ملاحظات قد لا تكون على صواب (1)


تم إطلاق اسم جمعة الحشد كوصف جامع للفعاليات التي نظمتها القوى الوطنية يوم الجمعة الماضية 10/6 ، وتم اختيار اسم "جمعة الإصرار " كوصف جامع جديد للفعاليات التي تنطلق يوم الجمعة 17/6 والذي يصادف الذكرى نصف السنوية لقيام محمد البوعزيزي بإشعال النار في جسده وهو اليوم الذي يعد بداية انتفاضة الشعوب العربية و الربيع العربي . التسميات السابقة وسواها من التسميات التي تم إطلاقها سابقا كانت محاولة لاستنساخ وتبني التقليد الذي أطلقته القوى المشاركة في الثورة المصرية ، ولكن وللأسف لا يبدو أن التسميات المستخدمة في الأردن مرتبطة بالسياق اللحظي الواقعي للحراك وطبيعة المرحلة التي وصل إليها كما كان الحال بالنسبة إلى فعاليات الشارع المصري الذي بدأ ذلك التقليد.

كما يبدو حراك العديد من القوى الوطنية مفتعلا في العديد من جوانبه ولا يعكس تطلعات ونبض الشارع وتطلعات المواطن الأردني البسيط ، بحيث يتم تبني شعارات جديدة أو التخلي عن شعارات سابقة عبر قرارات يتم اتخاذها في اجتماعات مغلقة ولا يمكن هنا تجاهل التأثير الكبير الذي تخضع له تلك التحولات من قبل الأحزاب التقليدية التي يعتبرها الشارع جزءا من الخلل القائم ولا يؤمن بقدرتها على تقديم الحلول للمشكلات التي تعاني منها البلاد بالإضافة إلى أثر من يطلق عليهم " مصطلح الحرس القديم" وهم رواد عمليات الخصخصة والالتزام بإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واتفاقية وادي عربة وأزمات عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وينصب اعتراضهم الأساسي على تحييدهم وإبراز جيل جديد من صناع القرار أطلقوا عليهم وصف "الليبراليون الجدد" ، وهم من يلقي الحرس القديم والأحزاب اللوم عليهم في استكمال عمليات الخصخصة التي انطلقت في عهدهم .

لا أعلم ماهية الأسباب التي دفعت من أطلقوا شعار إصلاح النظام قبل بضعة أسابيع إلى إسقاطه وتبني شعارات جديدة ، كما لا أستطيع تحديد الجهة التي قامت بإطلاق وصف جمعة الإصرار على فعاليات يوم الجمعة القادمة أو وصف جمعة الحشد على فعاليات يوم الجمعة 10/ 6 ، ولكن ما أراه هو أن هناك فجوة بين حراك النخب السياسية وشعاراتها وتطلعاتها من جانب وبين تطلعات الشارع الأردني الذي قد لا تكون الجمعة القادمة بالنسبة إليه مختلفة عن أي نهاية أسبوع اعتيادية .

لا أطالب هنا بوقف الحراك الذي تنظمه القوى الوطنية ، ولكن أتمنى أن يكون موجها عبر تطلعات المواطن لا موجها لتلك التطلعات ومحاولة اختزالها في عودة شخصيات أو مجموعات لا يرى المواطن أن تغييبها عن مواقع صنع القرار هو المشكلة التي تعاني منها البلاد وتؤثر على حياته ومعيشته . وأتمنى أن يتم أخذ السياق الأردني وتلك التطلعات بعين الاعتبار عند إطلاق التسميات على الفعاليات وإطلاق الشعارات . كما يجب تجاوز التغييب المنهجي لفئات كبيرة من المواطنين كما هو الحال حاليا بحيث لا تقتصر القيادات التي تفرزها القوى الوطنية بشكل مقصود لقيادة حراك الشارع الأردني على المواطنين من أصول محددة ولا أعتقد بأن المبررات التي يتم تقديمها في هذا السياق مقنعة .

(الجزء الأول من مجموعة ملاحظات حول السياق الاردني في الذكرى نصف السنوية الأولى لانطلاق الربيع العربي 1/3)

kalidhameed@hotmail.com



تعليقات القراء

الفيلسوف
اشكرك ع كتاباتك المميزه وربي يوفقك يا ابن الاصووووووول
16-06-2011 09:26 PM
متابع
لا أطالب هنا بوقف الحراك ........ حبيتها ... رجل مهم حضرتك ....
عزيزي الكاتب أرجوك لا تضيع وقتنا بمقالاتك لأنها حكي فاضي
16-06-2011 09:32 PM
طالب البلاونة
مقال متوازن ,وقراءة جيدة وحسبي ان اضيف ان القوى التي تحاول توجيه الشارع هي نفسها القوى العاجزة عن التشخييص السليم لمتطلبات الشارع الأردني,اذ ان نجاح اي مهمة علاجية في اي شأن كان
يعتمد أساسا على دقة تشخيص الحالة.وهنا انزلقت تلك القوى التي تحاول اختطاف احلام الشارع الى التقليد الأعمى متكئة على الحراك السائد في المنطقة وممارسة عملية ابتزاز سياسي لا يمت لأحلام الشارع بصلة اذ انصبت مطالبها على اختطاف تشريعات تعمل كروافع لها في الحياة السياسية الأردنية بعد عجزها عن اقناع الشارع بشرعية تمثيلها له,ناهيك عن تضخم الأنا السلئدة والناتجة عن احلام ما قبل النوم لدى ديناصورات العمل الحزبي الذي ما زال يجتر منتجا وضعته البشرية في متاحف التاريخ ,ولكن هي فئة تعطل التاريخ ولن يسمح لها ان تعطله وليس ذلك بقرار بل كنتيجة لتطور هائل على صعيد التواصل بفضل تقنية الأتصال وابضاعة الرديئة لا بد من ان تطرد البضاعة السيئة من السوق مهما كان مسوقوا الأخيرة بارعون.
16-06-2011 09:36 PM
وطني اردني
لما حكيت ما حد رد علي قلت انو كل الحكي الي طالعين فيه هو عباره عن وصول للكرسي.......قديش اتاخرت تا فهمت يا استاذ خالد...0كل واحد بغني عا ليلو زالمزاطن ما حد حاس فيه)خلي هدول الي مفكرين حالهم كبار يصيرو زينا تا يفهمونا
16-06-2011 10:22 PM
متابع
مقالك بعبي الراس ولعلمك ودون مبالغه 98% من الاردنيين فاهمين الوضع كله وعارفين الجمعه جمعه من يوم ما خلقها ربنا ولو كان الها اسم ثاني كان تسمت في ومش الاردنيين الي بيقلدوا الاردنيين الناس بتقلدهم وبتسوي زيهم خليها على الله الله يحفظ الاردن وسيدنا والاردنيين
17-06-2011 12:08 AM
ظزو
اول مره بحس ان مقالتك فيها شيء من الواقع
17-06-2011 01:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات