التربية وأساليب التعلّم من أجل التنمية المستدامة
جراسا - يُعرّف علم التربية على أنّه دراسة أساليب التعليم والطُرق التي تحقّق أهدافه، ويترابط مع علم النفس التربوي الذي يتضمن النظريات العلمية للتعلّم وفلسفة التعليم، ويُشدّد على أهمّيّة تفاعل هذين المفهومين لتحقيق بيئة تعلم فعّالة.
من ناحية أخرى، تُعرّف التنمية المستدامة بأنّها تلبية احتياجات الحاضر من دون التأثير الضار على قدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصّة. وتُعتبر خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أساسًا للتعاون العالمي لتحقيق التنمية المستدامة.
إذاً، يتجلّى التفاعل بين علم التربية والتنمية المستدامة في تصميم أساليب تدريس تعزّز فهم الطلاب لمفاهيم التنمية المستدامة وتشجيعهم على تطبيقها في حياتهم، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والحلول المستدامة، وذلك بالاستفادة من نظريات علم النفس التربوي. من خلال هذا التفاعل، يتسنى للمجتمع التربوي تحقيق أهداف التعليم بشكل مستدام، حيث يتمّ تحضير الطلاب ليكونوا قادة مستدامين ومفكرين ناضجين، قادرين على فهم التحدّيات العالمية والمساهمة في بناء مستقبل مستدام ومزدهر.
علاقة التربية والتعليم بالتنمية المستدامة
يشدّد التعليم من أجل التنمية المستدامة على أهمية تمكين المتعلمين من اتّخاذ قرارات مستدامة وتبنّي إجراءات مسؤولة تجاه السلامة البيئية والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي، بما يضمن الحياة في مجتمع عادل للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك بمراعاة التنوع الثقافي. يُعتبر هذا النوع من التعلّم مستمرًا وجزءًا أساسيًا من التعليم الفعّال، يركّز على التعلّم الشامل والتحوّل الشخصي.
كما يتضمن هذا النهج جوانب عدة تشمل المحتوى الدراسي، حيث يُشجع على دمج قضايا حيوية مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتقليل مخاطر الكوارث الطبيعية وترشيد الاستهلاك والإنتاج في المناهج الدراسية.
ويتطلّب تحقيق هذا الهدف تصميم بيئة تدريس وتعلّم تفاعلية تركّز على المتعلم، تعزز التعلّم الاستكشافي والتوجيهي. ولتحضير الطلاب للوظائف الخضراء وتشجيعهم على تبنّي أساليب حياة مستدامة، يجب توفير المهارات الضرورية.
ومن ثم، يحضّ على جعل الأفراد مواطنين عالميين عبر مشاركتهم الفعّالة على المستويين المحلي والعالمي، ومواجهتهم للتحدّيات والمساهمة في حلّها، ويُشدّد على أن يصبحوا مساهمين فعّالين في خلق عالم أكثر عدلًا وسلامًا وتسامُحًا وأمانًا واستدامة.
المناهج التربوية في البيئة والتنمية المستدامة
تحديداً لتعليم الاستدامة، لا توجد طُرق تدريس محدّدة، ولكن هناك اتفاقاً واسعاً بشأن اعتماد أساليب التعلّم النشط والتشاركي. يتميز هذا النهج بتشجيع المتعلّم على المشاركة الفعّالة، ما يؤدي إلى تحقيق تفاعل حقيقي في الفهم والتفكير والقدرة على التصرّف بشكل صحيح. تمّ تحديد خمسة عناصر تربوية تلعب دورًا هامًا في بيئة التعلم من أجل الاستدامة:
التفكير الناقد:
استخدام المجلات التعليمية والمجموعات النقاشية يشكّل وسيلة رئيسية لتعزيز التفكير الناقد بين الطلاب. يُشجع الطلاب على قراءة نشطة لمواضيع متنوعة في مجالات التنمية المستدامة، ما يسهم في توسيع آفاقهم وتعميق فهمهم.
علاوة على ذلك، تحفيز الطلاب على كتابة مقالات أو ملاحظات تعليقية، يعزز التفكير الناقد والتحليل. يتيح ذلك لهم تبادل وجهات نظرهم والتعبير عن آرائهم بشكل منظم، ما يسهم في تنمية مهارات التحليل العميقة.
في سياق التنمية المستدامة، يكمن تعزيز التفكير الناقد أيضًا في استخدام المجموعات النقاشية. من خلال تنظيم جلسات مناقشة مستنيرة، يتسنى للطلاب تبادل أفكارهم واستفادة من تجارب بعضهم البعض. يتمّ تحفيزهم على طرح أسئلة تحفيزية تعزز التفكير الناقد وتوجيهه نحو قضايا مستدامة هامة.
تُشجع الطرق الحديثة أيضًا على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع التفكير الناقد. يُشجع الطلاب على المشاركة في مناقشات عبر هذه الوسائل، ما يسهم في تبادل الأفكار وتوسيع آفاق التفكير.
وفي إطار تحديد المسائل المستدامة، يُشجع على توجيه التحليل نحو قضايا ملحّة مثل تغيّر المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي. هذا يسهم في ربط التفكير الناقد بقضايا تتعلق بالاستدامة، ما يساهم في بناء تفاعل إيجابي بين المفاهيم الدراسية والتحليل العميق للقضايا الحيوية والبيئية.
التفكير والتحليل المنهجي:
تنطوي هذه الفكرة على تشجيع الطلاب على اختيار ودراسة قضايا ملموسة في العالم الحقيقي. يمكن أن تشمل هذه القضايا تحليلًا لتأثيرات التغيّر المناخي على بيئة محدّدة، أو دراسة للجهود المبذولة للحدّ من استهلاك الموارد الطبيعية في منطقة محددة. توفير سيناريوات وقصص تحليلية تقديمية يعزز الفهم العميق ويشجع على التفكير النقدي.
يمكن أيضًا تعزيز هذه الفكرة من خلال تشجيع الطلاب على استكشاف حوادث حقيقية حدثت في الماضي وكيف تمّ التعامل معها. يمكن أن تكون هذه الحوادث ذات صلة بالتغيّرات المناخية المفاجئة أو التحدّيات البيئية الكبيرة. يتيح ذلك للطلاب الفهم العميق للمخاطر المحتملة وكيفية اتخاذ القرارات المستدامة في سياق الأزمات. تعتمد نجاح هذه الطريقة على تفعيل الطلاب للتفكير بطريقة منهجية وتحليلية. يتمّ توجيه الطلاب لوضع فرضيات، وجمع البيانات، وتحليل النتائج بطريقة منهجية. هذا يساهم في تنمية مهارات البحث والتحليل التي تُعتبر أساسية لفهم ومواجهة تحدّيات التنمية المستدامة في المستقبل.
التعلم التشاركي:
في سياق التعلّم التشاركي، يتمّ التركيز على تعزيز التفاعل والتعلم الجماعي لتحقيق فهم عميق وشامل لمفاهيم التنمية المستدامة. يتمثل الهدف في بناء بيئة تعلم تشجع على التفاعل الإيجابي بين المتعلمين وتعزز تبادل الأفكار والآراء.
يلعب تطوير الحوار دوراً محوريًا في هذه العملية، حيث يشجع على التفكير النقدي وتبادل وجهات النظر. يتمّ تشجيع الطلاب على تقاسم خبراتهم وفهمهم الشخصي لمساعدة بعضهم البعض في فهم التحدّيات والحلول المستدامة. تتيح هذه العملية للطلاب أن يصبحوا محفزين لبعضهم البعض، ما يؤدي إلى تطوير مهارات التفكير الناقد والابتكار.
تشجيع التعاون من خلال التعلّم من النظائر يعزز فهم الطلاب للأساليب المستدامة وكيفية تطبيقها في سياق الحياة الواقعية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إشراك الطلاب في مشاريع تعاونية تتيح لهم تبادل المعرفة وتجربة التعلم الجماعي.
يسهم تطوير الدراسات الحالية مع مجتمعات المجتمع المحلي وقطاع الأعمال في توجيه الطلاب نحو فهم عميق للتحدّيات التي تواجه مجتمعاتهم، وكيف يمكن للتعليم المستدام أن يلعب دورًا في التصدّي لهذه التحدّيات. يعزز هذا التواصل الفعّال بين المدرسة والمجتمع تفعيل الطلاب ومساهمتهم الفعّالة في إيجاد حلول مستدامة وملهمة للمشكلات الحقيقية.
التفكير الإبداعي:
في سياق التفكير الإبداعي، يتمّ تشجيع الطلاب على استخدام تمثيل الأدوار والاستكشاف في تجربة العالم الحقيقي. يُعتبر هذا النهج وسيلة فعّالة لتعزيز التفكير الإبداعي وتطوير رؤية مستقبلية قائمة على الابتكار.
من خلال تمثيل الأدوار، يتيح للطلاب تجسيد وفهم وجهات نظر متنوعة ومتعددة، ما يسهم في توسيع آفاقهم وتحفيز إبداعهم. يمكن للتعلّم من خلال التمثيل أن يحفز التفكير الإبداعي من خلال تحليل مواقف متنوعة وابتكار حلول جديدة.
كما يسهم الاستكشاف في العالم الحقيقي أيضًا في تعزيز التفكير الإبداعي، حيث يتيح للطلاب تجربة العديد من الجوانب الحقيقية للمشاكل والتحدّيات، وتعزيز القدرة على إيجاد حلول إبداعية للمشكلات وتحفيز التفكير المستدام.
التعلّم التعاوني:
في مفهوم التعلم القائم على العمل التعاوني، يتمّ التأكيد على تحقيق الفهم والمعرفة من خلال المشاركة الفعّالة في أنشطة عملية وتطبيق المفاهيم والمهارات في سياقات واقعية. يعزز هذا النهج فهم الطلاب للمواد التعليمية ويعمّق تطبيقها، ما يحقق تأثيرًا أكبر وأكثر استدامة في عملية التعلم.
في سياق التعلم من خلال التفاعل المشترك، يتمّ تشجيع الطلاب على التفاعل الفعّال والمشاركة الفعّالة في العمل الجماعي. يمكن أن يكون هذا عن طريق المناقشات الجماعية، وورش العمل الجماعية، ومشاريع التعاون. يسهم هذا التفاعل في تبادل الأفكار والآراء وتوجيه التعلم نحو فهم مشترك وتحقيق أهداف مشتركة.
التحقيق المشترك يسلّط الضوء على البحث والاستكشاف المشترك للمواضيع والمشكلات. يشمل ذلك استخدام الطلاب للتحقيق العلمي، وإجراء التجارب، وحل المشكلات بشكل تفاعلي. يُشجع على التعلم الفعّال من خلال التجارب العملية والاستكشاف، ما يعزز فهمًا أعمق وتطبيقًا أفضل للمفاهيم.
في هذا السياق، يلعب التعاون دورًا حيويًا، حيث يُشجع الطلاب على العمل المشترك وتبادل المعرفة. يعزز التعاون التفاعل الاجتماعي ويسهم في تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي. يمكن أن يكون هذا التعاون سبيلاً لتعزيز التفكير النقدي وتطوير حل مستدام للتحدّيات.
باستخدام هذه الطرق، يتمّ بناء تجربة تعلم شاملة وفعّالة، تجمع بين التعلم الفردي والتفاعل الجماعي، وتعزز الفهم الشامل وتحقيق أهداف التعلم بشكل أكبر وأكثر فعالية.
يُعتبر هذا النهج تكامليًا وشاملًا، حيث يسعى إلى تحقيق تفاعل إيجابي بين المحتوى الدراسي وعمليات التعلّم، ما يُسهم في بناء فهم عميق ومستدام لمفاهيم الاستدامة.
خلاصة
يُعتبر علم التربية دراسة لأساليب التعليم والطُرق التي تحقق أهدافه، حيث يترابط مع علم النفس التربوي ويشدّد على أهمية تفاعلهما لتحقيق بيئة تعلم فعّالة.
يظهر التفاعل بين علم التربية والتنمية المستدامة في تصميم أساليب تدريس تعزز فهم الطلاب لمفاهيم التنمية المستدامة وتشجيعهم على تطبيقها. يشمل ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي والحلول المستدامة باستخدام نظريات علم النفس التربوي، ما يُعدّ المجتمع التربوي لتكون قادة مستدامين ومفكرين ناضجين.
في ما يتعلق بالمناهج التربوية في سياق التنمية المستدامة، يتفق الخبراء على اعتماد أساليب التعلم النشط والتشاركي. يتضمن ذلك تطوير عناصر تربوية خمسة، مثل التفكير الناقد والتحليل المنهجي والتعلم التشاركي والتفكير الإبداعي والتعلم التعاوني، بهدف تحقيق تفاعل إيجابي بين المحتوى وعمليات التعلم.
هذا النهج يسعى إلى تحقيق تفاعل بنّاء بين المحتوى الدراسي وعمليات التعلم، ويساهم في بناء فهم عميق ومستدام لمفاهيم الاستدامة.
المراجع:
-Edwin A. Peel, "Pedagogy"، www.britannica.com
"What is Education for Sustainable Development?", www.en.unesco.org
-العنزي, م. ج., & جابر، م. (2020). تعليم ما قبل المدرسة من أجل التنمية المستدامة: التحدّيات والمتطلبات. مجلة القراءة والمعرفة, 20 (الجزء الأول 227 سبتمبر), 317-337.
-الغنام, س. م. خ. إ., & ماهر، س.، خميس إ. (2019). مناشط رياضياتية قائمة على أبعاد التربية من أجل التنمية المستدامة؛ لتنمية المواطنة البيئية، والانفعالات الأکاديمية نحو الرياضيات لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة تربويات الرياضيات, 22(8), 171-224.
الكلمات الدالة
يُعرّف علم التربية على أنّه دراسة أساليب التعليم والطُرق التي تحقّق أهدافه، ويترابط مع علم النفس التربوي الذي يتضمن النظريات العلمية للتعلّم وفلسفة التعليم، ويُشدّد على أهمّيّة تفاعل هذين المفهومين لتحقيق بيئة تعلم فعّالة.
من ناحية أخرى، تُعرّف التنمية المستدامة بأنّها تلبية احتياجات الحاضر من دون التأثير الضار على قدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصّة. وتُعتبر خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أساسًا للتعاون العالمي لتحقيق التنمية المستدامة.
إذاً، يتجلّى التفاعل بين علم التربية والتنمية المستدامة في تصميم أساليب تدريس تعزّز فهم الطلاب لمفاهيم التنمية المستدامة وتشجيعهم على تطبيقها في حياتهم، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والحلول المستدامة، وذلك بالاستفادة من نظريات علم النفس التربوي. من خلال هذا التفاعل، يتسنى للمجتمع التربوي تحقيق أهداف التعليم بشكل مستدام، حيث يتمّ تحضير الطلاب ليكونوا قادة مستدامين ومفكرين ناضجين، قادرين على فهم التحدّيات العالمية والمساهمة في بناء مستقبل مستدام ومزدهر.
علاقة التربية والتعليم بالتنمية المستدامة
يشدّد التعليم من أجل التنمية المستدامة على أهمية تمكين المتعلمين من اتّخاذ قرارات مستدامة وتبنّي إجراءات مسؤولة تجاه السلامة البيئية والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي، بما يضمن الحياة في مجتمع عادل للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك بمراعاة التنوع الثقافي. يُعتبر هذا النوع من التعلّم مستمرًا وجزءًا أساسيًا من التعليم الفعّال، يركّز على التعلّم الشامل والتحوّل الشخصي.
كما يتضمن هذا النهج جوانب عدة تشمل المحتوى الدراسي، حيث يُشجع على دمج قضايا حيوية مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتقليل مخاطر الكوارث الطبيعية وترشيد الاستهلاك والإنتاج في المناهج الدراسية.
ويتطلّب تحقيق هذا الهدف تصميم بيئة تدريس وتعلّم تفاعلية تركّز على المتعلم، تعزز التعلّم الاستكشافي والتوجيهي. ولتحضير الطلاب للوظائف الخضراء وتشجيعهم على تبنّي أساليب حياة مستدامة، يجب توفير المهارات الضرورية.
ومن ثم، يحضّ على جعل الأفراد مواطنين عالميين عبر مشاركتهم الفعّالة على المستويين المحلي والعالمي، ومواجهتهم للتحدّيات والمساهمة في حلّها، ويُشدّد على أن يصبحوا مساهمين فعّالين في خلق عالم أكثر عدلًا وسلامًا وتسامُحًا وأمانًا واستدامة.
المناهج التربوية في البيئة والتنمية المستدامة
تحديداً لتعليم الاستدامة، لا توجد طُرق تدريس محدّدة، ولكن هناك اتفاقاً واسعاً بشأن اعتماد أساليب التعلّم النشط والتشاركي. يتميز هذا النهج بتشجيع المتعلّم على المشاركة الفعّالة، ما يؤدي إلى تحقيق تفاعل حقيقي في الفهم والتفكير والقدرة على التصرّف بشكل صحيح. تمّ تحديد خمسة عناصر تربوية تلعب دورًا هامًا في بيئة التعلم من أجل الاستدامة:
التفكير الناقد:
استخدام المجلات التعليمية والمجموعات النقاشية يشكّل وسيلة رئيسية لتعزيز التفكير الناقد بين الطلاب. يُشجع الطلاب على قراءة نشطة لمواضيع متنوعة في مجالات التنمية المستدامة، ما يسهم في توسيع آفاقهم وتعميق فهمهم.
علاوة على ذلك، تحفيز الطلاب على كتابة مقالات أو ملاحظات تعليقية، يعزز التفكير الناقد والتحليل. يتيح ذلك لهم تبادل وجهات نظرهم والتعبير عن آرائهم بشكل منظم، ما يسهم في تنمية مهارات التحليل العميقة.
في سياق التنمية المستدامة، يكمن تعزيز التفكير الناقد أيضًا في استخدام المجموعات النقاشية. من خلال تنظيم جلسات مناقشة مستنيرة، يتسنى للطلاب تبادل أفكارهم واستفادة من تجارب بعضهم البعض. يتمّ تحفيزهم على طرح أسئلة تحفيزية تعزز التفكير الناقد وتوجيهه نحو قضايا مستدامة هامة.
تُشجع الطرق الحديثة أيضًا على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع التفكير الناقد. يُشجع الطلاب على المشاركة في مناقشات عبر هذه الوسائل، ما يسهم في تبادل الأفكار وتوسيع آفاق التفكير.
وفي إطار تحديد المسائل المستدامة، يُشجع على توجيه التحليل نحو قضايا ملحّة مثل تغيّر المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي. هذا يسهم في ربط التفكير الناقد بقضايا تتعلق بالاستدامة، ما يساهم في بناء تفاعل إيجابي بين المفاهيم الدراسية والتحليل العميق للقضايا الحيوية والبيئية.
التفكير والتحليل المنهجي:
تنطوي هذه الفكرة على تشجيع الطلاب على اختيار ودراسة قضايا ملموسة في العالم الحقيقي. يمكن أن تشمل هذه القضايا تحليلًا لتأثيرات التغيّر المناخي على بيئة محدّدة، أو دراسة للجهود المبذولة للحدّ من استهلاك الموارد الطبيعية في منطقة محددة. توفير سيناريوات وقصص تحليلية تقديمية يعزز الفهم العميق ويشجع على التفكير النقدي.
يمكن أيضًا تعزيز هذه الفكرة من خلال تشجيع الطلاب على استكشاف حوادث حقيقية حدثت في الماضي وكيف تمّ التعامل معها. يمكن أن تكون هذه الحوادث ذات صلة بالتغيّرات المناخية المفاجئة أو التحدّيات البيئية الكبيرة. يتيح ذلك للطلاب الفهم العميق للمخاطر المحتملة وكيفية اتخاذ القرارات المستدامة في سياق الأزمات. تعتمد نجاح هذه الطريقة على تفعيل الطلاب للتفكير بطريقة منهجية وتحليلية. يتمّ توجيه الطلاب لوضع فرضيات، وجمع البيانات، وتحليل النتائج بطريقة منهجية. هذا يساهم في تنمية مهارات البحث والتحليل التي تُعتبر أساسية لفهم ومواجهة تحدّيات التنمية المستدامة في المستقبل.
التعلم التشاركي:
في سياق التعلّم التشاركي، يتمّ التركيز على تعزيز التفاعل والتعلم الجماعي لتحقيق فهم عميق وشامل لمفاهيم التنمية المستدامة. يتمثل الهدف في بناء بيئة تعلم تشجع على التفاعل الإيجابي بين المتعلمين وتعزز تبادل الأفكار والآراء.
يلعب تطوير الحوار دوراً محوريًا في هذه العملية، حيث يشجع على التفكير النقدي وتبادل وجهات النظر. يتمّ تشجيع الطلاب على تقاسم خبراتهم وفهمهم الشخصي لمساعدة بعضهم البعض في فهم التحدّيات والحلول المستدامة. تتيح هذه العملية للطلاب أن يصبحوا محفزين لبعضهم البعض، ما يؤدي إلى تطوير مهارات التفكير الناقد والابتكار.
تشجيع التعاون من خلال التعلّم من النظائر يعزز فهم الطلاب للأساليب المستدامة وكيفية تطبيقها في سياق الحياة الواقعية. يمكن تحقيق ذلك من خلال إشراك الطلاب في مشاريع تعاونية تتيح لهم تبادل المعرفة وتجربة التعلم الجماعي.
يسهم تطوير الدراسات الحالية مع مجتمعات المجتمع المحلي وقطاع الأعمال في توجيه الطلاب نحو فهم عميق للتحدّيات التي تواجه مجتمعاتهم، وكيف يمكن للتعليم المستدام أن يلعب دورًا في التصدّي لهذه التحدّيات. يعزز هذا التواصل الفعّال بين المدرسة والمجتمع تفعيل الطلاب ومساهمتهم الفعّالة في إيجاد حلول مستدامة وملهمة للمشكلات الحقيقية.
التفكير الإبداعي:
في سياق التفكير الإبداعي، يتمّ تشجيع الطلاب على استخدام تمثيل الأدوار والاستكشاف في تجربة العالم الحقيقي. يُعتبر هذا النهج وسيلة فعّالة لتعزيز التفكير الإبداعي وتطوير رؤية مستقبلية قائمة على الابتكار.
من خلال تمثيل الأدوار، يتيح للطلاب تجسيد وفهم وجهات نظر متنوعة ومتعددة، ما يسهم في توسيع آفاقهم وتحفيز إبداعهم. يمكن للتعلّم من خلال التمثيل أن يحفز التفكير الإبداعي من خلال تحليل مواقف متنوعة وابتكار حلول جديدة.
كما يسهم الاستكشاف في العالم الحقيقي أيضًا في تعزيز التفكير الإبداعي، حيث يتيح للطلاب تجربة العديد من الجوانب الحقيقية للمشاكل والتحدّيات، وتعزيز القدرة على إيجاد حلول إبداعية للمشكلات وتحفيز التفكير المستدام.
التعلّم التعاوني:
في مفهوم التعلم القائم على العمل التعاوني، يتمّ التأكيد على تحقيق الفهم والمعرفة من خلال المشاركة الفعّالة في أنشطة عملية وتطبيق المفاهيم والمهارات في سياقات واقعية. يعزز هذا النهج فهم الطلاب للمواد التعليمية ويعمّق تطبيقها، ما يحقق تأثيرًا أكبر وأكثر استدامة في عملية التعلم.
في سياق التعلم من خلال التفاعل المشترك، يتمّ تشجيع الطلاب على التفاعل الفعّال والمشاركة الفعّالة في العمل الجماعي. يمكن أن يكون هذا عن طريق المناقشات الجماعية، وورش العمل الجماعية، ومشاريع التعاون. يسهم هذا التفاعل في تبادل الأفكار والآراء وتوجيه التعلم نحو فهم مشترك وتحقيق أهداف مشتركة.
التحقيق المشترك يسلّط الضوء على البحث والاستكشاف المشترك للمواضيع والمشكلات. يشمل ذلك استخدام الطلاب للتحقيق العلمي، وإجراء التجارب، وحل المشكلات بشكل تفاعلي. يُشجع على التعلم الفعّال من خلال التجارب العملية والاستكشاف، ما يعزز فهمًا أعمق وتطبيقًا أفضل للمفاهيم.
في هذا السياق، يلعب التعاون دورًا حيويًا، حيث يُشجع الطلاب على العمل المشترك وتبادل المعرفة. يعزز التعاون التفاعل الاجتماعي ويسهم في تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي. يمكن أن يكون هذا التعاون سبيلاً لتعزيز التفكير النقدي وتطوير حل مستدام للتحدّيات.
باستخدام هذه الطرق، يتمّ بناء تجربة تعلم شاملة وفعّالة، تجمع بين التعلم الفردي والتفاعل الجماعي، وتعزز الفهم الشامل وتحقيق أهداف التعلم بشكل أكبر وأكثر فعالية.
يُعتبر هذا النهج تكامليًا وشاملًا، حيث يسعى إلى تحقيق تفاعل إيجابي بين المحتوى الدراسي وعمليات التعلّم، ما يُسهم في بناء فهم عميق ومستدام لمفاهيم الاستدامة.
خلاصة
يُعتبر علم التربية دراسة لأساليب التعليم والطُرق التي تحقق أهدافه، حيث يترابط مع علم النفس التربوي ويشدّد على أهمية تفاعلهما لتحقيق بيئة تعلم فعّالة.
يظهر التفاعل بين علم التربية والتنمية المستدامة في تصميم أساليب تدريس تعزز فهم الطلاب لمفاهيم التنمية المستدامة وتشجيعهم على تطبيقها. يشمل ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي والحلول المستدامة باستخدام نظريات علم النفس التربوي، ما يُعدّ المجتمع التربوي لتكون قادة مستدامين ومفكرين ناضجين.
في ما يتعلق بالمناهج التربوية في سياق التنمية المستدامة، يتفق الخبراء على اعتماد أساليب التعلم النشط والتشاركي. يتضمن ذلك تطوير عناصر تربوية خمسة، مثل التفكير الناقد والتحليل المنهجي والتعلم التشاركي والتفكير الإبداعي والتعلم التعاوني، بهدف تحقيق تفاعل إيجابي بين المحتوى وعمليات التعلم.
هذا النهج يسعى إلى تحقيق تفاعل بنّاء بين المحتوى الدراسي وعمليات التعلم، ويساهم في بناء فهم عميق ومستدام لمفاهيم الاستدامة.
المراجع:
-Edwin A. Peel, "Pedagogy"، www.britannica.com
"What is Education for Sustainable Development?", www.en.unesco.org
-العنزي, م. ج., & جابر، م. (2020). تعليم ما قبل المدرسة من أجل التنمية المستدامة: التحدّيات والمتطلبات. مجلة القراءة والمعرفة, 20 (الجزء الأول 227 سبتمبر), 317-337.
-الغنام, س. م. خ. إ., & ماهر، س.، خميس إ. (2019). مناشط رياضياتية قائمة على أبعاد التربية من أجل التنمية المستدامة؛ لتنمية المواطنة البيئية، والانفعالات الأکاديمية نحو الرياضيات لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. مجلة تربويات الرياضيات, 22(8), 171-224.
الكلمات الدالة
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |