استقالة وزير اعلام "غير كرتوني"
طاهر العداون و راضي الشخشير ابو شكري كلاهما اعضاء في اللجنة الاستشارية لحزب الجبهة الاردنية الموحدة ، و بالتالي فأن العمل الحزبي يقتضي ان استقال احدهما ان يستقيل الاخر متضامنا و متعاضدا و ملتزما معه نهجا و حزبا ما لم يكن دخول الحزب مصلحة فردية و ركوب لموجة التوزير لا غير بنظرية " اللهم نفسي " ، علما بأن من رشح طاهر الشخشير لمنصب الوزير في حكومة د.معروف البخيت هو رئيس الوزراء الاسبق و عضو الحزب طاهر المصري ، حيث كان لموقف طاهر الشخشخير في انتخابات سابقة برلمانية موقفا مؤيدا لطاهر المصري ، و هو يعني "حكي لي ظهري لاحكلك ظهرك " فهكذا تأتي و تشكل الحكومات ، بل ضغط طاهر المصري ان يكون الشخشير وزيرا للصحة ممثلا لاحد النقابات في المجلس الحكومي ومدنية نابلس لكن البخيت رفض برجولة ان يعهد اليه بوزارة الصحة و اكتفى مجاملة للمصري بوزارة البيئة له. و لعل كلمة رئيس الوزراء الاردني الاسبق عبد الرؤوف الروابده ان بعض الوزراء يتم اختيارهم للاسترضاء و لاسكات "المعارضة النفعية " و مجاملات لرؤساء حكومات ، لهي حقيقة تثبتها الايام و الحكومات بخياراتها واحده تلو الاخرى. موقف طاهر العدوان ليس مستغربا لانه صاحب كلمة و موقف ، منذ ان عمل مع الرئيس الفلسطيني "ابو عمار " الى ان عاد و صديقه و رفيق دربه "صالح القلاب "في طائرة مع ابو عمار سلمهم باليد الى الملك المرحوم "الحسين " طالبا منه الصفح عنهما ، و مع الايام اصبحا وزراء و الاكثر دفاعا و استبسالا عن قضايا الاردن و انتهجا سياسة مغايرة ، رغم ان بعض من الساسة يشككون في رواية عن احدهم و الايام كفيلة باحقاقها او تكذيبها. اما طاهر الشخشير فهو ابن الرجل الوطني "شكري الشخشير" الذي امضى زمنا في السجن لمواقفه من النظام و ليس من الحكومة ، و كان بعثيا حتى العظم و دفع ثمن تلك المواقف و لو" هان او لان " لاصبح وزيرا في اكثر من حكومة و لكنه رفض ، و هو صاحب كلمة شهيرة " ان النقابات المهنية هي حكرا على الوطنية و الوطنيين و لا مكان للانتهازيين " ، و طاهر وزير البيئة حصد مما تركه له ابيه و لكنه كان ينتظر منه اكثر من ذلك و هو السياسي نقيب الصيادلة . اقصد القول ان الوزير طاهر العدوان محق في استقالته بسببرفضه قانون مقترح لتقييد حرية الرأى و التى يراها الوزير ضربة حقيقية موجهة إلى نهج الاصلاح والى الاستراتيجية الإعلامية التي لم يجف حبرها بعد ، و رغم ذلك لم يصدر عن" حزب الجبهه الاردنية "الذي ينتمي اليه الوزير العدوان و بناءا علي عضويته به رشح و اصبح وزيرا هو و زميله طاهر الشخشير الذي لم يصدر عنه اي تعليق ، وكلا هما من مستشاري الحزب و في هيئته الشرفيه العليا . اين العمل الحزبي و السياسة من ذلك الموقف ؟. اتت الاستقاله معبرة عما يجول في ذهن الشارع الصحفي المهني لتقصم ظهر حكومة البخيت ، علما بأن الاستقالة لا تعفي رئيس الحكومة امام المجلس النيابي من المسائلة توضيحا لموقفه في مجلس الوزراء اثناء مناقشة القانون سيء الذكر ، و يعتقد البعض ان الوزير العدوان به من الرجولة و العزم الا يقهر او يضغط عليه للعودة لآن عودته و القوانين معروضه على المجلس النيابي بها قضاء و مقتل سياسي و اخلاقي له و لمصداقيته ، لان القانون على سبيل المثال يهدف الى منع الصحافة من التعرض الى اي قضية فساد او فاسدين بحجة "الاشاعات " ، و يكمم الافواه و هو كاتب و صحفي متمرس امتاز بالخلق و حسن الادب و المعالجة القوية للاحداث رغم كل خطوط الاحمر و الاصفر و البرتقالي. اما حزب الجبهة الاردنية الموحدة برئاسة زعيمه امجد المجالي فأن بعض الساسة يرون انه قد سقط في اول اختبار له ، لان في كل دول العالم الحزب هو صاحب الموقف ، و هو الذي يطلب من اعضائة المشاركين في الحكومة الاستقالة الجماعية او البقاء و لكن الحزب لم يقل كلمته في القوانيين المقيدة لحريات اعلام الوطن تلك و لم يطلب من الوزير طاهر الشخشير الاستقاله مع زميله بل العكس ، و الادهي ان البعض في رواية غير مؤكده يعتقد ان طاهر المصري ،احد قادة الفكر والسياسة والاقتصاد في الحزب ، هو الذي طلب او نسب الى اخرين ان يتحدثوا مع وزير الاعلام للعودة الى مقاعد الحكومة التى انتهى دورها و تعد الايام للرحيل حيث من المتوقع استقالات اخرى قريبة مع توجيه مرتقب من الباب العالي بالاقالة مع نهاية الشهر . لا تزال بعض الاحزاب في مرحلة ارتعاش من حالات البرد و بحاجة الى مقويات لمواجهة عاصفة "خماسينية قادمة " لن ترحم احد و لن يوقفها احد خصوصا و ان كانت احزاب معلبة او كرتونية او موجاتها انتهازية تعتمد المال و الجاه و المنصب لادارة شركة اسمها "الوطن للبيع ". الاردن عصي على البيع ، و رجاله الشرفاء دوما في خدمة الوطن وملك البلاد. aftoukan@hotmail.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
شكرا د عبد الفتاح ويعطيك العافية. مفاجئة جميلة ان نستفتح هذا الصباح بهذا المقال.
عنوان التعليق: الطاهرون الثلاثة والصالح.
هل هي صدفة ان ثلاثة طاهرين في مقال واحد ومرة واحدة: طاهر العدوان وطاهر الشخشير وطاهر المصري. يقال في الفلكلور البريطاني اذا التفى 3 اشخاص بالصدةفة ويحملون نفس الاسم سيكون هنالك مفاجئة سعيدة مثل العثور على كنز او نجاح غير عادي او معجزة. لا بد من القول ان الثلاثي رجال محترمين خدموا الأردن خدمة ممتازة كل بدوره. ولكي نكون عادلين علينا ايضا ان نعترف بالدور الكبير الفاعل لاستاذنا الكبير صالح القلاب الذي دافع عن الأردن دفاعا شرسا ولا نزال نستمتع بمقالاته الثاقبة.
وبهذه المناسبة احيي طاهر العدوان الذ ي قرر الوقوف مع حرية الاعلام و ضحى بمنصبه الوزاري من اجل مبادئه.
يعني اتحيرنا معكوا ، إذا الوزير بقي في موقعه ودافع عن قرارات غير مقتنع بها بتقولوا إنه متمسك بالكرسي ويداهن للحكومة . وإذا استقال تمشيا مع قناعاته والتي هي في صالح الشعب بتقولوا هرب من الميدان . شو اللي بدكم إياه يا حضرة المواطن الفهيم . الوزير العدوان كان يظهر على التلفزيون دائما ويعلق بإسم الحكومة ، فإذا لم تكن تشاهد أو تسمع فهذا ذنبك . ثم ماهو موقعك حتى تصنف من هو أردني أو غير أردني . قليل من الخجل إن كنت مواطن صالح .