الشوطين الثالث والرابع (34-34) ثم (36-36) وبعد ان انتهى الشوط الاصلي الاول لصالح الحسين (16-14) في حين انتهى الشوط الثاني بالتعادل (29-29) ليضيف الى خزائنه لقبا جديدا للمرة السابعة في تاريخه بعدما فاز بلقب البطولة أعوام ,92 ,93 ,2003 2004 , 2005 و2010 . لكن كلمة حق تقال بحق فريق الحسين اربد الذي قدم كل ما في جعبته من اداء فني متطور وفكر ناضج ولو قدر ان يكون للبطولة بطلان الحسين رفع الكأس بجدارة واستحقاق والفريق ولد من رحم المعاناة بحسب ما يؤكد ابناؤه الذين يلعبون من اجل الحسين فقط رغم الظروف التي تعصف باروقة النادي ليس اقلها الظروف المادية الصعبة ..!
الحديث عن اللقاء النهائي متشعب للغاية وهناك الكثير ليتم التطرق اليه بدءا من الجمهور الكبير الذي ملأ الصالة ووصولا بالاعصاب المشدودة التي غلفت المباراة من اولها وحتى نهايتها خاصة الاحتجاج المتواصل على قرارات التحكيم للطاقم المحلي الذي أدار اللقاء بقيادة الحكمين القاريين معتصم هاني وسليم عياصرة اللذين نجحا بحق في اتخاذ العديد من القرارات الشجاعة والحاسمة رغم ان اللقاء كان شاهدا ايضا على عدد من الاخطاء التي لا يسلم منها اي حكم على كوكب الارض!
"السلطية".. توجوا بالحماس
ربما يعلم الكثير من متابعي اليد الاردنية ان فريق السلط الذي نجح في التتويج بكأس الاردن ومن قبله بدرع الاتحاد في هذا الموسم يعتمد على عناصر شابة وصغيرة بدأت بتجميع خبراتها وتحويلها لاداء متطور ومميز من خلال الحماس والشجاعة اللذين يتحلى بهما اللاعبون هؤلاء وما حدث امس الاول كان دليلا دامغا على ذلك فالحسين كان الافضل في اللقاء خاصة في الشوط الاول من ناحية التنظيم والخبرة في التعامل مع اللقاءات النهائية الا ان الشجاعة ووجود لاعبين مميزين كمحمود الهندواي وخالد حسن والصفوري من اصحاب الخبرة ساهم كثيرا في تجيير اللقب الى البلقاء ولا يمكن اغفال الدور الذي يضطلع به المدير الفني للفريق الكابتن جهاد قطيشات ابن النادي وابن اللعبة "المخضرم" فبعد ان كان السلط يعاني من غياب الرقابة اللازمة في بداية الامر الذي انعكس على مجريات الشوط الاول الذي مضى به الحسين اربد لصالحه الا ان المدرب بدأ بتوجيه قراراته صوب تشديد الرقابة خاصة على قائد الحسين وصانع الالعاب والمحرك الاكثر نشاطا مهند المنسي وهو ما حدث في الشوط الثاني الذي تقدم فيه السلط كثيرا ورغم ان الفريق فقد عنصرين مهمين بالاستبعاد في الشوط الثاني وهما اللاعبان سالم الدبعي وصدام ابو رمان الا ان الفريق استطاع مجاراة قوة الحسين اربد.
الحسين اربد..فارس بلا جواد
بلا شك فإن الحسين الذي نافس حتى اخر لحظة على اللقب كعادته من دون ان يستسلم او ييأس اعتبر بطلا غير متوج بحق فالمتابع للقاء يرى ان الحسين كان الافضل نسبيا على مدار الاشواط بل كاد ان يخطف اللقب الثاني في تاريخه بعد كأس موسم ,2001 ولو اردنا التطرق الى ظروفه الصعبة التي يعيشها فريق كرة اليد بالذات لكتبنا الكثير..!
الفريق الذي قاده المدرب المستقيل موفق ملكاوي والذي تم استدعاؤه "بالمونة" في اللحظة الاخيرة للاشراف على فريق الحسين في هذا الظرف الصعب كاد بخبرة لاعبيه مهند وطارق المنسي وسالم معابرة وغيرهم الكثير الذهاب بعيدا في الطموحات لكن الحظ لم يسعف ابناء القلعة الصفراء من جديد ولم ينجح في تقديم هدية لنجمه المعتزل امس مهند المنسي كخاتمة لمشاركته مع الفريق, ولكن شباب السلط والضغط الجماهيري على الفريق ساهم في تشتيت اذهان اللاعبين على مدار اللقاء.
عموما فإن الحسين كان بطلا كعادته والفريق قادر على المنافسة على الالقاب وما هو قادم احلى وعلى ادارة النادي ان تزيد نسبة اهتمامها بهذا الفريق الذي يعد من افضل الفرق المحلية على صعيد اللعبة.

(العرب اليوم - محمد السعو)