في كل دول العالم تنقسم المجتمعات البشرية الى المدنيين –سكان المدن- والريفيين – سكان القرى وفي بعض الدول مثل الدول العربية ينقسم الريف الى الريف والباديه , وعلى العموم يكمن الفرق بين المدينة والريف ان المدينة بشكل عام مستهلكة وتعتمد التجارة والخدمات والوظائف كمصادر للعيش في حين يمتاز الريف انه منتج ينتج كل او معظم احتياجاته الغذائيةوكذلك يلبي احتياجات المدن , ولكن ما هو الوضع في الاردن ؟ بحمد الله فقد عمت الخدمات الاساسية وغير الاساسية جميع انحاء المملكة حتى اصبحت الدولة اشبه ما تكون بمدينة كبيرة مجزأة ومتناثرة وهذا ايجابي حيث العدل في تعميم الخدمات ولكن الذي حدث للاسف انه تقريبا لم يعد هناك اي ريف في الاردن فغالبية سكان الريف يجلبون خبزهم وطعامهم وخضارهم وفاكهتهم من اسواق المدن ؟! بعد ان كانت هذه القرى هي المورد لهذه الاطعمه والاغذية للمدن فما الذي حدث ؟؟!

الجواب انه بعموم الخدمات وتطور الحياة في المجتمعات الريفية وهذا ايجابي كما قلنا تغيرت كثير من المفاهيم والعادات فاصبح الشاب القروي المتعلم يتثاقل من زراعة الارض _ الحاكورة او الحديقة المجاورة لمنزله واصبحت الفتاة لا تتقبل فكرة ان تحلب العنزة ! لذلك اذا قمت بجولة لمعظم قرانا ستجد بيوت جرداء اوشبه جرداء في الوقت الذي كانت فيه هذه البيوت قبل 30 او40 عام كانت محاطة بكل انواع الخضار والفواكه كما يحدثك الناس والذاكرة .

وهنا اقول ما اجمل ان يكون ابن القرية معلما او موظفا وبنفس الوقت مزارعا نشيطا وما اجمل ان تكون بنت الريف معلمة او موظفة وبنفس الوقت فلاحة درجة اولى كما يقال تخبز وتحلب وتزرع .

مجرد رأي اطرحه لمن يهمه الامر في الحكومة وبالذات وزراء الزراعة والتخطيط والتنمية الاجتماعية والثقافة والمياه لايلاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم لبعث الحياة مرة اخرى بالريف الاردني الجميل .
حفظ الله الاردن ارضا طيبة وشعبا اصيلا وقيادة حكيمة .