لحظات ذابلة وحياة ..


عيناه ذابلتان,,أخذ نفساً عميقاً جداً قبل أن يجبرهما على الإشراق كي يستطيع محو تثاقل تلك الليلة التي ما عرف فيها إليه النوم سبيل,,متثاقل في فراشه يقلب جسده ليعيد التوازن إلى روحه الغارقة بالتفكير وزخمه الذي ما فارقه للحظة واحده,,إنه يستشعر الكم الهائل من الضغط عليه, وكثرة الواجبات الملقاة على كاهله,على الرغم من قلة حيلته واستخدامه شعارات يائسة كي يصبِّر نفسه على هذا الوضع الذي ومنذ ان سقط الى الحياة وهو يعيشه ..
أعاد الكرّه على جسده المتهالك كي يجبره على استنشاق الحياة والصحوة بعد اللاغفوة ,,سيطرت إنفعالات كثيرة عليه..تذكر زوجته وكيف استطاعت الصبر عليه طوال هذا الوقت وكيف استطاعت ان تقطع معه مشوار العمر الطويل دون حتى أن تلومه او تثبط من عزيمته شيئاً..تذكرها بإجلال وتعظيم لها فهي لم تفارقه أبداَ بمر الحياة وحلوها ,,كانت حاضرة بكيانها وعقلها الثاقب وضوء جبينها ,,تذكرها لحظة ان اغرورقت عيناه بالدموع..لقد اثقلها االمرض وعاشت قصة معاناة يائسة معه .قبل ان تتركه وحيداً يعاني فراغ فقدانها ,,
كانت غطائه وأرضه وسمائه ..عيونه ونوره ..سرقها القدر ..اذا غادرت في أوج عطائها وتركته يعيش أزمة الحياة وحيدا..
استحث جسده على أن يصحو من تثاقله مرة ثانية لكنه تذكر طفلته ياسمين عيونها الكستنائية بحجم حبات اللوز البري المر..تذكر وعده لها بأن ياخذها في رحلة الى اسبانيا عندما تكبر..ثم تثاقلت هامته وسها بين الغفوة والصحوة لكن شيء ما دفعه الى الاستيقاض..تذكر الأحلام البسيطة التي كانت تربطه بالحياة ..كان يحلم بأن يبني بيتاً صغيرا على قمة جبل بلوطي كثيف..كانت سعادته بأن يعيش ببساطة داخل حياة يختارها هو لا يختارها غيره..لم يحلم بالسُلطة او المال او الجاه..كان حلمه هواء رطب في احضان الطبيعة يجمعه هو وزوجته وطفلته...لم يدرك أن الحياة تخفي له في ثناياها كوارثه الشخصية..
إستطاع الفارس ان يصحو اخيراً بعد كل هذا الصراع بين الحياة والأفول ..فتبعثرة روحه قبل أن يصدر صوت من جهاز ينبىء بخطورة الموقف ..تجمع حوله مجموعة رجال بزي أبيض قال احدهم : فارق الحياة
في لحظة عابرة انطلق سهم التحرر من الافكار الزائفة والخادعة للعقول,,في لحظة تأمل واستقرار نستطيع تمحيص الخير من الشر لعل الغد يحمل إلينا خيراً وحياة طيبة تتحقق فيها ابسط أحلام البسطاء.,,في لحظة ما ستشرق الارض بنور السماء وستنبت الارض خيراً وعدلاَ..عندها فقط تتعالى اصوات البسطاء ,,وتتحقق أحلامهم في الحياة



تعليقات القراء

محب لكم
سبحان الخالق الذي أبدعك ما أجملك
15-06-2011 05:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات